كلمات بين يدي قبايل العيد

ولألوان كلمة

 

حسين خوجلي

 

كلمات بين يدي قبايل العيد

 

* عصابة دقلو بريئة من هذه التهمة براءة الذئب من دم إبن يعقوب

 

 

 

احترت واحتار معي الكثيرون من البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية وهي تتهم فيه قوات الدعم السريع بالاعتداء على قافلة الاغاثة الأممية بالكومة بدارفور وقتل خمسة من كوادرها.

والبيان يدلل بأن الخارجية السودانية لا تعرف أقدار الرجال ولا قيمة هذه الحركة الثائرة ولا برنامجها الظاهر والمخبوء، فهذه حركة عُرفت بأشراف الأمور لا بمستحقراتها متمثلة في اجتياحها لمدن في قامة مدينة سنجة العريقة وتدميرها وسرقتها واغتصابها وإحراق بنيتها الأساسية، وقامت بكفاءة تحسد عليها بذات هذه الأفعال تجاه مدينة ود مدني وقرى الجزيرة ومدن النيل الأبيض ومذابح في قامة ود اب نورة والسريحة.

فإذا أضفنا لذلك ما قامت به من تدمير كامل للخرطوم وسرقة مؤسساتها العامة ومصارفها وجامعاتها ومشافيها ومصانعها ونهب بيوتها بيتًا بيتًا بلا استثناء وأسر ضباطها واغتصاب حرائرها. حركة بمثل هذه الكفاءة والخيال لا يمكن أن تفكر في سرقة قافلة إغاثة أممية وقتل خمسة فقط من كوادرها وهي التي عرفت بقتل عشرات الآلاف من الأبرياء.

فهي بريئة من هذا الاتهام لأنها صاحبة كبائر، أما الصغائر فقد تركتها لتلاميذها من لصوص الحثالة ومراهقي الأبالسة والجن الأحمر.

 

 

سياسة

 

 

* كل أبناء العالم العربي والاسلامي الذين تخرجوا من أرقى الجامعات الأوربية والأمريكية في أحدث طرق التخصص العلمي في التقنية والاقتصاد وادارة الاعمال والطب والهندسة عتادنا لمدلهمات الليالي والذين كان من المؤمل أن يبدأوا حركة الاستثنارة الجديدة في العالم العربي والاسلامي استدرجهم الغرب الماكر لمدن مهجورة بالشام والعراق وأخريات وبعد أن يتأكد من أنهم دخلوا في جحر الضب الخرب أمطرهم بالقذائف واللهب المكثف القاتل .. ثم يخرج بياناً تافهاً عن فناء الارهابيين ولا أحد يستقصي فيكفي أن تقول إنهم من النصرة أو داعش أو القاعدة.

المهم أنهم من أبناء الاسلام الجدد والمهم أنهم استئصلوا قبل أن يعيشوا في سبيل الله.

إن إدعاءات الغرب مجرد ملصقات رخيسة لقتل أبناء الإسلام والعروبة ويكفي أن يقول أحد الفرجنة أن ذاك الفتي إرهابي ليبرر نفية أو سجنة أو قلته ولكنهم فالينتظروا فأن الايام دول .

 

 

أقتصاد

 

 

* امتلأت البوادي بالأنعام أبقار وجمال وأغنام، لم نحسن لها النسل ولم نقم لها المزارع ولم نحسن الترشيد ولا التوسع ولا التصدير فماتت ثورة الثروة الحيوانية في مهدها.

وهربنا صوب الزراعة فلم نحسن الدراسة ولا التمويل ولا التسوية ولا التقاوي ولا الحصاد ولا التصدير ولا التصنيع الزراعي ولا الادارة ولا الارشاد .. فبارت وبادت الزراعة وأصبح الرعاة والزراع من أحباب الهجير والهجرة.

وهرولنا صوب النفط وقد يسرنا عسير الدراسات واستقطبنا العلماء واستجلبنا التمويل الصعب واسلسنا الكفاءات من الداخل والخارج.

فلما استوى وصار مشروعاً لصالح السودان الكبير.. قسمنا ثلث السودان (بالمجاني) وملكنا الثروة للذين يقاتلوننا بها ويقاتلون بها أنفسهم.

وجاء دور الذهب الذي بعثرنا فيه الذي ما فوق الأرض والذي تحتها بطريقة عشوائية ساذجة فما عرفنا هل هذا هو الموجود أم أن هذا هو المفقود وان صحت وصدقت التجربة الروسية فان الخدمة العامة والتمر المسوس والفساد السياسي والشره الجديد وشح النفس القديم سوف يبدد الثروة مهما كانت ضخمة وممتدة.

بصراحة نحن سلطة ودولة وشعب نجيد علوق الشدة” والبعثرة

بالأمس ذهبت الثروة الحيوانية وبالأمس ذهبت الزراعة وبالأمس القريب تبدد النفط بل تبددت الأرض وفي القادم القريب سوف نبدد المعادن .. وغداً يصعد شاعر القبيلة على بقايا تراب التنقيب العشوائي وينشد على تلة من (الكرتة)

قالوا ذهب الذهب الأبيض

وذهب الذهب الأسود

وذهب الذهب الأصفر

قلت فليذهبوا غير مأسوف عليهم فهم ليس أكثر خلوداً من المذابح التي حولت بها عصابة دقلو صحارا دارفور فور وسافنا كردفان إلى يباب وسراب وما أقصاه من مصير .

 

سادر العد باكل القد

والعد هو البئر البعيد المسافة والبعيد القطف والقد هو اللحم الجاف القليل الفائدة، وعندما جفت دارفور من (العد) بكسر العين اصبح القد بكسر القاف ينال بالنهب والكلاش.

باختصار (السياسة ماء) ومن الماء جعل الله كل شيء حي. فأعيدوا مياه الجريان لتعيدوا دارفور العنفوان وأنشروا بين الناس فضيله الدين حتي جيف الدم عن السكين.

 

 

تشكيل وزاري

 

 

* في غالب الأحايين تعيّن الأحزاب الحاكمة كوادر وزارية حسب المتاح والترشيحات الصفوية والمغلقة فتكتشف بعد فترة أنها اختارت كوادر غير مؤهلة وأنها بجهلها وطمعها ضد الحزب وضد الشعب، فما رأيكم في اختيار كوادر صالحة من غير انتماء وانها لن تقف ضد الشعب وإن وقفت ضد الحزب فبالحق والحقيقة لن تفقد ثغراً ولن تخسر عزيزاً

وإن اصر (الغلاة) على رأيهم فان تجنيد الاذكياء بالتحييد أمر يجيده (العقلاء) وإن قل العدد في هذا الصدد فأن الأمر أمر دين وأمر وطن، هذا ما قلناه عن تشكيل الأحزاب المفضية الغضبة والتي أفضت إلى الفترة الانتقالية وبدروها أفضت بنا إلى غرفة مظملة في ليلة مظلمة لا وجود لها.

 

 

برنامج

 

 

* قال لي ما هي نظرية حزب السودانيين الاجتماعية قلت له دعوا الصبيان يتزوجون الصبايا بأي كيفية وبأي وضع وباي فقه يبقى من يبقى ويعدد من يعدد ويطلّق من يطلّق ويحتمل من يحتمل ويعاودون الكرة .. واجعلوا الاستثمار في الارحام المترعة بالاطفال الاصحاء الذين يحفظون القرآن ويحبون الاوطان.. وأستثمروا في الريف  بلا ضمانات إلا ضمانات الجدية لتعود القطية ويعود الصريف في رفقة الخريف والبلاد أم سعادة لا أم سِعِد ويتكاثر الأطفال والصبيان فإن الكثرة تنجب التنافس والذكاء كما هي في الصين والهند، والفقر الذي لو كان رجلاً لقتلناه أفضل بكثير من الحرام، والعافية درجات فقبل فان هذه البيوت العجفاء أخرجت كل هؤلاء النابهين والمستهبلين الذين يتحدثون عن فضائل البنجر ومصائب الجندر.

 

 

ومن الهدايا

 

 

* العشاق والمحبون كثر ولكن أكثرهم خشوعاً ورقّة هم الواقفون في غمرة الليالي والناس والطير نيام والأرواح ما بين القرآن (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله).

والأعين عامرة بالأدمع

والحنايا تنشد في شفافية

فليتك تحلو والحياة مريرة

وليتك ترضى والأنام غضاب

وليت الذي بيني وبينك عامر

وبيني وبين العالمين خراب

إذا صح منك الود فالكل هين

وكل الذي فوق التراب تراب