كمال حامد يكتب: شداد والمؤتمر الوطني والنقر ومحمد نور

من السبت إلى السبت

كمال حامد

ذكريات مريخية

شداد والمؤتمر الوطني والنقر ومحمد نور

** لم أرفض طلبًا من أخي الكريم ياسر المنا للكتابة في صحيفة المريخ. وعذرًا لمن طلب مني ذلك واعتذرت له بسبب قراري في ٢٠١٦م الاعتزال والانسحاب التدريجي من الوسط الرياضي.
** أعيد نشر هذا المقال في مساحتي الأسبوعية بعد إجراء بعض التعديلات فقد جاءت موافقتي للكتابة الرياضية بعد غياب السنوات، جاءت في وقت مناسب أعيش فيه فراغًا و الساحات الأخرى خالية مما يشجع على الكتابة، وقد يكون فيما بقي من العمر ما يعيدنا للكتابة الرياضية .
** غيابي لسنوات عديدة عن الكتابة الرياضية لدرجة لا أعرف حقيقة الحال فيها وفي المريخ وآخر عهدي قبل سنوات حين دعاني الأخ المريخي مولانا أزهري وداعة الله وكان مفوضًا أو مسجلًا للهيئات الرياضية للإنضمام لوفد للتحرك في شأن مصالحة مريخية عقب هيجان في النادي سببه فوز السيد آدم سوداكال بالرئاسة وحضرت اجتماعين أو ثلاثة زادتني قناعة بمواصلة الابتعاد.
** عملت ولا زلت عضوًا في مجلس الشورى تقديرًا لرئاسة الزعيم الأخ محمد الياس محجوب، آخر جيل العمالقة متعه الله بالعافية وطول العمر.
** تذكرت الآن تكليفًا عام ٢٠١٧م من مجلس الشورى لشخصي مع الأخوين العزيزين اللواء عبد المنعم النذير والمهندس فياض اسماعيل للتحرك لضمان وجود شخص مريخي متفق عليه يكون نائبًا لرئيس الاتحاد العام قبيل انتخابات تديرها لجنة الشباب بحزب المؤتمر الوطني الحاكم حدث فيها ما يشبه الإجماع على عودة الأخ الصديق اللدود كمال حامد شداد للرئاسة.
** التكليف للاتصال بالمرشحين الثلاثة للحفاظ على وجود مريخي مؤثر، وهم شداد والدكتور َمعتصم جعفر ونسيت الثالث أظنه الأخ الكابتن عمر النقي.
** تحرك ثلاثتنا وكانت المهمة اقناع شداد بأن يكون نائبه الأخ اللواء دكتور عامر عبد الرحمن وكان سكرتيرًا للمريخ واستاذًا بجامعة الرباط.
** شداد كان واضحًا وصريحًا أبلغنا أن مرشحه نائبًا له من المريخ هو قريبه المرحوم محمد جعفر قريش، (ولو أصروا على فرض مرشح غيره فإنني معتذر عن الترشح) .
** وأذكر أنه همس في أذني (متمسك بمحمد جعفر قريش لأنه قريبي ولن يطعني من الخلف كما ظل يطعنني كل واحد أاتي به وأعلمه الشغل ويخذلني).
** كنت بحكم عملي الصحفي السياسي وقتها أعلم أن القرار لدى لجنة الشباب بالمؤتمر الوطني، حيث كانت السطوة، فذهبنا إليهم بدارهم الفاخرة بالقرب من جهاز المغتربين، تجاوبوا معنا ومع مرشح المريخ اللواء دكتور عامر وأكد مسؤولهم البارز (مافي مشكلة خلاص عامر هو نائب الرئيس).
** قلت له ولكن للدكتور كمال شداد رأي آخر وهدد بالانسحاب، رد: (إذا أراد أن ينسحب مع السلامة ومرشحنا البديل جاهز). وانتهى الاجتماع، وهو يودعنا سألته بفضول الصحفي عمن هو المرشح البديل، قال: (معلومة خاصة بك؟ وليس للنشر؟ مرشحنا البديل لشداد هو البروف محمد جلال).

+ محترف سعودي في المريخ :

 

** نبشت فيما تبقى من بعض الصور في الجوال ونجت من نهب وبعثرة الجنجويد لبيتي واخترت واحدة تجمعني َمع النجمين الكبيرين السعودي محمد نور ونجمنا فيصل العجب.
** كنا في لجنة خلال إدارة الرئيس المحبوب جمال الوالي لإقامة مهرجان في تأبين المحترف النيجيري ايداهور الذي سقط في الاستاد وفارق الحياة بشعار المريخ، قالوا نريد محترفًا بارزًا للمشاركة، قلت مثلًا الكابتن الكبير محمد نور؟ قالوا ياريت وتحركت سعيدًا.
** في اليوم التالي أبلغتهم بنجاح اتصالاتي معه، ولم يشترط غير تحديد الموعد المناسب.
** حضر محمد نور وشارك وعمل ثنائية مع الملك فيصل العجب كانت عزفًا لا ينسى، وأهتم الاعلام السعودي والخليجي بالحدث، وظللت مرافقًا له من المطار للمطار وكان سعيدًا بالمشاركة.
** طلب مني الرئيس جمال الوالي أن نعرض عليه اللعب للمريخ وكانت علاقته بنادي الاتحاد جدة قد انتهت وقتها، ورحب مبدئيًا وقال سيعطي موافقته النهائية بعد العودة للمملكة.
** ظللت ألاحقه حتى نسجل للتاريخ التعاقد مع محترف سعودي لأول مرة، ولكنه أبلغني بالاعتذار لأنه سيوقع عقدًا مع نادي النصر بالرياض وأقسم بالله أن السبب ليس ماديًا ولكن لأمور أخرى.

 

+ المريخ ومهرجان النقر بالرياض:

 

** في العام ١٩٨٨م أعلنت إدارة نادي النصر بالرياض إقامة حفل تكريم واعتزال لنجمهم الخلوق مصطفى النقر، الذي أبلغني بأنه حصل على وعد من القياديين البارزين في الاتحاد العام بأن يشارك المنتخب السوداني في تكريم كابتنه النقر، وهما الأمين العام السفير عثمان السمحوني وأمين المال الكابتن عمر التوم رحمهما الله.
** سألت النقر عن موافقة رئيس الاتحاد كمال شداد، لمعرفتي بعلاقته غير العادية معه، أكد النقر بأن صديقيه السمحوني وعمر التوم أبلغاه بمواصلة الاعداد للمهرجان وسيحاولان مع شداد.
** جرت الاستعدادات لقيام مهرجان (النقر جا) وأشرف عليه بعض أصحاب السمو الأمراء وكنا كسودانيين في غاية السعادة والحماس لنجاحه، رغم خوفي من مفاجآت شداد.
** بالفعل وصلتنا التصريحات الشدادية برفض مشاركة المنتخب وابلاغ بعثته في نيروبي بالعودة للخرطوم وعدم السفر للرياض.
** كنت أتولى المحاولات بين العاصمتين لتقديرنا وحبنا للنقر وما سيجنيه من المهرجان، وبذكاء شداد ذكر بأن أحد الأسباب أن المريخ سيلعب مباراة مهمة في البطولة الأفريقية أمام نادي البنزرت التونسي وله ستة من نجومه مع المنتخب، هم حامد بريمة، دحدوح، كمال عبد الغني، بدرالدين بخيت، جمال سانتو وعاطف القوز.
** لما علم شداد بأن البعثة تسلمت تذاكر طيران جديدة للرياض للحاق بالمهرجان، أرسل برقية تلكس عاجلة للاتحاد الدولي فيفا يبلغه برفض اتحاده إقامة مباراة لمنتخبه في السعودية.
** تكهرب الجو واستدعاني سمو الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله ليبلغني ببرقية شداد للفيفا، وقال أنه لا يهتم كثيرًا بالأمر واقترح إقامة المهرجان بأي صورة مناسبة، فهمت قصده.
** ذهبت لمنزل السفير المرحوم السيد عيسى مصطفى سلامة وأقترح اجتماعًا غدًا بمكتبه للتفاكر، وكان قد أعلن وصول بعثة المنتخب.
** اجتمعنا ومعنا السيد أندرية عبد الله رئيس البعثة والأخ المرحوم عبد المنعم عبد العال الذي كان موجودًا في المملكة معتمرًا وعملنا مقترحًا أن تقام مباراة المهرجان بإسم نجوم السودان مع النصر وألا يشارك لاعبو المريخ الستة ووقعنا على ذلك وحملت المذكرة لسمو الأمير فيصل، قرأها وضحك مشيدًا بالفكرة وقال (على بركة الله).
** نجح المهرجان وسعد الجمهور وبعد منتصف الليل تلقيت مكالمة من رئيس المريخ المرحوم عبد الحميد حجوج، وكان معه الدكتور شداد وكان معي الكابتن النقر، تسلم شداد السماعة و(لا كلام و لا سلام بس سؤال واحد، هل أقيمت المباراة)؟.
** رديت، نعم وبدأت أشرح، لكن سمعت كركبة وتحدث حجوج قال لي (الراجل زعل وشات الطربيزة) وخرج وسألحق به بس لحقونا لعيبتنا بسرعة، أبلغته بأن طائرة البعثة أقلعت للخرطوم، وبحمد الله فاز المريخ على البنزرت وكأس مانديلا.
** نقلت الأخبار بأن شداد أعلن عن لجنة تحقيق مع رئيس البعثة أندرية عبد الله وبعض اللاعبين وعبد المنعم عبد العال وكمان (كمال حامد)، شداد يعتقد بأنني السبب، بل ذكر قبل أيام في دعوة عشاء جمعتنا بمنزل الزميل الأستاذ محمود اللعوتة بالرياض بأنني (مشيت جدة لأحضر عبد المنعم عبد العال لطبخ المؤامرة). والله لم يحصل.
** حضرت للسودان في الإجازة السنوية قبل أيام من عيد الأضحى وحضرت للاتحاد العام للسلام والونسة، وقبل المغادرة وكنت ناوي السفر غدًا الجمعة لعطبرة ناداني شداد وقال يوجد خطاب مهم انتظر لإستلامه والتوقيع عليه.
** وصل الخطاب وقعه أبوالشد وناولني له ضاحكًا. قرأته بضرورة المثول غدًا العاشرة صباحًا أمام لجنة التحقيق، وقعت بالاستلام، ونمت ليلتي بأحد الفنادق وقررت تأجيل سفري لعطبرة، ومع الفجر استمع لهرج ومرج ومارشات عسكرية وصوت الأخ المقدم يونس محمود واعلانًا (للشعب السوداني البطل) بإنقلاب الجمعة الثلاثين من يونيو ١٩٨٩م، وفيما بعد داعبت صديقي شداد بأن الإنقاذ أنقذتني من محاكمته.

 

+ تقاسيم .. تقاسيم .. تقاسيم :

** سعدت كما يسعد الأطفال بالعيدية لرسالة وصلتني من اتحاد الإذاعات العربية بتونس ومرفق بها تأشيرة دخول للخضراء وتذكرة سفر على مصر للطيران إلى ومن مطار قرطاج لتبوك.
** جاء في الرسالة العيدية اختياري للمشاركة في لجنة تحكيم لاختيار أفضل البرامج التلفزيونية العربية، وتكريمي ضمن مجموعة من الرموز العربية في مهرجان التلفزبون العربي الدولي.
** لم أفكر كثيرًا في التكريم فقد سبق تكريمي في الخرطوم مَقر ميلاد اتحاد الاذاعات العربية في اليوبيل الذهبي ٢٠٢٠م وتسلمت الدرع من يد رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك ورديت على ابتسامته وتهنئته بالعبارة (شكرًا حمدوك) .
** تسعدني العودة للمشاركة في لجنة التحكيم الدولية لأن فيها (ظرف دولاري مدنكل) ويشهد الله لم يدخل جيبي شئ منذ الحرب وشاركت فيها عدة مرات.
** صدقوني كل هذا لم يشغلني عن التفكير بأنني سأظل في مطار القاهرة لساعات يوم الجمعة القادمة في طريقي لتونس ويوم الجمعة التي تليها في طريق العودة لتبوك، وضاعت علي لأول مرة أن أكون في مصر ولا أدخلها ولعن الله السبب والمتسببين، الذين جعلوا التأشيرة لمن يدفع الرشوة.
** لن أمر سريعًا على جريمة التأشيرة المصرية وأذكر مجددًا كما ظللت أذكره منذ ابريل العام الماضي (بالبلاغ الجنائي رقم ٢٨٠ – ٢٠٢٤، بنيابة وادي حلفا) دون الوصول لمحاكمة المتهمين من دبلوماسيين وعسكريين وسماسرة من البلدين، وتدخل جهات عليا دون وصوله للمحكمة، ولا زال لم يحتج أو يشكونا أحد في البلدين وإلتزموا الصمت المخجل .
** الجنرال المتمرد كما يسميه الاعلام العالمي خليفة حفتر ظل خميرة عكننة في ليبيا وغيرها لتنفيذ أجندات خارجية أبرزها الإماراتية.
** ليست مفاجأة مشاركته َمع مرتزقته بدخول المثلث الحدودي المشترك بين مصر وليبيا والسودان وانسحاب القوة السودانية واعلانها برد الصاع صاعين في الوقت المناسب .
** يشارك بعض الليبيين في بعض القنوات للترويج بأن حفتر يرد على استفزازات وتدخلات الجيش السوداني في الأرض الليبية.
** ردت مذيعة بي بي سي الأستاذة نوران سلام على أحدهم (كيف يدخل الجيش السوداني في أزمة جديدة وهو مشغول في حربه مع الدعم السريع)؟.
** أما أحد المحللين السياسيين المصريين رد في قناة أخرى بالعبارة الشهيرة (صاحب العقل يميز) مضيفًا بسؤال إن كان الجيش السوداني (باله رايق) ليهاجم جيرانه؟ .
** فقر المواد مع مشغوليات العيد وضعف الاهتمام بالمشاهد جعل القنوات تبالغ في الإعادة المملة،. حوارات بعضها يخصم من المشاركين فيه مثل الحوار مع رئيس الهلال هشام السوباط في قناة البلد وبعضها يضيف للَمقدم والضيف مثل حوار الدكتور كرار التهامي في الزرقاء.
** أحسنت الجزيرة مباشر بإراحتنا من أحمد طه وشلته، ببرنامج عن العيد في السودان بكامل ملامح الوطن من معايدات وصلات أرحام وكمان تقديم بالجلابية والعمة والتوب الأنيق.
** تلفزيون كسلا احترم نفسه ومشاهديه وانضم للتلفزيون القومي غايتو قدر أخف من قدر.
** فاحت هذه المرة رائحة معاناة حجاج السودان وكمان معلومات عن تجدد الفساد. للأسف الإدارة الحالية للحج والعمرة تفتقد للكثير، و سمعنا تدخلات عليا وسكوت على الاخفاقات، بسبب إشراف مجلس السيادة.
** ليت الدكتور كامل إدريس يضع هذا نصب عينيه، فوجئت بأن أحد زملائنا في المكتب الاعلامي للهيئة صار الآن هو المسؤول الأول في البعثة. ظللت أتابع وأحيانًا أشارك في أعمال الحج منذ أكثر من أربعين سنة وأتابع الأخطاء والاخفاقات والتطوير، ولكن للاسف ما يحدث الآن جريمة في حق هذا المرفق الحساس، وقد أكتب بتفاصيل أكثر قريبًا إن شاء الله.
** أشدنا بإدارة نادي الهلال لصبرها على المدرب فلوران لثلاث سنوات كانت نتيحتها تطور مستوى الفريق، ولكن كحالنا المايل سمعنا بأن قرارًا صدر أو سيصدر بالاستغناء عنه.
** فاتنا أن نحي الأخ الرياضي حسن برقو لتكفله بعدة مشروعات لاعادة النازحين للعاصمة ومنها تسيير أربع قطارات من عطبرة الخرطوم.
** إسرائيل رصدت عشرات العسكريين وخبراء الأسلحة النووية واغتالتهم في ليلة واحدة منهم قائد عام الجيش و رئيس الحرس الثوري ونوابهم وبعض العلماء وفشلت في تحديد مواقع الرهائن في غزة المحتلة، (تحيا حماس).
** تألمت لصورة ومادة من الخرطوم للرياضي البارز صديقنا الكابتن محمد حسن نقد، وهو يعاني المرض والاهمال وفقد البصر، قلبي مع الكابتن الذي نطلق عليه الخبير.
** غبنا الاسبوع الماضي ولم نتمكن من تقديم العزاء لكثيرين فقدناهم مؤخرًا نسال الله لهم الرحمة وحسن العزاء لأهلهم ومجتمعهم. إنا لله وإنا إليه راجعون.
** مات الفنان الشعبي المثقف جمال النحاس الذي أحدث اضافات في غناء الحقيبة، وماتت الفنانة المصرية الكبيرة سميحة توفيق التي شغلت منصب مدير المسرح القومي المصري.
** فقدنا الاعلامي المميز بإذاعة وتلفزيون ولاية الجزيرة الاستاذ الصادق ساتي المعروف بعلاقاته الطيبة وتعاونه مع الزملاء، العزاء لأسرته بالجزيرة والشمالية والعاصمة وللأخ الاعلامي الدكتور عبد السلام محمد خير.
** انتقلت لربها السيدة صفية عبد الحميد أرملة الإداري الفخم المرحوم حسين محمد أحمد شرفي، أشهر محافظي الشمالية، قدمت واجب العزاء لأبنائه ومنهم رفاق الدراسة بعطبرة الدكتور زهير والمهندس عمر، والعزاء للأخ السفير عادل شرفي وأسرته الذين تشرفت بالإقامة معهم بلندن قبل سنوات.
** حملت الأنباء رحيل أخينا الأصغر المخرج المتميز عادل المرضي عوض الكريم سليل الأسرة المتميزة في العلاقات الاجتماعية والفن والثقافة والرياضة، الحزن ملأ عطبرة وبربر والزملاء بتلفزيون نهر النيل.
** قد نلتقي السبت القادم إن كان في البدن صحة وفي العمر بقية.