
عمر كابو يكتب: حكومة كامل .. مواصفة قياسية
ويبقى الود
عمر كابو
حكومة كامل .. مواصفة قياسية
** تترقب الأوساط السياسية حكومة كامل الطيب إدريس رئيس الوزراء الجديد بين متفائل يرى أن الرجل قوي سيأتي بكادر مؤهل يتجاوز به مألوف الاختيار المعهود من ترضيات ومحاصصات حزبية وسياسية وجهوية وقبلية..
** وبين متشائم يرى أن تدخلات من جهات ذات صلة بمركز القرار السيادي ستفرض عليه أسماء بعينها لن يكون بمقدوره تجاوزها وإلا فتح على نفسه طاقة من سخط ثمنه إقالة سريعة أو إجباره على كتابة الإستقالة..
** لن أسرف في التفاؤل أو التشاؤم بيد أنني أعتقد لو أفلح في وضع خطة محكمة للفترة المقبلة مقسمة على (مقطوعيات) فلن تكون هناك مشكلة كبيرة في تحديد الأسماء حسب مواصفات تلك المحاور من الخطة..
** أخطر ما أخشاه عليه أن مراكز القرار باتت رهينة توجيهات (الواتساب) ترى فيه موجهًا ومرشدًا تسير بسيره ولا ترى إلا ما يراه..
** في وقت يرفض أصحاب القرار الاستعانة بالصحافة وحملة الأقلام الكبار الذين صقلتهم التجربة والخبرة التراكمية وبعد النظر..
** منذ البارحة انطلقت حملة منظمة للدفع مثلًا بكابتن هيثم مصطفى لمنصب وزير الشباب والرياضة ورغم تقديري واحترامي لكابتن هيثم فإن مواصفات هذا المنصب لا تنطبق البتة عليه..
** منصب الوزير منصب سياسي يحتاج للافصاح والابانة والقدرة على التعبير عن الأفكار ثم التواصل مع الجميع وتقديم مبادرات ومبأدات وهي ما لا يتوفر في هذا الكابتن..
** نجاح هيثم كلاعب كرة فنان لا يعني بأي حال من الأحوال قدرته على شغل منصب وزير الشباب والرياضة وكلنا نعلم أن ملف الشباب يحمل طموحات جيل يرتاد آفاق الفنون والآداب والفن والموسيقى والغناء والمعارض والاحياء الثقافي والاهتمام بالتراث والعمل الطوعي والمسرح ومعارض الكتاب ثم الرياضة بكافة أشكالها وقوالبها وتفاصيلها ومنافساتها المختلفة..
** إلا إذا كان كامل إدريس ينوي أن يجعل منها وزارة بلا حراك بلا برامج بلا نشاط بلا أفكار بلا جديد مثلما هي عليه الحال من وزيرة انجازها الوحيد أنها سلمت المليشيا المدينة الرياضية بعد أن طردت الرياضيين منها..
** سقنا ذلك نموذجًا لتأثير العالم الافتراضي على أولئك الذين هم ما زالوا يصنعون القرار ويرابطون الساعات الطوال ينتظرون اتاحة الفرصة لفرض أسماء بذات طريقة هيثم مصطفى وزيرًا للشباب والرياضة..
** من هنا وحتى يستطيع العبور إلي بر الأمان بحكومة رشيقة ذات أهداف محددة تخاطب قضايا المواطنين الآنية : أمنًا وصحة وماءًا وكهرباء وتعليمًا وطرق وجسور فإن عليه الابتعاد تمامًا عن الطريقة التي كان يتم بها التعيين في الفترة الانتقامية التي أعقبت الانقلاب المشؤوم على البشير..
** فمعظم الذين جلسوا على كراسي السلطة ولاة ووزراء فشلوا فشلًا ذريعًا في شغل المنصب مقدمين أسوأ تجربة في الحكم منذ الاستقلال وحتى الآن..
** وبالتالي فإن الوزراء الحاليين ليس فيهم من يمكن الإشارة إليه بالبنان ما عدا ثلاثة أو أربعة ذكرناهم في مقالتنا السابقة تعليقًا على قرار تعيين كامل إدريس رئيسا للوزراء..
** من هنا فإنه يحتاج لمجموعة صغيرة لديهم الخبرة الكافية في معرفة كل محور من محاور الحياة المختلفة ومن عملوا بها لتقديم ترشيحات تصلح لشغل المناصب المختلفة..
** أشير هنا إلى أن الفترة الانتقالية قد طالت ومن هنا وجب عليه أن يسارع لتشكيل مفاوضيات غاية الأهمية مثل مفوضية الانتخابات لتقوم بعملية الاحصاء والحصر..
**ثم هناك المحكمة الدستورية التي هي أهم ركن من اركان العدالة التي تحتاج بعض أجهزتها لمراجعة كاملة خاصة القضاء والشرطة حيث تم العبث والفوضى بهما في زمن قحط (الله يكرم السامعين)..
** حتى وصلنا مرحلة احالة أكثر من ألف ضابط شرطة عظيم حقدًا وتشفيًا مما أدى إلى خلل كبير ما زالت تعاني منه هذه المؤسسة العملاقة..
** ما حدث في الشرطة حدث في القضاء حيث فقد هيبته ووقاره وأضحى مكتب رئيس القضاء السابق ناديًا للقحاطة يجتمعون فيه ويقررون في شأن القضاة بالدرجة التي فصلوا فيه أكثر من (٣٣١) من خيرة قضاة السودان نزاهة وأمانة وورعًا وجئ بقضاة هم الأسوأ من حيث السمعة والفساد هم من بيدهم تسيير دفة القضائية لأن رئيس القضاء الحالي أطلق يدهم يأتمر بأمرهم وينتهي إلي ما ينتهون إليه..
** وبالتالي أهم تحد أمامه هو إحداث تغيير عاجل في أمر المؤسسات العدلية وتعيين مفوضية القضاء تطبيقًا لصحيح القانون حتى نعيد للقضاء هيبته التي انتهت بعد ذهاب آخر رئيس قضاء كبير وقوي وهو سعادة مولانا عبدالمجيد إدريس..
** اختيار كامل إدريس للوزراء وللمفوضيات ورئيس القضاء والشرطة هو أول اختبار حقيقي لقوة الرجل من ضعفه..
** بعد أن سرت إشاعة كبيرة بأن المتحكم في أمره هو الشفيع خضر الشيوعي الذي كان أحد أهم مستشاري الفاسد الخائن العميل حمدوك وساهم مساهمة كبيرة مع عرمان سعيد عرمان في فشله باعتباره أحد (شلة المزرعة) التي كان توجه بوصلة حمدوك حتى قذفت به إلي (التوج).
** ننتظر حكومته وبعد ذلك لكل حادث حديث و(ربنا يكضب الشينة) .