إيران وإسرائيل .. مواجهات عسكرية تهز العالم

توقعات بتأثيرها على الأوضاع في السودان
إيران وإسرائيل .. مواجهات عسكرية تهز العالم
أمدرمان: الهضيبي يس
اندلعت مواجهات عسكرية خلال الأيام الماضية بين إيران، وإسرائيل أثر حرب باردة نشبت منذ سنوات بين الدولتين. وماعزز فرضية تلك المواجهة التي تحمل مؤشرات حسب مراقبون وصفت بالكارثية سياسيًا، واقتصاديًا على دول منطقة الشرق الأوسط، وأفريقيا هو ماقامت به “إسرائيل” من عملية عسكرية أسفرت عن مقتل قيادات كبار وسط الحكومة الإيرانية. ولكن سرعان ماردت “طهران” باستهداف العمق الإسرائيلي العاصمة تل أبيب بنحو 200 صاروخ من طراز الأسلحة الباليستية لتصيب أهدافًا تحمل الطابع المدني ناهيك عن مقتل العشرات. بيد ان أشتعال الحرب قد بدت تظهر آثارها بشكل متسارع بغير المتوقع، فأبرز تلك العوامل إغلاق مضيق “هرمز” من قبل إيران مما سيكون له التأثير الاقتصادي البالغ على دول الخليج العربي، والاتحاد الأوربي. ووفق المؤشرات فقد يصل سعر برميل النفط إلى 200 دولار وهو ما سيرتد بصورة سلبية على بعض الدول المستوردة والمصدرة للسلعة.
وعلى الصعيد الداخلي فإن “السودان” الدولة الواقعة في منطقة وسط وشرق أفريقيا، وتجمعها حدود مائية مع دول الشرق الأوسط مثل مصر، والسعودية فلن تتخطاها تلك المآلات والآثار على مستوى تطورات الحرب بين إيران، وإسرائيل. ويقول الباحث في الشؤون الدولية محمد محي الدين، أن المشروع الإسرائيلي بمنطقة الشرق الأوسط وبلاد الشام على مايبدو أنه قد بدأ بصورة فعلية فهو يهدف لإعادة تشكيل المنطقة وكذا التموضع بما يكفل إزاحة أي مهددات قد تتعرض لها إسرائيل بصورة مستقبلية. ويضيف ” محي الدين” لذا نجدها استخدمت في وقت سابق إبرام الاتفاقيات “الابراهيمية” من أجل تحييد بعض الدول مثل السودان، المغرب، الإمارات واتجهت الآن لتكوين حلف سياسي، عسكري جديد لضرب دول في منطقة “الشام” وفي لبنان مثلًا كما فعلت سابقًا مع حزب الله، والآن مع إيران. مشيرًا إلى أن مآلات ذلك على “السودان” بدأ باستبعاده من أي دور مؤثر أو موقف كما السابق. فمعروف عن الخرطوم أنها من صدحت باللاءات الثلاث وأبرمت قانونًا لمقاطعة إسرائيل، أيضًا القدرة على تأمين ممرات المياه بالنسبة للتجارة الدولية بما يصب في صالح الخانة الإسرائيلية وحلفاءها من الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوربي ومعلوم بأن “السودان” له 3700 كيلو في المياه الإقليمية للبحر الأحمر.
وزاد محي الدين: من أهم مآلات الحرب الإيرانية، الإسرائيلية على بلد مثل السودان هو الآخر يخوض حربًا ضد مليشيا متمردة باتت تستعين بأطراف إقليمية لتحقيق مشروع الاستيلاء على السلطة، وعزل “السودان” من حلفاءه الجدد وذلك عقب إعادة عملية التطبيع بين الخرطوم – وطهران بعد قطيعة امتدت لسنوات مما سيكون له التأثير على إدارة شأن الحرب قطعًا. مؤكدًا بأن “إسرائيل” سوف تسعى خلال الفترة القادمة بتخيير السودان والعديد من الدول في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا مابين المضي بعملية التطبيع وقطع العلاقة مع “إيران” أو وضعها ضمن قائمة الدول المستهدفة بصورتها الاقتصادية، والسياسية، والعسكرية.
من جانبه توقع المحلل العسكري الرشيد محمد أحمد تعرض مواقع عسكرية تتبع للولايات المتحدة الأمريكية، ودول مثل الإمارات، وفرنسا لهجمات عسكرية عن طريق جماعة “الحوثيين” مما ينسف اتفاق صنعاء – واشنطن الأخير في منطقة خليج عدن وباب المندب أثر الحرب الإيرانية الإسرائيلية. مردفًا بالقول: وهو ماقد يعرض السودان للقبول بتسوية سياسية، عسكرية لإنهاء الحرب بسسب تداعيات اتساع نطاق الحرب َوالصراع المسلح في العالم وماله من مهددات لمصالح عدة دول، سيما وأن الموقع الجيوسياسي، والجغرافي للسودان له التأثير البالغ على مايعرف بقضايا تمدد نشاط الجماعات الإرهابية في منطقة شرق وشمال أفريقيا، فضلًا عن قضية مثل الهجرة غير الشرعية وهنا يظل للسودان جملة من التعهدات تجاه المجتمع الدولي. ويضيف الرشيد: لذا فإن استمرار دوران عجلة الحرب الإيرانية، الإسرائيلية قد يكون لها أبعاد وتأثير بالغ على “السودان” في مقبل الفترة داخليًا وخارجيًا نظرًا لتاثر بعض دول الجوار السوداني بتلك الحرب مثل السعودية، مصر وإثيوبيا.