قحت ـ صمود ـ تأسيس .. مؤامرة على لعمامرة

جمعوا التوقيعات وقدموا مذكرة للأمم المتحدة تطالب بإبعاده

قحت ـ صمود ـ تأسيس .. مؤامرة على لعمامرة

تقرير: مجدي العجب
المدهش ليس أن تقف قحت ـ صمود ـ تأسيس موقفًا معادياً للسودان الوطن، فهذا أمر طبيعي، ولكن المدهش حقاً أن هذه التنظيمات هشة الوطنية، ضعيفة القدرات السياسية فقدت الحياء وأصبحت عارية أمام الشعب السوداني والعالم، فهي بلا حياء وتظنه حياداً . خرجت هذه المجموعة أمس وأمس الأول بتوقيعات فيها من البله السياسي ما يكفي أن يوزع على جميع سكان العالم ويفيض ذلك، فقد تظن أنها ذكية ولكنها لا تخجل حينما تقف موقفاً معاديًا للشعب السوداني الذي ينصبها الآن عدوه الأول فقد تخفت خلف بندقية مليشيا الجنجويد التي نهبت وقتلت وسحلت الشعب السوداني وأغتصبت حرائره وقحت هذه تسترق السمع لعذابات وآلام وجراحات الشعب، وتدعو للحياد، خرجت بتوقيعات تطالب الأمين العام للأمم المتحدة بتغيير مبعوثه للسودان رمطان العمامرة فقد جمعت أكثر من مائة توقيع .

+ وهم سياسي:

 

رفعت أكثر من 100 شخصية معظمهم من مجموعتي قحت وصمود مذكرة للأمين العام للأمم المتحدة تطالب فيها بتغيير مبعوثه بالسودان رمضان لعمامرة بدعوى انحيازه للجيش. وحملت المذكرة توقيعات أسماء سياسية واعلامية وناشطون يدعمون مليشيا الدعم السريع في حربها ضد القوات المسلحة والشعب السوداني، في وقت سخرت فيه قطاعات واسعة من (الوهم) الذي يعيش فيه أعوان المليشيا وظنهم بأنهم أوصياء على الشعب السوداني.

 

+ مجافاة المنطق السياسي

وقال الأكاديمي والمحلل السياسي د. محي الدين محمد محي الدين لـ (ألوان) أن المجموعة التي رفعت هذه التوقيعات لم تفعل سوى أنها كشفت عن نفسها في عداءها الصارخ ووقوفها بجانب الجنجويد أو أكدت على أنها ذراع سياسي للجنجويد. وأضاف دكتور محي الدين أن مجموعة قحت ـ صمود ـ تأسيس هي حاجة واحدة تحاول أن تستخدم التضليل السياسي في تعاملها مع الشعب السوداني، فهي لا تدري أن الشعب السوداني كشف هذه الألاعيب منذ صراخهم بالحياد. وزاد: عندما خرجت مجموعة من قبل للشارع وطالبت بتغيير فولكر سخرت قحت من هذه المطالبة والآن هي تحاول أن تخدم الجنجويد الذين يرون في رمطان العمامرة تحيزًا للقوات المسلحة. وقال متسائلًا: كيف لمجموعة لا تتجاوز المائة شخص تتحدث باسم كل الشعب الذي يقف بجانب الجيش السوداني؟. ورد: هذا أقل ما يوصف بأنه غباء سياسي وأن هذه المجموعة في بعض الأحيان تحاول أن ترضي الكفيل بطريقة هي نفسها تعلم أنها مجافية للمنطق، فالأمم المتحدة لا تتعامل وفق مزاج الأشخاص.

+ خطوة غير موفقة

 

ويقول الأكاديمي والمحلل السياسي دكتور محمد تورشين فيما يتعلق بالمذكرة التي تقدم بها عدد من قادة القوى السياسية وبعض المهتمين بالشأن السوداني، والتي يطالبون فيها الأمين العام للأمم المتحدة بإستبدال المبعوث الخاص إلى السودان، رمضان العمامرة، أرى أن هذه الخطوة غير موفَّقة، وتعكس في جوهرها عدم رضا تلك القوى عن أداء العمامرة. وأضاف في حديثه لـ (ألوان): لكن هذا لا يخول لهم توجيه رسالة تطالب الأمين العام باتخاذ مثل هذا القرار، لأن الأمم المتحدة منظمة دولية مستقلة تمثل جميع الدول الأعضاء، وليس من حق أي طرف منفرد أن يفرض رؤيته عليها. وأوضح تورشين أن تعيين رمطان العمامرة كمبعوث خاص إلى السودان جاء بناءً على خبراته الطويلة واطلاعه العميق على تعقيدات الملف السوداني. وزاد من وجهة نظري، فإن اختياره كان قرارًا موفقًا؛ فهو شخصية دبلوماسية بارزة، تمتلك تجربة ثرية في الوساطة وتسوية النزاعات في القارة الإفريقية. وذهب في حديثه قائلًا: بالمقارنة، فإن المبعوث السابق، فولكر بيرتس، لم يكن له حضور فعّال أو تأثير ملموس في مسار العملية السياسية، وهو ما ساهم، برأيي، في تعقيد الأوضاع. أما العمامرة، ورغم المدة القصيرة التي تولّى فيها مهمته حتى الآن، فقد قدّم مقترحات تتسق مع التصورات الإفريقية لحل الأزمة، كما أنه يحظى بقبول إقليمي نسبي.
واستبعد أن تجد المطالبة بتغيير العمامرة تجاوبًا وقال: (بناءً عليه، لا أعتقد أن مطلب استبداله سيُقابل بتجاوب من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، لأن ذلك قد يفتح الباب أمام تدخلات غير مؤسسية مستقبلاً، تتمثل في الضغط لتغيير المبعوثين وفقًا لأهواء بعض الأطراف).
وأشار تورشين إلى أن تجربة الأمم المتحدة في هذا الشأن تؤكد أن تغيير المبعوثين لا يتم إلا في حالات استثنائية، وغالبًا ما يُترك الأمر للمبعوث نفسه ليقرر الاستقالة إذا اقتضت الضرورة. وفي حالة العمامرة، لا توجد مؤشرات على رغبته في التنحي، خاصة وأنه لم يُمنح بعد الوقت الكافي لتنفيذ رؤيته ومقترحاته. لذا، أرى أن رمضان العمامرة هو الرجل المناسب في المكان المناسب، وينبغي دعمه بدلًا من التشكيك في دوره أو السعي لإبعاده قبل أن تتضح نتائج مهمته.

 

+ مسرحية سوداء

 

ويبقى الأكثر إدهاشًا، أن صمود وتأسيس لم يكونا على خلاف وإنما هو انشطار لكي تكون الرقصة أكثر مياعة على خشبة مسرح الجنجويد ذو الثلاث شعب . والشاهد هنا أن ورقة التوقيعات هذه والتي تقدمت بها مائة شخصية من المجموعتين، ولأنهما جسم واحد وظنوا أنهم يمكن أن يذروا بها الرماد في عيون الشعب السوداني، ولكن خاب فألهما فقد كشف الشعب السوداني وكل مؤسساته مسرحيتهم السوداء.