الرسم بالكلمات بديلاً للوخز بها

ولألوان كلمة

حسين خوجلي

الرسم بالكلمات بديلاً للوخز بها

1- العمدة الأمين والسكير مرسال والمعنى واضح:

خرج شيخ الأمين شيخ القرية الكبيرة وعمدتها وعالمها من محكمة العمد التي كان يديرها بصواب وحكمة بالشرع والأخلاق وقيم المجتمع بإداء إرتضاه القاصى والدانى خرج من المحكمة إلى مسجد القرية المجاور وصلى بالناس الظهر وعندما تباعدت خطاة قليلاً عن المسجد إلتفت حولة مجموعة من سكان القرية يسألون في الفقة وأمور الدنيا والدين وبعضهم يسأل النصيحة وبعضهم يريد الدعوات والبركات، وفي ذات الوقت كان مرسال خارجاً من (أدنداية القرية) مخموراً منتشياً بالعرق البلدي أختبأ وراء المسجد حتي تكاثر الناس حول العمدة الشيخ الفقيه حينها إنقض عليه بشراسة وصفع مولانا صفحة مدوية حتي كاد أن يسقطه أرضاً إضطرب الناس حول الشيخ مذهولين من هول المفاجأة كأنما أصابتهم صاعقة من السماء شلت حركتهم وألجمت ألسنتهم، إلا أن الشيخ كان رابط الجأش ومتماسكاً رغم هول المفاجأة فسرعان ما أمسك يد المعتدي بقوة وصرامة حتى صرخ الرجل المخمور وأفاق فظن الناس أن الشيخ المشهور بقوته وشجاعته سوف يقتص من الفتى المخمور بضربات وصفعات تبقيه على الحد الأدنى ما بين الموت والحياة ولكن المفاجأة كانت أن العمدة الحكيم رفع صوته في إعتداد وقال: للسكير بصوت حازم ومبين: (المتلك يا مرسال ما بكفت العمدة إلا الحرشك منو؟).. عزيزي القارئ لك الحق في إكمال بقية القصة (والمعني واضح).

2 – رباعية الإذلال:

البارحة ضربت الهند المجوسية باكستان المسلمة فأصبح العالم الإسلامي بعربه وعجمه تحت سطوة التحالف الصليبي الصهيوني المجوسي، فغزة تحت الإبادة والتجويع والترحيل القسري، ولبنان تحت التهديد والإذلال. وسوريا تحت الضربات اليومية التي إستحال الرد عليها، واليمن العنيد السعيد تحت القصف المؤدي للقتل والردم وإجتثاث البنية الأساسية، والعراق أدخل من زمن بعيد في نفق العصر الحجري، وليبيا تحت التمزيق والشتات المفروض وعبثية الحال والأحوال، والخليج العربي تحت الوعيد والإبتزاز، والمغرب العربي بعيدً بعيد، ومصر تقف كالسيف وحدها مابين الواقعية والصبر الجميل دون أن تقدم تنازلاً واحداً لإرادة الصلف الثلاثي، والسودان كما ترون يقف وحده في عراء الله محمياً بصلابة شعبية وقوة إيمانه ودعواته الواصلة ما بين السماء والأرض رغم كيد المعتدي.
بإختصار صار العالم الإسلامي والعربي تحت رباعية الشر، إما أن تدفع وإما أن تركع وإما أن تخضع وإما أن تطلع، ولا فكاك.. فالحل الوحيد الممكن المستحيل إما أن تتقوا الله حق تقاته فتظللكم السماء بالتوكل وإما أن تتقوا ما استطعتم لتستعدوا برباط الخيل والخير والرجال والوحدة وهذا أضعف الإيمان.. في ظل هذا المنعطف الخطير من تاريخ البشرية التي يدق الطغاة بعنف على بوابة الحرب العالمية الثالثة.

3- أمتي بين أبوريشة ومحمد المكي إبراهيم:

أذكر أنني ومعي مجموعة من الأصدقاء بقسم الفلسفة بالجامعة قد أقترحنا مقرراً للأدب والنصوص أخترنا فيها ثلاثين قصيدة كنا نظن ومازلنا أن فيها شرف وإعتداد وعزة وجمال وذهبنا بها إلى وزارة التربية والتعليم بكل مافي شبابنا من نزوع للتجديد والتغيير وقد إقترحناها بديلاً لبعض النصوص المشوهة في مقررات المدارس لم نستطع أن نقابل الوزير يومها فتركناها عند السكرتارية مع عناويننا ومقراتنا فلم يعاودنا أحد إلى اليوم ولم يعيدوا لنا أمانتنا. وأذكر من بين النصوص المقترحة نص الشاعر السوري الضخم الراحل السفير عمر أبوريشة بعنوان (أمتي) ومنها أخذ شاعرنا الراحل السامق والمجدد محمد المكي إبراهيم إسم ديوانه، ومن أبيات أبوريشة الراسخة في القلب والعقل وهو يخاطب الأمة:
اسمعي نوح الحزانى واطربي
وانظري دم اليتامى وابسمي
ودعي القادة في أهوائها
تتفانى في خسيس المغنم
رب وامعتصماه انطلقت
ملء أفواه الصبايا اليتّم
لامست أسماعهم لكنها
لم تلامس نخوة المعتصم