كامل إدريس .. الرجل الطموح ينتظره الكثير

من غير ميعاد

بقلم: كمال حامد

++++++++

كامل الطيب إدريس عبد الحفيظ .. الرجل الطموح ينتظره الكثير

هل فات على صمود أن تعيين رئيس وزراء مدني كان مقترح الإتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي؟

في ذكرى مايو نكرر هتاف: (ضيعناك وضعنا معاك) كما قلناه لعبود

ثورة عارمة في أوروبا وأمريكا ضد الإنتهاكات الإسرائيلية

+++++++

+ كامل إدريس:

سيرته الذاتية تشير بأنه أمدرماني المولد والمنشأ ودنقلاوي الأصل من الزورات التي تقع بين دنقلا وأرقو، وأعرف الزورات وزرتها أيام ااشباب والصبا وعلمت فيما بعد أنها موطن زميلنا الصحفي الرياضي الأستاذ حسن عزالدين و صديقي الوزير اللواء كمال حسن أحمد رحمهما الله، وكذلك آل الكد الأسرة الأشهر في منطقة أبوروف.
الإسم معروف من خلال سيرته الدولية وخبراته المتراكمة خارجيًا، ومن خلال ترشحه للرئاسة في ٢٠١٠م منافسًا للبشير، الصادق المهدي، ياسر عرمان، عبد الله دينق نيال وحاتم السر والدكتور عبد الله علي إبراهيم، ومنهم من لم يواصل المعركة إلى نهاياتها.
صافحته يدًا بيد وجالسته مرتين، الأولى في أحد مؤتمرات القمة الأفريقية بالعاصمة النيجيرية أبوجا والثانية حين زار التلفزيون.
ورغم عدم المعرفة الكبيرة لكنني رأيت أن أمنحه صوتي تأييدًا لترشيحه رئيسًا للوزراء لأسباب عديدة منها الرغبة في اغلاق ملف (حجوة أم ضبيبينة، حكومة مدنية) ومنها ليس له إلتزام حزبي مثلنا وكثير من السودانيين.
أحتفظ برقمه وكرته الخاص وأراسله يوميًا بدعواتي الصباحية ولم أتلق منه ردًا إلا أول أمس حين أتبعت الدعاء بفقرة ترحيب به وكان رده بعلامة جمع كفتي اليدين بإشارة الشكر وكانت كافية.
قبل اعلان موقفي الراضي به رئيسًا للوزراء تأثرت كغيري بما نشر حوله من إساءات وإشادات، اتصلت ببعض الأصدقاء المقربين منه وممن أثق في رؤاهم السياسية ووجدت إجماعًا بأنه الفرصة الأخيرة والوحيدة للخروج من أزماتنا.
ليس عيبًا أن الرجل طموح طموحًا نقله من سكرتير ثالث في الخارحية إلى مسؤول في أكبر هيئة دولية للملكية الفكرية، لدورتين، ثم وجوده في معظم لجان التحكيم الدولية، وفي هذا أكبر دليل لنظافة سجله وسريرته.
ينتظره الكثير لو وجد البيئة والمناخ والصلاحية الكاملة لاختيار فريقه من أصحاب السيرة الحسنة والمؤهلات العالية حتى لا تظهر حالة جدلية تشغله عن مسؤوليته التاريخية الكبيرة.
تذكرت الآن عقب ثورة اكتوبر ١٩٦٤م حين تم تكليف المرحوم الأستاذ المربي سرالختم الخليفة لتشكيل حكومة الثورة من ممثلي الهيئات والأحزاب من حملة المؤهلات الأكاديمية العالية باستثناء ممثلي العمال والمزارعين، وبهذا الاستثناء دخل الوزارة المناضلان الشهيد الشفيع أحمد الشيخ والأمين محمد الأمين رحمهما الله.
لإختبار الذاكرة السبعينية كان من أبرز وزراء حكومة سرالختم الخليفة من ممثلي الأحزاب، مبارك زروق الوطني الإتحادي، محمد أحمد محجوب حزب الأمة، أحمد سليمان الحزب الشيوعي، د. محمد صالح عمر الأخوان المسلمين ثم الرشيد الطاهر، ومن الأحزاب الجنوبية كلمنت أمبورو، بوث ديو، ازبوني منديري وآخرون.
ليكن هم رئيس الوزراء الجديد حياة الناس وإطعامهم من جوع وتأمينهم من خوف، كما جاء في الآية الكريمة،
(فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف). صدق الله العظيم.
هذا أولًا، ثم عليه ترتيب البيت الخربان ثانيًا، وترميم العلاقات الخارجية ثالثًا، علها تفيد في إعادة الإعمار، ورابعًا وأخيرًا ضبط الشارع والنظر لحياة ديمقراطية حقيقية وانتخابات حرة نزيهة برقابة دولية وفي هذه لا نطمع أن يكون مثل المشير المرحوم سوار الدهب بعد سنة، ولا مثل حمدوك الذي (لم يجيب ولا حتى سيرتها)، ولسنا مستعجلين.
ليعلم بروف كامل أنه سيسير في أرض مليئة بالأشواك والألغام والعراقيل وهواة السلطة، وعشاق المناصب وربنا معاه.

+ تقاسيم .. تقاسيم:

تمر علينا اليوم (الأحد) الذكرى السادسة والخمسين لثورة مايو الخالدة التي أطلت أيضًا يوم (الأحد) ٢٥ مايو ١٩٦٩، في ذكراها السادسة والخمسين، التحية لقائدها المحبوب جعفر نميري ولرفاقه في مجلس الثورة رحمهم الله جميعًا ولمن عمل معهم من أجل الوطن وتنميته، ونكرر هتاف (ضيعناك و ضعنا معاك) كما قلناه للمرحوم الفريق إبراهيم عبود.
الإتحاد العربي لكرة القدم، تابعت خبرًا عن اقامة النسخة الجديدة من بطولة الأندية العربية بستة عشر فريقًا، وظهرت أسماء أربعة عشر من السعودية، مصر، تونس، المغرب، الإمارات، وقطر ثم إشارة لإقامة مباريات تمهيدية بين فرق اليمن، الصومال، جيبوتي، فلسطين، جزر القمر، موريتانيا وللأسف السودان لإختيار فريقين،
أصابتني الصدمة ولم أتذوق طعم النوم لعدة أسباب أبرزها أن قيادة الإتحاد العربي لم يحدث أن تجاهلت الفرق السودانية، ومرة ذكر أحد الصحفيين في مؤتمر صحفي مشيدًا بالجمهور السوداني واصفًا إياه بـ (ملح البطولات) هنا سحب الأمير فيصل بن فهد المايكرفون معلقًا: (أي ملح؟ هادول فاكهة البطولات).
كان الأمير فيصل يرحمه الله يحبنا ونحبه وله أياد و(مكرمات) في أعناقنا منها تشييد مقر الإتحاد وتأهيل وتأثيث المقر الدائم للمعسكرات.
كتبت معلقًا على إشاعة خبر البطولة الجديدة، برسائل لمن احتفظ بأرقامهم ممن زاملوني لخمس عشرة سنة في الاتحاد، ثم كتبت للأخ الوزير الدكتور الزميل الاعلامي رجاء الله السلمي الأمين العام الحالي للإتحاد، وللأخ الأستاذ وليد كردي الأمين العام المساعد.
كان رد الأخ كردي تشكيكه إقامة منافسة بدون السودان أبلغني بإنتهاء علاقته بالإتحاد وتقديرًا لإهتمامي وعلاقتي التاريخية بالاتحاد كما وصفها أرسل لي رقمين لشابين عاملين حاليًا بالأمانة العامة بالرياض.
كتبت لهما، الأستاذين الشابين إبراهيم الماجد ومحمود غنيم وأسرعا بالرد وبعض عبارات التقدير، وأنه لا توجد منافسة حاليًا معتمدة للأندية العربية. حمدت الله وزال عني الألم والهم والأرق .
فرصة لن أدعها تضيع دون التذكير بدور السودان في (تأسيس) نعم تأسيس الإتحاد العربي لكرة القدم في ليبيا ١٩٧٤م ثم في إعادة بعثة القوى في السعودية بواسطة أمير الشباب العربي فيصل بن فهد يرحمه الله.
من مؤسسي الإتحاد في ليبيا مع رئيسه وقتئذ الليبي المرحوم عبد اللطيف بوكر كان السودانيان الرياضي الفذ الأستاذ جعفر عطا المنان أول أمين عام للإتحاد ثم أبو الرياضة والطب الدكتور عبد الحليم محمد يرحمهما الله.
مع الأمير فيصل رئيس الإتحاد والأمين العام النشط الأستاذ عثمان السعد عمل في اللجنة التنفيذية الدكتور حليم والأستاذ مصباح الصادق، والمهندس عمر البكري أبو حراز ومجدي شمس الدين والدكتور معتصم جعفر.
أما في اللجان المختلفة المتخصصة عمل الدكتور الزين علي إبراهيم وعمر فرح وسعد الدين الطيب رحمهم الله، وفي اللجنة الإعلامية عمل قبلي المرحوم الأستاذ هاشم ضيف الله وبعدي المرحوم الأستاذ عبد المجيد عبد الرازق .
كانت فترتي خمسة عشر عامًا من ١٩٨٨م إلى ٢٠٠٣م، حين سحب ترشيحي الأخ الدكتور كمال شداد لسبب بسيط ذكره لأنني هاجمت مدربه المحبوب العجوز وازاريك لسوء سلوكه في أحد المباريات كما ذكر ذلك للوسيط الأخ صلاح حسن سعيد أمين خزينة الإتحاد .
للأخ شداد قصص وقصص مع الإتحاد العربي والأمير فيصل بن فهد قد يأت ذكرها، ولكنكم تلاحظون أن الأخ (أبوالشد) كما يلقبه دكتور حليم لم يظهر اسمه في عضوية أي من لجان الإتحاد العربي تحياتي له وتقديري واحترامي فقد عدنا سمن على عسل ويمكن أكتر.
أوضح الإتحاد السوداني لكرة القدم عما حدث في التصويت وفوز مرشح الإمارات في إحدى لجان الإتحاد الدولي فيفا، قالوا أنه مرشح قارة آسيا وأعلن فوزه بالتزكية.
تلفزيون السودان كان لديه فرصة يكون المصدر الأول للأخبار كما القناة ١٢ الإسرائيلية، وذلك بأن تصدر البيانات خاصة العسكرية فقط من التلفزيون.
نجح التلفزيون بضم بعض الوجوه الَمقتدرة في برامجه ويمكن أن يمضي للمزيد من أهل الثقافة والخبرة.
أسفت لمذيع لم يسبق لي مشاهدته يتفنن في مقاطعة الضيوف، هذا الاسبوع استضاف شخصيتين مهمتين لموضوعين مهمين، الأول تعيين رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس والثاني جلسة مجلس الأمن الأخيرة وكان اختيار الضيفين الدكتور السفير عبد الباقي حمدان، والخبير القانوني الدكتور محمد زين.
للأسف لم يترك المذيع لهما ولا للمشاهدين الاستمتاع بالمعلومات لكثرة المقاطعة التي جعلتهما يتبسمان غير مرة وضحكا حين سألهما عن المواصفات التي رشحت الدكتور كامل. ضحكا لأن هذا كان مجمل حديثهما طيلة الحلقة ويبدو أن المذيع من النوع الذي يركز على السؤال المكتوب عنده دون متابعة حديث الضيف.
هذا المذيع ليس من كوادر التلفزيون المعروفة، ولم أسمع به وأنا أعمل بالتلفزيون منذ العام ١٩٦٩م وأعرف مذيعي ذلك الزمن من عهد صالحين وحمدي وسمير إبراهيم مرورًا بعهد الجزلي والصباغ وضو الببت وعزالدين إلى عهد جيل اليوم الزبير والهواري وعواطف ونهى عادل.
سألت عن اسمه و قالوا محمد خليل الشفا، رجائي التحقيق فيما ذهبت إليه وحسن اختيار أبرز المذيعين لأبرز البرامح لأبرز الأحداث.
** توجد اجتهادات في فضائيات الولائيات، أقترحت مرة للأخ الوزير خالد الاعيسر والأخ اامدير العام إبراهيم البزعي توحيد الإرسال في نشرة الأخبار الرئيسية وعند الأحداث الكبيرة، وفي غير ذلك لتكن فضائية الولاية وليس فضائية الوالي، وبالمناسبة أين فضائية نهر النيل، أول فضائية بعد التلفزيون القومي، وتلفزيون عطبرة ثاني قناة خارج الخرطوم بعد ودمدني؟.
صمود وببيان عليه صورة الدكتور حمدوك استنكرت تهنئة الإتحاد الأفريقي تعيين رئيس وزراء مدني تكنوقراط مستقل، معقول يكون فات عليهم أن هذا كان مقترح الإتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي؟.
نيازك السودان المعروفة عالميًا بمتحف جامعة الخرطوم اتسرقت مع ما اتسرق من متاحفنا وبيوتنا وجامعاتنا، ظهرت النيازك في أبوظبي، كما ظهر جهاز طبي نادر في جنوب أفريقيا وطلبت الجهة مشترية المسروق بعض قطع الغيار والمعلومات من الشركة الأم التي ردت عليهم بأن هذا الجهاز اشتراه مستشفى سوبا الجامعي بالسودان بتسعمائة ألف دولار.
ثورة عارمة في أوروبا وأمريكا حول الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأطفال والمدنيين حتى في إسرائيل بتصريحات رئيس الوزراء السابق يهود أولمرت وزعيم المعارضة خوفتان، قالا: (إسرائيل لا تقتل الأطفال وتهجر وتجوع) .
أوقفت دول الإتحاد الأوروبي كل الإتفاقيات التجارية مع إسرائيل، عقبال مبيعات الأسلحة، َومن التعليقات المنتشرة، (مضاعفة التعاون العربي الخليجي مع الداعم الأول لإسرائيل في قتل الأطفال وتهجير المدنيين) .
زادت الإجراءات الأمنية على السفارات الإسرائيلية في العالم بعد مقتل دبلوماسيين اسرائيليين في واشنطون، المعتقل رودريغو أمريكي الجنسية هتف فلسطين حرة، إسرائيل ذكرت كالعادة معاداة السامية وكل الدنيا ذكرت بأنها حالة الكراهية التي بلغت مداها للصهيونية.
حتى كتابة هذه السطور وصل رقم شهداء غزة لأكثر من أربعة وخمسين ألفًا وأكثر من مائة وتسعين ألفا من المصابين نصفهم أطفال ونساء.
تحدثت مع أخي ورفيق الدرب الأستاذ كبير المعلقين الرشيد بدوي عبيد بعد بتر قدمه اليسرى الأسبوع الماضي وكان صابرًا راضيًا ضاحكًا كعادته، ربنا معه ومع كل مريض ومبتلى.
بدأت حملة من الزملاء بالتلفزيون لعلاج الزميل الخبير الأبرز في المونتاج الأخ أبوبكر حسن الشريف، كان أكثرنا اهتمامًا بظروف الزملاء وحامل لواء التواصل وكشف المساعدات، وكان يزور أهلنا في عطبرة كما أخبرتني والدتي يرحمها الله حين يكون حاضرًا أو عابرًا مع فربق التلفزيون.
عبرت جهات عديدة عن المساهمة في علاجه وأبرزها مجموعة بنك الثواب والزميل الاعلامي عبدالله محمد الحسن ونشرت نداءها مع حسابها في بنكك بالرقم 4414400 نأمل اللحاق بالثواب ولو بأقل القليل.
فقدت بلادنا الاسبوع الماضي أحد أبرز رموز التعايش الديني فقد انتقل للأمجاد السماوية الأسقف فيلو ثاوس فرج كاهن كنيسة الشهيدين والمشارك في َمعظم الفعاليات الوطنية، وكان خفيف الظل وكريمًا وكثير الدعوات للجميع في مزرعته، العزاء لأسرته والأخوة الأقباط.