البروفيسور علي شمو: لا أعرف حميدتي وقابلته في مناسبة إجتماعية

في شهادة لله والتاريخ البروفيسور علي شمو يفتح أرشيف قلبه وعقله لـ (ألوان) (2):
لا أعرف حميدتي وقابلته في مناسبة إجتماعية
التدخلات في عملي دعتني للإستقالة من وزارة الإعلام في الإنقاذ
دراساتنا كشفت أن المادة الإباحية في الأنترنت 5٪ فقط
فكرة عرب سات وإتحاد إذاعات الدول العربية انطلقت من الخرطوم
حاوره: عبد اللطيف السيدح
ضيفنا اليوم هو رمز من رموز السودان، عين وزيراً ومديرًا ووكيلًا في حقب مختلفة، فإزدانت به المناصب، وانتفع بعلمه الوطن. إنه البروفيسور علي محمد شمو الذي لا يحتاج إلى تعريف. جلسنا إليه في مدينة حائل بالمملكة العربية السعودية، ففتح لنا أرشيفه وعقله وقلبه لننهل من معينه العذب، وها نحن ندون إفاداته شهادة لله والتاريخ، فماذا قال؟:
+++++
حدثنا عن حكاية البديل لا العويل؟
في أوائل العقد الأخير وتقريبًا عام 1990 م هبطت علينا الموجة التكنولوجية الضخمة، وواجهتنا مشكلة كبيرة جدًا في عملية اقناع السودانيين بقبول الأنترنت والتطور التكنولوجي الذي داهم العالم. وكان هناك عدد غير قليل من الناس منهم مثقفين ومتعلمين وقفوا ضد هذ الوافد الجديد، ولا يريدون للشعب السوداني أن يكون عرضة للمحتوى القادم من الخارج، وكان تركيزهم منصبًا على أن القنوات الفضائية والأنترنت سيفسد المجتمع، وشنوا حملات اعلامية ضخمة ركزوا فيها على السلبيات وهذا الهجوم لم يكن محصورًا فقط في السودان، بل شمل كل دول العالم الثالث.
ماذا فعلتم لهم؟
بسبب خبرتنا كنا أقوياء للتصدي لهذه الحملات وقدنا حملات لإقناع الناس، ففي هذه الأثناء جاءني صحفي وأجرى معي مقابلة وخلال الحوار وجه لي سؤالًا عن كيفية التصدي لهذا الزحف التكنولوجي الذي داهمنا، فقلت له أن الذي يحدث عبارة عن سيل جارف سيأخذ كل من يقف أمامه ومهما عملنا ووقفنا في الجوامع والمدراس واتكلمنا وحاولنا إيقاف هذا السيل فلن نستطيع، فلذلك لابد من البحث عن إيجاد البديل وليس العويل، وكان من ضمن البدائل فلترة المادة المسجلة، ثم كانت الخطورة الأكبر في البث المباشر لأنه ليس باستطاعتك السيطرة على المباشر، ثم جاءت الهواتف الذكية وأصبح التفكير في كيفية معالجة ظاهرة اختلاء الأبناء في الغرف المغلقة، وازدادت المشكلة تعقيدًا، ومن خلال دراسات قمنا بها اتضح أن مادة الإباحية التي كان يتخوف منها أولياء الأمور لا تتعدى الـ 5% فقط أما الـ 95% فهي مادة نافعة نهضت بالشعوب والأمم إلى عالم الحكومات الإلكترونية والذكاء الإصطناعي والرقمنة وغير ذلك. وهذا ما طمأن الأسروجعلها تتعامل بواقعية مع أبنائها وبناتها.
هل تأثرت الإذاعة بالسوشال ميديا؟
ما من شك في ذلك، فالإذاعة تأثرت في عصر السوشال ميديا ولكن السؤال هل حتنتهي الإذاعة، أقول لا لن تنتهي لكن ستضعف، وكذلك هل ستنتهي الصحافة المطبوعة؟ أقول كذلك لا لن تنتهي لكنها ستضعف .
حدثنا قليلًاعن تجربتك السياسية والوزارية؟
تجربتي في مجال العمل السياسي كبيرة، وكذلك العمل الوزاري ولا أريد التحدث عن هذا الجانب، لأني جئته professional محترف فتقلدت منصب وزير دولة بوزارة الشباب والرياضة ثم رئيسًا للمجلس الأعلى للشباب والرياضة، ثم وزير إعلام 3 مرات مرتان في مايو، وبعد الانتفاضة قررت الانقطاع عن العمل السياسي، وعندما جاءت الإنقاذ تقلدت المنصب لـ (9) أشهر ثم استقلت وهذه فرصة أريد أن أوكد فيها أنه لم تتم إقالتي بل أنا استقلت بنفسي استقالة مسببة وكان لمجرد خلاف إداري وتدخل جهات أخرى في عملي وأنا وزير سابق لا أقبل التدخل ولأسباب موضوعية أخرى جعلتني أقدم استقالتي.
رؤساء عملت معهم؟
لا أرغب في الحديث عن فلان أو غيره لكني عملت مع عبد الله خليل والفريق عبود، وإسماعيل الأزهري، ومحمد أحمد محجوب، وجعفر نميري والصادق المهدي، وعمر البشير. فهؤلاء كلهم عملت معهم، أما الفريق البرهان فقابلته لكن لم أعمل معه.
تجربتك مع الشيخ زايد؟
الشيخ زايد رجل عظيم ومن عظماء العرب. عملت معه في مرحلة تأسيس الدولة وكانت من أكتر الفترات التي نعمت فيها بعملي لأني جئت لتأسيس شيء محدد، فبذلت كل ما عندي من معرفة وقدرات نلتها من السودان ومن خارج السودان، لاسيما تلك الأشياء التي لم أستطع تطبيقها في بلدي فتمكنت من تطبيقها في الإمارات العربية، وتمتعنا بثقة كبيرة من قبل قيادة الدولة التي كانت تتطلع لبناء دولة حديثة ومتميزة لذلك “أعطوا العيش لخبازينو” وكنت وجميع من عمل معي من الزملاء السودانيين أصحاب الكفاءات العالية استمتعنا جدًا بما أنجزناه، لدرجة أنني كنت أقول “أنا ما كنت عارف مرتبي كم وما كان شاغلني شيء بل همي أن كل شيء تعلمته سواء كان في أمريكا أوفي غيرها وما قدرت أطبقه في السودان قدرت أطبقه في الإمارات”.
هل تعرف شيئًا عن محمد بن زايد؟
محمد بن زايد كان في ذلك الزمن صغير السن، وكنت أراه دائمًا في مجلس والده لأن الشيخ زايد كان عنده ما يعرف بالمجلس الذي يجتمع فيه الناس ليلًا، وكانوا يتناقشون في أمور الدولة، وللشيخ زايد أسلوب عجيب في إدارة الدولة رحمه الله.
حميدتي؟
لا علاقة لي به ولم أجلس معه، قابلته في عدد من المناسبات الإجتماعية.
رفاق المهنة؟
رفقاء المهنة صلاح أحمد محمد صالح لا يشق له غبار ولا مثيل له في الشغل والموهبة والإدارة والأدب عليه رحمة الله رجل عظيم لن يتكرر. أما عبد الكريم قباني، محمد خوجلي صالحين فهؤلاء يمثلون الجيل الذي جاء بعدنا ومن أفضل المذيعين والمخرجين والمبدعين، أما محمود أبو العزائم صديق العمر وكنا نعرف بعضنا البعض لأني عندما جئت إلى الإذاعة كان هو وقتها محررًا في جريدة العلم التي تتبع للحزب الوطني الإتحادي. وكنا أصحاب رأي واحد واتجاه سياسي واحد. وكنت بعد نهاية دوامي بالإذاعة أذهب إليه في الجريدة ونخرج نسهر ونتعشى سويًا ولما تزوج كنت وزيره.
عرب سات؟
للقمر الصناعي عرب سات قصة طويلة وكذلك قيام اتحاد إذاعات الدول العربية. وبإختصار شديد فإتحاد إذاعات الدول العربية تم إنشاؤه في الخرطوم، وكذلك القمر الصناعي فكرته وتطويره نبعت من السودان.
أين كنت لحظة إطلاق الرصاصة الأولى؟
كنت في المنزل. ولم أكن مهتم بالموضوع كثيرًا، نسبة لمحدودية حركتي التي أصبحت صعبة. وبعد أن تطور الموضوع نزحت إلى عطبرة، ثم استقر بي المقام الآن في منطقة حائل بالمملكة العربية السعودية.