كامل إدريس .. الخبير الأممي في مواجهة المحاصصات وجدل الصلاحيات

حقق حلمه .. وينتظره الشعب لتحقيق حلم السودان

كامل إدريس .. الخبير الأممي في مواجهة المحاصصات وجدل الصلاحيات

تقرير: مجدي العجب
والعنوان أعلاه. المقصد منه إن استطاع الدكتور كامل إدريس تحقيق حلمه الذي صارع فيه بكل أدواته دون كلل أو ملل وكذلك دون وجل أو خوف، فمنذ أن برز إدريس كرجل سياسي إبان انتخابات 2010م مرشحًا لرئاسة الجمهورية مع عدد من المنافسين على رأسهم الرئيس الأسبق عمر البشير ومحمد إبراهيم نقد السكرتير العام للحزب الشيوعي ومرشح حزب المؤتمر الشعبي الإسلامي الشهير عبدالله دينق نيال ومبارك الفاضل المهدي وكلها قيادات سياسية لها دور بارز على مستوى الساحة السياسية، ومن ثم برز كامل ادريس مرة أخرى في جمع الشيخ حسن الترابي والإمام الصادق المهدي بعد قطيعة في جنيف. والشاهد هنا أن الرجل له روح توافقية وقبول إن تحرك في جمع الناس .
ومن كراماته أيضًا أنه رجل بلا مزاعم، وبعيد كل البعد عن الإستقطاب الحاد بين الكتل المتصارعة والإستقطاب العشائري لذلك فهو رجل يشبه لون الهواء .ولكن كل الشواهد تذهب في إتجاه أن الدكتور كامل إدريس متوافق عليه دوليًا وإقليميًا وإن حدثت خلافات داخلية حوله.
أولى بشريات القرار الذي تم بموجبه تعيينه رئيسًا للوزراء، ما جاء على لسان رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي محمود علي يوسف الذي رحب بالخطوة قبيل خروج القرار للإعلام ووصفها بأنها خطوة نحو الحل الشامل. ربما أمام إدريس الذي أصبح التنفيذي الأول في السودان تحديات ومنعرجات تحتاج منه استدراك حجم المعاناة التي واجهت السودان شعبًا وأرضًا.

+ ماهو المطلوب؟:

(اختيار كامل إدريس في هذه المرحلة ربما يمثل حالة من البحث عن حل سياسي وتوافقي). هكذا حدثنا الصحافي والمحلل السياسي عبدالعظيم صالح. وأوضح في حديثه لـ (ألوان) أن هذا الحل التوافقي يخاطب مطلوبات المنظمات العالمية والإقليمية في وجود رئيس وزراء بخلفية مدنية. وزاد: للرجل طموحاته الكبيرة وحلمه السابق في حكم السودان وربما لا تسعفه الحرب وتعقيداتها لتحقيق جزء من برنامجه القديم. وتساءل صالح ما هو المطلوب؟ المطلوب تحجيم الآمال سواء من ناحية رئيس الوزراء والرأي العام السوداني. فالخطوة هي محاولة لإطفاء جزء من الحريق داخل البيت وليس كله. فالحريق لا زال يحتاج لأدوات كثيرة ومتعددة ومتشابكة لا يملكها القادم الجديد للسلطة.

+ فوائد ومكاسب:

فيما قال الصحافي والمحلل السياسي أحمد عمر خوجلي أن اختيار الدكتور كامل إدريس لمنصب رئيس الوزراء يعتبر خطوة مهمة ومنتظرة طوال ما يقارب الأربع سنوات. وأشار خوجلي في حديثه لـ (ألوان) إلى أن الخطوة تحوي العديد من الفوائد والمكاسب، منها وضع البلاد على مسار الإنتقال السياسي المطلوب ولهذا انعكاس في مقبولية المجتمع الدولي والإقليمي للحكومة السودانية كما الحال في البيان الترحيبي لمفوضية السلم والأمن الأفريقي. وزاد: كما أن الإختيار يمهد لخروج القوات المسلحة من العمل السياسي والخدمي حتى تتفرغ لمعركة الكرامة كدور قانوني ودستوري أصيل. ويضيف أحمد لإفاداته: من الفوائد التخلص من حالة الإرباك التي تسببت فيها الحرب وعدوان مليشيا الدعم السريع على البنى التحتية والخدمية والمراكز الإقتصادية، فإختيار رئيس مجلس وزراء للحكومة يساعد على توحيد رؤى القوى السياسية للمرحلة القادمة وبدء الحوار السوداني السوداني برعاية وزارة محايدة تقف على مسافة واحدة من الجميع، مؤكدًا على استكمال خطوات إنهاء العدوان، وإعادة ما دمرته الحرب في نواحي الحياة ماديًا ومعنويًا. وبهذا تكون قيادة الدولة قد منحت الخبز لخبازه في الشق المدني وفرغت القوات لإنهاء العدوان بدون حالة التداخل والتشتت وتعدد مراكز إتخاذ القرار كما كان ملاحظًا في السابق.

+ حليف النجاح:

وهنا بدأ الصحافي والمراقب السياسي عاصم البلال حديثه متسائلًا هل ينجح دكتور كامل إدريس في مهمته؟. وكشف فى تصريح لـ (ألوان) عن لقاء جمعه بالرجل في مطلع الألفية الثالثة. وقال: كنت على موعد مع فخر سودانى في جنيف قلب بلاد السويسريين، مع الدكتور كامل إدريس بوصفه مديرًا للوايبو أحد أهم ثلاث منظمات الأمم المتحدة المتخصصة، منظمة الملكية الفكرية والتي من فرط الأعجاب بأدائه تم التجديد له قبل إنتهاء دورته الأولى بإجماع لم يشذ عنه حتى الممثل الإسرائيلي، لوسطية شخصية دكتورنا كامل. وأضاف البلال: كنت يومها هناك زائرًا فى معية ساعده الأيمن علي يس الكنزي، صعدنا الطابق الأول وربما الثاني من مقر المنظمة الأنيق، وإلى هناك سبقنا من سبقنا بالوقوف متحلقين في ردهات طابق المبنى الدائرة مطلين على ساحته الأرضية، مشهد مهيب وكافة عضوية المؤسسة تقف مصطفة دوائر من كل بلدان الدنيا ومن بين صلب وترائب سام وحام، منتظرين مخاطبة من المدير العام الدكتور كامل إدريس وكلهم آذان صاغية، وزاد سحابة فخر غمرتنى وهذا السوداني يحسن سفارتنا الأممية وتمثيلنا بامتياز، زادني المشهد إعجابًا بشخصية الرجل التي كنت أعرفها والدكتور كامل لاينقطع من زيارة السودان ولا الإحساس بهمومه وهو صاحب أشهر جمعة سياسية بين الإمام الصادق المهدي والدكتور حسن الترابي بجنيف إثر قطيعة مشهودة بين الرجلين، والشاهد أن للدكتور كامل حظ في التأثير على الشخوص ومجريات الأحداث داخليًا وخارجيًا. ويمضي البلال في إفاداته قائلًا: كنت من بين من رشحوه لرئاسة الوزارة قبل نحو عقدين، مستبشرًا بوقت أنسب، لتحمله الأقدار وتسوقه للمنصب التنفيذي الأول في مرحلة ولا أصعب، ليديرها بنفس شخصيته الأممية المحظية بقبول جمعي دولي وبروح السياسي الذي استطاع أن يجمع الشيخ والإمام في لقاء يصعب عقده عطفًا على التعقيدات المحيطة. وأكد على أن دكتور كامل سينجح إن عتقوه من أشباح المحاصصات التنفيذية ومنحوه كامل الصلاحيات.

+ أمل السودان وشعبه:

وبذلك يصبح أمل السودان والسودانيين معلق على عاتق الدكتور كامل ادريس برغم الفترة العصيبة التى جاء فيها ولكن تصبح شواهد التوافق الخارجي (الدولي والإقليمي) حوله، هي أولى البشريات بأن للرجل القدرة على إخراج البلاد من مأزقها التاريخي، فأكثر الناس تشاؤمًا أصبح يرنو للفترة القادمة وينظر لها بمنظار أبيض.