يوسف محمد الحسن يكتب: متصدرين ومقدرين!!

تحت السيطرة
يوسف محمد الحسن
متصدرين ومقدرين!!
* من صميم المتوقع أن تنبري أقلام إعلام المريخ في محاولة بائسة لتقليل وهج إنجاز جديد يسطره الهلال، باعتلائه صدارة الدوري. لقد تعودنا هذا الدور المتكرر منهم: دور التبخيس الملازم لكل فرحة هلالية، يعجز لاعبوهم عن بلوغها داخل الميدان.
* المثير للسخرية حقًا، أن المريخ نفسه يشارك الهلال في ذات المعترك الكروي، ويقبع خلفه بفارق شاسع، ومع ذلك يخرج إعلامهم ليصف الدوري بـ”الضعيف” فقط لأن الهلال يتربع على قمته! أي منطق هذا؟ وأي عقل يقبل مثل هذا الهراء؟ فإذا كان الدوري “الموريتاني” كما يزعمون لا يرقى للمستوى، فبأي مقياس نقيم وضع فريقهم الذي فقد حتى وصافته المعتادة؟!
* ما يصدر من بعض منسوبي المريخ ليس أمرًا مستغربًا، بل هو امتداد طبيعي لتصرفات اعتادوها؛ فبدلًا من أن يرفعوا أكف الشكر للاتحاد الموريتاني الذي فتح لهم ذراعيه ووفّر لهم الملاعب والمأوى، يتهكمون على دوري البلد المضيف لمجرد أن الهلال يزين صدارته!
* وما يزيد من الحيرة، هو استمرار بعض الأهلة أنفسهم في مهاجمة المدرب فلوران إيبينغي. فكلما حقق الرجل إنجازًا، خرجت أصوات نشاز تقلل من شأنه ومن شأن الفريق بمبررات واهية بعيدة عن المنطق والمألوف.
* الهلال تأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا رغم الغياب القاسي عن الأرض والجمهور، ورغم شظف الظروف، ومع ذلك يقلل منه بعض “الفلاسفة”. واليوم، بعد أن تصدر الدوري في بلد آخر، يخرج علينا “خبراء آخر الزمان” ليشككوا في قوة الدوري ذاته، بعد أن عجزوا عن التشكيك في قوة الهلال!
* هذا هو الدوري المتاح، وهذه هي الظروف التي فرضتها الحرب اللعينة. فماذا يُفترض أن يفعل فلوران أكثر من قيادة فريقه إلى الصدارة في ظل هذه المعطيات؟ هل يُطلب منه اختراع دوري جديد؟ أم قيادة الفريق إلى بطولة غير موجودة؟!
* أما نحن الأهلة، فشتان بيننا وبين أولئك المتنكرين. نحن لا نقلل من الدولة التي آوتنا واستضافتنا في محنتنا. لن نقلل أبدًا من قيمة دوريها ومسابقاتها، سواء ابتسم اللقب للهلال أو لغيره. سيبقى هذا الدوري في نظرنا مرموقًا وذا قيمة، لأنه احتضن أحلامنا الكروية عندما توقف دورينا قسرًا.
* من أراد أن يقلل من إنجاز الأزرق، فليفعل، وليشبع مرضه الدفين، لكن عليه أن يتقي الله، ولا يجرح في قدر الدولة التي أكرمتنا. نحن لسنا مثلهم، فلا تضعونا معهم في كفة واحدة؛ نحن نعرف الوفاء ولا ننسى الأفضال.
* سنظل أوفياء لمن أكرمنا، وسنحتفي بإنجاز فريقنا دون أن ننال من الدولة المستضيفة. هذا هو الفرق بيننا وبينهم، وسيسجل التاريخ معدن كل نادٍ بقيمه وموروثاته.
* عندما تتغيّر البلد، وتتبدل الملاعب، وتُقام البطولة في أرضٍ أخرى، ومع ذلك يبقى البطل في مكانه، بينما يتدحرج الوصيف بعيدًا حتى عن وصافته… فاعلم أن الخلل ليس في البطولة، بل في من تراجع!
*باص قاتل
ناس في قمة الصدارة… وناس في قمة الجحود!