
د. حسن محمد صالح يكتب: ما بين لوس أنجلوس والضعين !
موقف
د. حسن محمد صالح
ما بين لوس أنجلوس والضعين !
اشتعلت وعلى مدى ثلاثة أيام لوس أنجلوس في وجه الرئيس الأمريكي ترامب كما اشتعلت الضعين في وجه آل دقلو وسلطتهم المسماة بالسلطة المدنية .
بعض الناس لا تروق لهم المقارنة بين الكبار والصغار والأمريكي والسوداني والضعين في شرق دارفور مع لوس أنجلوس المدينة الأمريكية الضخمة كما قال الرئيس الأمريكي في تعليقه على أحداث العنف التي تشهدها المدينة احتجاجًا على تطبيق قانون الهجرة من قبل إدارة الرئيس ترامب .
في تسعينيات القرن الماضي كانت السخرية من السودان الذي يناطح الأمريكان على أشدها ود المنسي القرية الصغيرة من قرى الجزيرة أصدرت بيانًا حذرت فيه أمريكا للمرة الألف، وعندما اجتاحت مليشيا الجنجويد المدعومة أمريكيًا وإسرائيليًا وإماراتيًا وحاجات تانية حامياني كما يقول بروفسير عبد اللطيف البوني ظهرت ود النورة وود السماني والتكينة والفدقوبة والهلالية في ترندات عالمية وعرف العالم كله بأن مليشيا الدعم السريع قتلت مئات الآلاف من المدنيين العزل والنساء والأطفال في هذه الأماكن وهذا يعني أن الإنسان هو الإنسان والظلم لا يتجزأ وعنف دولة آل دقلو وجماعة تقدم وتأسيس يساوي ذات الظلم الذي تمارسه الولايات المتحدة في لوس أنجلوس وغيرها باسم القانون .
الرئيس الأمريكي ترامب وهو رجل عنصري لا يختلف عن حميدتي إلا في كون حميدتي يعمل علي بناء دولة العطاوة في السودان من عرب الشتات وترمب يشيد (النيو أمريكا) من الجنس الجيرمني والبيض الذين صوتوا له بكثافة منقطعة النظير لكي يقف ضد السود والأفارقة ويمنع مواطني عشرات الدول من دخول الولايات المتحدة من بينهم السودان محتجًا بثغرات في الوثائق الرسمية والجوازات علمًا بأن كل ما يتعلق بالمستندات هي حالات فردية سواءً كانت حالات تزوير أو نقص في البيانات أو المعلومات عن شخص من الأشخاص وعليه فإن تطبيقها علي الدول معناه العقوبة الجماعية .
ليس غريبًا أن يفرح القحاطة بالقرار الأمريكي بمنع السودانيين من دخول الولايات المتحدة الأمريكية ويبررون ما ذهب إليه الرئيس الامريكي ترامب بأنه ردة فعل على منع الحكومة السودانية تجديد جوازات النشطاء السياسيين المتعاونين مع مليشيا التمرد! هؤلاء المتمردون لهم حقوق أكثر من أهل السودان الذين تتيح لهم قوانين الهجرة السفر للولايات المتحدة الأمريكية من غير وثائق ثبوتية نسبة لظروف الحرب والأوضاع الإنسانية في السودان .
مدينة الضعين العريقة وقد تكون أعرق من لوس انجلوس أو واشنطن نفسها ظلت تغلي كالمرجل منذ أن سيطرت عليها مليشيا التمرد بدعم من الإدارة الاهلية لقبيلة الرزيقات فاقدة الحكمة. ظلت الضعين مكبًا لكل المنهوبات من أماكن السودان الأخرى من سيارات وأجهزة كهربائية وأدوات وأثاثات منزلية فأصابتها اللعنة بما يحدث فيها من استلام المال المسروق وظن بعض سادتها وكبرائها وعلى رأسهم الناظر محمود موسى مادبو وغيره من الأفندية والظلنطحية انهم العاصمة الروحية والأبوية للجنجويد بعد أن احتلت مليشيا آل دقلو الخرطوم والجزيرة ورفعت عقيرتها باحتلال شندي ودنقلا ومروي في الولاية الشمالية .
الضعين ليست مدينة خاصة بقبيلة الرزيقات وحدهم ولكنها مثل المدن الأخرى في السودان عبارة عن سودان مصغر ولكن عصابة المتمردين الرزيقات جعلوا من الضعين حقل تجارب لدولة العطاوة ومجد آل دقلو الآفل.
وقبل عدة أيام أصدر أحد النكرات المسمى برئيس السلطة المدنية قرارات سمها دستورية وقانونية للاستنفار في صفوف المليشيا المتمردة وتضمنت قراراته عقوبات لكل من يخالف قانون الغاب الذي أصدره بالقتل والسحل وإطلاق يد المليشيا المتمردة لضرب المواطنين الذين لا يستجيبون الاستنفار أو يدفعون الأموال لصالح المليشيا وكانت ردة الفعل هي احتجاجات ومظاهرات وهتافات من قبل المواطنين باسم جيش البلاد على الرغم من الجرائم التي ترتكب في حقهم من قبل المليشيا من اعتقالات لأبناء قبيلة الرزيقات ونهب لأموالهم وقتل بإطلاق النار على المتظاهرين المر الذي لم تحتج عليه تقدم وتقول إن الجنجويد يقتلون المتظاهرين مما يدل على أن قحط تغض الطرف عن جرائم المليشيا المتمردة وتوجه نظرها بالكامل إلى الجيش والقوات الأمنية .
سياسة المليشيا والبلطجة تجعل الشعوب في كل مكان تثور وتقاوم سواء في غزة أو الضعين أو لوس أنجلوس أو داخل لندن حيث اجتماع مجلس إدارة بنك باركليز الممول لإسرائيل لإبادة الفلسطينيين والذي شهد هتافات مناوئة من داخل قاعة الاجتماع أدت لتدخل الشرطة البريطانية واعتقال المحتجين. إنها صرخة إنسانية في وجه الظالمين وقد تحول العالم إلى قرية إلا أنها قرية تضم رعاة البقر في الضعين والكابوي الأمريكي وأصحاب اللياقات البيضاء في عاصمة الضباب وهذا الوضع يؤكد أن الشعب السوداني على حق في خوضه لمعركة الشرف والكرامة ولابد من صنعاء النصر وإن طال السفر