عمر الشريف (ود الكابتن) .. المطرب الذي أثرى ساحة الغناء في العصر الذهبي

عمر الشريف (ود الكابتن) .. المطرب الذي أثرى ساحة الغناء في العصر الذهبي
بقلم: أمير أحمد حمد
المطرب عمر الشريف، من أبناء مدينة رفاعة ولد في ١٨ يناير من العام 1933م، ورحل عن دنيانا في ١٨ فبراير من العام ١٩٩٣، واسمه عمر يوسف شريف، ولقبه (ودالكابتن) حيث أخذ هذا اللقب وأخوته من لقب والده (الكابتن) حيث كان والده يوسف شريف أول ضابط سوداني بالقوات المشتركة البريطانية المصرية السودانية يحمل رتبة نقيب (كابتن)، وشقيقه الأستاذ عوض يوسف شريف مدير مصلحة المساحة الأسبق وابن عمه الأستاذ مهدي عبدالقادر شريف أول نائب عام في السودان رحمهم الله .. عمل عمر الشريف معلمًا بمدارس رفاعة (المدارس الصغرى)، وهي أقل درجة من المدارس الأولية، وفي العام 1958م إلتحق بالقضائية حيث إلتقى فيها بالكابلي ونشأت بينهما علاقة صداقة وتعاون فني أثمر عددًا من الأغنيات التي كان قد أعطاها الكابلي لعمر الشريف وتم تسجيل عدد كبير منها في الإذاعة السودانية.. ثم انتقل بعدها للعمل بالبنك الزراعي وظل يعمل به حتى العام 1983م، ثم استقال وإلتحق بالعمل في المدبغة الحكومية واستمر بها حتى وفاته..
+ عمر الشريف والكابلي
عمر الشريف هو المطرب الذي تأثر به كثيراً في الأداء والتلوين الصوتي الفنان عبدالكريم الكابلي، الذي ارتبط به ارتباطاً وثيقًا كما ذكر لي الكاتب الصحفي الأستاذ معاوية حسن ياسين وورد أيضاً في موسوعته (من تاريخ الغناء والموسيقى في السودان) .. كان عمر الشريف مطربًا ملء السمع والبصر في العصر الذهبي لخرطوم الخمسينات والستينات، وظل عطاؤه حتى بعد ثورة أكتوبر 1964م، وهو من الرواد الذين تغنوا لها وخلدها بأنشودة روح الشهيد وهي من كلمات الشاعر الكبير كجراي محفوظة بمكتبة الإذاعة السودانية، ومن المؤسف أن أغنياته لا تذاع كثيراً، كما أن المشتغلين بالصحافة لم يهتموا به كثيراً، مثله مثل كثير من المطربين الذين أثروا الساحة الفنية أمثال محجوب عثمان، وإبراهيم إدريس (ود المقرن)، ومحمد الحويج، وحسن سليمان الهاوي، وحسن درار، والخير عثمان (خير الله عثمان)، وحميدة محمد سعيد، وعبد المنعم حسيب، والمطرب عمر أحمد صاحب الأغنية الشهيرة (كان بدري عليك)، وغير هؤلاء من المطربين الرواد.
+ ألحان وأغنيات
دخل المطرب عمر الشريف الإذاعة مطرباً قبل الفنان الكابلي، وقام بتسجيل العديد من الأغنيات، كما سجل عددًا من الأغنيات من كلمات وألحان الكابلي مثل أغنية مروي وأغنية سامريني، وأغنية عني مين قول لي حاجبك، وهي من ألحان الكابلي وكلمات أستاذنا السر دوليب .. وأيضاً من المفارقات الفنية عندما لحن الكابلي رائعة الشاعر تاج السر الحسن (آسيا وأفريقيا) قام عمر الشريف بأداء البروفات وكان من المفترض أن يقدمها للجمهور المطرب عمر الشريف، بمناسبة زيارة الرئيس جمال عبد الناصر، لولا اصرار الأستاذ أبو عاقلة يوسف واقناع الكابلي بغنائها بعد إلحاح، وحينها كان الكابلي ملحناً في الإذاعة وعضو في لجنة اجازة النصوص والألحان والأصوات الغنائية، ولم يحترف حيث كان زاهدًا في الغناء والظهور العلني للجمهور، مكتفياً بالغناء في الجلسات والمناسبات الخاصة، وكانت آسيا وأفريقيا أول ظهور علني للكابلي ..
+ إنت يا راحل
استقر الفنان عمر الشريف لبعض الوقت مع أخواله آل معني في مدينة أم درمان ومع شقيقه عوض يوسف شريف ببري، ثم رحل وسكن لفترة بمنزل بديم القنا بالديوم الشرقية وأخيرًا رحل إلى منزل آخر بحي اللاماب بحر أبيض إلى آخر حياته.. ولم يسبق له الزواج .. استمر في الغناء في الحفلات والمناسبات العامة لفترة، وبسبب الضغوط الشديدة والإحباط من الوسط الفني في ذلك الزمان كما صرح بذلك في آخر تحقيق صحفي أجري معه قبل أسبوع من وفاته توقف المطرب عمر الشريف عن مواصلة الغناء والظهور العلني، وكانت أغنيته الرائعة (إنت يا راحل) هي آخر ما سجله للإذاعة السودانية .. ولكنه رغم ذلك استمر يغني لأصدقائه في الجلسات الخاصة أو العائلية حيث كان شديد الارتباط بأسرته وكان يتغنى ويردد أغنيات الراحل حسن عطية وهذا يوضح مدى تأثره به، واستمر على هذا النهج الذي ارتضاه لنفسه إلى أن توفاه الله في أواخر شهر فبراير عام 1993م، عن عمر ناهز الستين عامًا.