كامل إدريس .. تحديات الانتقال

كامل إدريس .. تحديات الانتقال

تقرير: مجدي العجب

بمجرد إعلان تعيين رئيس الوزراء دكتور كامل إدريس فقد هبت نسمات من التفاؤل واستبشر الناس خيرًا في هذه الخطوة لما للرجل من علاقات خارجية ممتدة ودراية بكل التقاطعات العالمية والإقليمية بالإضافة لما يدور في العالم العربي والأفريقي. ولكن تصبح الشواهد في هذه الخطوة أن هنالك بشريات قادمة برغم التعقيدات الدستورية والتشريعية، وأن كيف يستطيع الرجل تشكيل حكومته في ظل هذه التعقيدات. ولكن مراقبون يرون أن هذا كله يمكن تجاوزه بنجاح طالما أن هنالك إلتفاف شعبي حول السلطة في البلاد التى تقود حرب الكرامة والتي استطاعت فيها كسر شوكة التمرد .وصل رئيس الوزراء المعين حديثًا دكتور كامل إدريس للبلاد أمس الأول لأداء القسم ومباشرة مهامه والتى سوف يقوم فيها بحل الحكومة التنفيذية وتعيين حكومة أخرى. فالصعوبات القائمة الآن لن تحد من الحكومة التنفيذية القادمة، وفق السند الذي يأتي مم قمة هرم السلطة في البلاد. وقد بان ذلك جليًا في حديث عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن ياسر العطا .

 

+ تحديات ولكن …

وراهنت رئيس الهيئة القيادية بالحزب الإتحادي الديمقراطي إشراقة سيد محمود على نجاح رئيس الوزراء كامل إدريس في الفترة القادمة. وقالت اشراقة في تصريح خصت به ألوان أنه برغم التحديات ولكن أعتقد أن رئيس الوزراء سوف يقوم بتشكيل حكومة قوية. وبرغم أن هذه المرحلة تأتي بعد الحرب، ووفقًا للوثيقة الدستورية والتي من المؤسف كانت بين طرفين يمكن أيضًا أن يتكون البرلمان. وأشارت إلى أن هنالك بعض التحديات التي فرضتها ظروف الحرب وتخريب المليشيا للبنى التحتية في بعض المدن، بالإضافة لبعض التعقيدات التشريعية والدستورية، ولكن يستطيع كامل إدريس وبمساعدة المجلس السياسي والوزراء المختارين أن يقودوا البلاد لبر الأمان.

 

+ فراغ تشريعي ورقابي

 

فيما قال المراقب والمحلل السياسي أبو القاسم الزبير أنه وبغض النظر عن كل ما يدور في وسائط التواصل الاجتماعي من نقد لشخص رئيس الوزراء الجديد وما أثاره تعيينه من تساؤلات عن ماهية المعايير التي اعتمدها السيد رئيس مجلس السيادة في اختياره، بغض النظر عن كل ذلك، سيواجه السيد رئيس الوزراء الجديد الدكتور كامل ادريس تحديات تتعلق ببنية أجهزة الدولة. وأوضح الزبير في حديثه لـ (ألوان) ربما هنالك تحديات تشريعية تسند الجهاز التنفيذي للدولة وتمده بما يحتاج من نظم وقوانين ولوائح، علاوة على غياب دور الرقابة على أداء أجهزة الدولة بما فيها مجلس الوزراء ورئيسهم. وهذا ما يضع الدكتور كامل إدريس في امتحان، وأضف إلى ذلك أن ما يقارب من نصف مجلس الوزراء يشغله وزراء عبر كوتة اتفاق السلام من منسوبي الحركات المسلحة، وقد انقضت فترة حكمهم وفق اتفاق السلام منذ يناير ٢٠٢٤م ولظروف الحرب لم يشأ السيد رئيس مجلس السيادة بأن يمس وظائفهم وحقائبهم الوزارية، ولم يكلفوا أنفسهم بأن يحيطوا الشعب السوداني بمبررات استمرارهم هكذا بغير أجل في أجهزة الدولة. وقال الزبير إن هذا الوضع يعتبر الأكثر تعقيداً بالنسبة للدكتور كامل إدريس، فإن مسهم إنقلب بعضهم وإرتد إلى الحياد وربما لحق بالتمرد، وإن أبقاهم ساهم في خيانة أمانة الشعب السوداني صاحب الحق المطلق في اختيار أو قبول من يحكمه بغير ابتزاز أو إكراه. فضلاً عن ذلك بؤر الفساد تلك التي نشأت وترعرعت في كنف الفراغ التشريعي والرقابي. وزاد: هنالك تحديات استراتيجية ومنهجية منها ما يتعلق بحاضر الواقع ووقائع السجال القتالي في ميادينه المختلفة، ومنها ما يرتبط برؤية الحكومة واستراتيجيتها لإدارة ملفات الداخل والخارج وما تتطلبه المرحلة وما تمليه تحديات استشراف المستقبل!. لذلك سيرث الدكتور كامل إدريس أجهزة بلا رؤية ووزارات بلا برامج ويترأس جهازًا تنفيذيًا لا ظهر له يستند عليه في صياغة وتشريع القوانين والنظم. وكذلك تحديات علاقات الجهاز التنفيذي هناك تقاطعات داخل هذا الجهاز بشكل عام بسبب غياب الوضوح في حدود صلاحيات كل وزارة وهيئة وكيان تحت إدارة السيد رئيس الوزراء وتداخلات أو تدخلات رهيبة وتغول من بعض الوزراء على حدود غيرهم وإنكماش البعض لأسباب عديدة.

+ حرية واستقلالية

 

ويقول الصحافي والمحلل السياسي الأستاذ أحمد عمر خوجلي أن أهم التحديات التي تواجه رئيس الوزراء الجديد الدكتور كامل إدريس هي الوضع السييء الذي انحدرت إليه المؤسسات الحكومية بعد الحرب على مستوى الاستقرار المالي والاقتصادي. وأضاف خوجلي في حديث لـ (ألوان): لأن هذه المؤسسات والوزارات هي التي تنفذ موجهات رئيس الوزراء فهو لا يمتلك عصا موسى. ومعلوم أن عدوان مليشيا الدعم السريع استهدف البنى التحتية للدولة بشكل ممنهج ومباشر. وزاد: من التحديات أيضًا أن الرجل قادم من الخارج بعد غياب طويل وتعويض ذلك في ظل تراجع المؤسسات هو نجاحه في اختيار طواقم مكتبه ومساعديه ومستشاريه ومع ذلك يحتاج إلى حرية حركة ومساحة واستقلالية والقدرات المالية اللازمة لمصروفات هذه الحركة. وقال خوجلي: هناك أيضًا اختيار طواقم الوزراء والتعقيدات التي تتصل بإتفاق جوبا، فضلًا عن اشكاليات جهوية ولائية وقبلية يمكن أن تؤثر في اختيار الوزراء الأكثر عطاءً وقدرة على تنفيذ ما يساهم في نجاح رئيس الوزراء الجديد. وبذلك الكل ينظر إلى الرجل بإطمئنان ويرمي على عاتقه مسؤولية الخروج بأمان من الأزمة السودانية .