يوسف محمد الحسن يكتب: لماذا الإصرار يا إتحاد الكرة؟

تحت السيطرة
يوسف محمد الحسن
لماذا الإصرار يا إتحاد الكرة؟
يبدو أن اتحاد الكرة قد وضع نفسه في عاصفة من التساؤلات بإصراره العجيب على إقامة منافسات دوري النخبة في ظل ظروف عامة تنذر بالكثير من الصعوبات والعقبات.
هذا الإصرار الذي يفتقر إلى دراسة معمقة للوضع الراهن وتقييم حقيقي للتحديات، ينذر بموسم كروي مضطرب، إن لم يكن فاشلاً قبل أن يبدأ، بدليل التصريحات المتضاربة والقرارات المرتجلة التي أربكت الأندية وجعلتها في حيرة من أمرها ومترددة في اتخاذ موقف واضح تجاه المشاركة.
بالأمس القريب، طالعنا خبر اعتذار والي القضارف عن استضافة مباريات دوري النخبة، وهو مؤشر خطير يعكس حجم الصعوبات اللوجستية والأمنية التي تواجه إقامة المباريات في الولايات المختلفة، والأدهى من ذلك أننا لم نسمع حتى الآن عن أي والي آخر يبدي استعداده لاستقبال البعثات الرياضية وتأمينها.
كل المؤشرات والظروف المحيطة تجتمع لتصب في غير مصلحة قيام الدوري في هذا التوقيت، وعلى اتحاد الكرة أن يتحلى بقدر كبير من الواقعية، وأن ينظر بعين مصلحة الأندية التي هي عماد اللعبة، بدلًا من الاستعجال الذي قد يقود إلى كارثة كروية.
صحيح أن الجميع يتمنى عودة عجلة الدوري للدوران، وأن تعود الجماهير إلى المدرجات للاستمتاع بمستويات فنية راقية، ولكن هذا لا يمكن أن يتحقق في ظل ظروف قاهرة تعيق الأندية عن تقديم أفضل ما لديها، فكيف يمكن للأندية أن تستعد وتنافس وهي تواجه صعوبات في التنقل والإقامة والتأمين؟
لا يوجد أي داعٍ لهذا الاستعجال غير المبرر، وعدم إقامة الدوري في ظل هذه الظروف القاهرة لن ينقص من قدر الاتحاد شيئًا، فالواقع المرير معلوم للجميع، لكن الإصرار على إجبار الأندية على خوض المنافسات دون توفير أدنى مقومات النجاح هو الفشل بعينه، وهو ما يجب على القائمين على أمر الكرة السودانية أن يتجنبوه بحكمة وترّيس.
إن عودة الدوري يجب أن تكون احتفالية تبعث على البهجة والأمل، لا أن تكون عبئًا ومعاناة للأندية واللاعبين والجماهير على حد سواء.
على اتحاد الكرة أن يستمع لصوت العقل، وأن يؤجل هذه الخطوة حتى تتهيأ الظروف المناسبة، وحتى تتمكن الأندية من تقديم مستويات تليق بتاريخ الكرة السودانية وعراقتها، أما الإصرار على المضي قدمًا في هذا الطريق الوعر، فهو بمثابة السير نحو المجهول.
أين الكيانات الصحفية من تفعيل القانون؟!
بعيدًا عن تفاصيل الخلاف بين الأستاذ ود الشريف والمدرب كفاح صالح، أعتقد أن الذهاب للقضاء لا غضاضة فيه، لكن ما يؤرق هو تكرار البلاغات الكيدية ضد الصحفيين.
منذ فترة طويلة ظل الصحفيون يعانون من البلاغات الكيدية، وغالبًا ما يتم تقديم البلاغ في مدينة أخرى، ويضطر الصحفي للسفر عدة مرات، وفي النهاية تُشطب القضية إما لعدم كفاية الأدلة أو بسبب تدخل الأجاويد.
لابد من حماية الصحفيين من البلاغات الكيدية، فنحن نحترم من يذهب إلى القضاء، ولكن المشكلة في طريقة الإجراءات المعيبة والتي بسببها يتعاقب أي شخص حتى لو كان بريئًا.
الصحفيون ليسوا مجرمين ولا يتهربون من الدعاوى القضائية، ويمكن استدعاؤهم بالهاتف بدلاً من القبض عليهم بنفس طريقة المجرمين.
لابد من حماية الصحفيين من البلاغات الكيدية وتجنب إرهاقهم بالسفر لعدة مدن كما حدث للأستاذ ود الشريف الذي قادوه من دنقلا إلى الدبة ثم أم درمان، وفي النهاية خرج بضمانة، وقريبًا ستُشطب القضية كما حدث في كل القضايا المشابهة.
هذه الطريقة لا تناسب الصحفيين خاصة في هذا الوقت الذي ينبغي أن نترك السلطات تركز على ملاحقة المتعاونين والخلايا النائمة، وليس الصحفيين الداعمين للوطن أمام الأستاذ ود الشريف.
على الكيانات الصحفية المتعددة التحرك للمطالبة بتنفيذ قانون الصحافة لسنة (1994) والذي ينص على استدعاء الصحفيين بالهاتف فقط، وليس ملاحقتهم كالمجرمين.
باص قاتل:
الإصرار على دوري النخبة للبحث عن التخمة!