حملة سودانية لمناهضة العقوبات الأمريكية

حملة سودانية لمناهضة العقوبات الأمريكية

 

محلل سياسي: ماذهبت إليه إدارة ترامب يهدف لكسب رضاء بعض الأطراف الإقليمية

 

استاذ جامعي: العقوبات لم تحمل أية أدلة ضد الجيش إنما هي فعل سياسي

 

أمدرمان: الهضيبي يس

 

سرت حالة من الاستياء والسخط وسط الرأي السوداني جراء سريان تطبيق العقوبات الأمريكية التي فرضتها إدارة الرئيس دولند ترامب على “السودان” بحلول مطلع شهر يونيو الجاري. العقوبات التي بدورها استندت على اتهام “الجيش” السوداني باللجوء الى استخدام أسلحة كيميائية بحق الدعم السريع أثر الحرب التي يقودها منذ 15 من شهر أبريل لعام 2023. بدوره سارع الجيش لنفي هذا الاتهام مؤكدًا أنه يخوض حربًا ضد من عمل على انتهاك حقوق السودانيين، بينما يلتزم بكل ماورد في مجمل المعاهدات والمواثيق الدولية في مثل هكذا حالات، بل ومضى أبعد من ذلك عندما أعلن قائد الجيش عن تكوين لجنة مختصة للبحث والتقصي حول اتهامات الإدارة الأمريكية.

 

 

 

 

 

ويقول رئيس حملة سودان “المستقبل” عادل عبدالعاطي إن الإدارة الأمريكية أرادت كسب بعض الأطراف الإقليمية وفقًا لتحركات قام السودان مؤخرًا كان آخرها شكوى محكمة العدل الدولية. وأضاف عبدالعاطي بأن العقوبات الأمريكية جاءت دون تفصيل واضح لمجمل الأدلة التي استندت عليها إدارة الرئيس ترامب في قرارها، كذلك لم يستصحب القرار أي من المؤسسات الدولية في مثل حالات استخدام الأسلحة المحرمة الدولية والتي كان يستوجب عليها أيضًا من حيث المسؤولية لعب دور التقصي والتحقيق فيما ورد، مؤكدًا أن الأمر لا يكاد يعدو أن يكون شأن سياسي أكثر من كونه توصيف قانوني، سيما وأن للمجتمع الدولي قنوات متعارف عليها والسودان جزء من هذة القنوات، كاشفًا عن تنظيم حملة مناهضة لقرار العقوبات لما له من أثر اقتصادي واجتماعي على الشعب السوداني.

 

ولفت عبد العاطي إلى أن الحملة ستقوم بمخاطبة الشعب الأمريكي ووسائل الضغط في المجتمع هناك باعتبار مالها من تأثير على الحكومة والكنغرس (البرلمان) – بهدف توضيح مدى تأثير العقوبات والسودانيين مايزالون يتحملون فاتورة الحرب.

بالمقابل اعتبر استاذ العلوم السياسية بجامعة أفريقيا العالمية محمد محي الدين، قرار العقوبات الأمريكية ليس هو الأول بحق “السودان” فقد عايش من قبل تجربة عقوبات الرئيس بيل كلينتون نهايات تسعينات القرن الماضي. بيد أن سمة الاختلاف هنا أنها ارتبطت أولا بتوجيه اتهام للمؤسسة العسكرية السودانية ممثلة في شخص “الجيش” دون الافصاح عن طبيعة الأدلة والقرائن لمدلول القرار، فضلًا عن التوقعات من القرار وهو ازدياد حجم السخط والامتعاض بحق الإدارة الأمريكية من قبل السودانيين. خاصة عقب ماتعرضوا له من انتهاكات على يد مليشيا الدعم السريع، وكان من المتوقع تعاطف وانصاف العالم لهم بالأخص الدول التي تنادي بحقوق الإنسان وتطبيق المواثبق الدولية ولكن ما ظهر هو العكس مما تسبب في حالة من الغضب والسخط وسط الرأي العام السوداني بأن حربهم باتت في طي النسيان.

ويمضي  محي الدين في إفاداته قائلًا: ولا ننسى هنا تشكل تحالف شرق أوسطي – أوربي يهدف لإنعاش القارة العجوز صاحبة المصالح المشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية وهو الأمر الذي ظهر جليًا مابعد الأزمة الاقتصادية العالمية ‪والسعي لابرام صفقات اقتصادية/ سياسية وفقًا لتوجه استراتيجي يحافظ على أطراف كل مجموعة. وبمجئ دونالد ترامب للمرة الثانية لإدارة الولايات المتحدة الأمريكية بدأ فعليًا في تفعيل تلك “الصفقات” وأود الاستدلال هنا بزيارته الأخيرة لمنطقة الشرق الأوسط ومانتج عنها من اتفاقيات، وهو ماسيكون على حساب توفير الحماية والتخلي عن القانون الدولي والإنساني، وتسخير القلم الأحمر لفرض قوانين على شاكلة العقوبات التي فرضت بحق السودان مؤخرًا.