جائزة الأوسكار لفيلم إرهاب الحجاب!

ولألوان كلمة

حسين خوجلي

جائزة الأوسكار لفيلم إرهاب الحجاب!

أحد كبار نقاد الفن السابع والسينما علق على انحسار حضور المشاهدين للأفلام الأمريكية بقوله: إن الأفلام أصبحت – في كثير من الأحيان – أصدق من الواقع الذي تحاكيه، والعالمون ببواطن الأمور يهمسون جهراً بأن أشهر كتاب السيناريو لهوليوود ناشطون في المخابرات وأجهزة التجسس، ومن مهامهم الكبرى كتابة سيناريوهات تتسم بالخيال والدقة مع مضاهاة الواقع لأفلام خفية تصور الخطط الجهنمية لضرب العواصم العربية والإسلامية واحدة بعد الأخرى حسب المصالح العسكرية والأمنية والاقتصادية. وتأمين إسرائيل كبسولة الشر الصليبية المزروعة في قلب العالم الإسلامي.
والمتابع للضربات المتلاحقة لهذه العواصم منذ تجربة الاستعمار الغليظ حتى الاستعمار الحالي المدار بالترويع والتطبيع والإخضاع، يكتشف أن كل الأسباب التي أدت لضرب واحتلال وتركيع عواصمنا كانت محض أكاذيب وخطط مرسومة على طريقة أفلام الخيال العلمي، والواقعية المحبوكة بدقة واحتيال. والأمثلة لذلك كثيرة منذ الانقلاب العثماني وخلع عبد الحميد وإلغاء الخلافة مرورًا بذبح الشرعية في إيران وشنق دكتور مصدق في الخمسينات، واحتلال فلسطين المسلمة بعد وعد بلفور الحاقد “عطية الذي لا يملك للذي لا يستحق” وحتى أحداث 11 سبتمبر وضرب برجا التجارة العالميين، تلك الأكذوبة التي احتلوا بها العراق واحتلوا بها أفغانستان وجعلوا كل العالم العربي بنفطه وجنده ومقدراته تحت الاحتلال المطلق، حيث أقاموا بجرأة يحسدون عليها قاعدة عسكرية في كل بلد عربي – بلا استئذان – ولا إسماع.
وعبر هذه الأكاذيب ضربوا مصر عام 56 وضربوها عام 67 وأخضعوها لاتفاقيات كامب ديفيد، وضربوا العراق وأعادوه للعصر الحجري وقيدوه باتفاقات وارتكازات عسكرية لا خروج عنها ولا مناص. وتآمروا على الكويت وتآمروا على الجزائر والمغرب عبر قضية الصحراء ودمروا ليبيا وما زالوا يفعلون.
وأحاطوا بالسودان وحاربوه واقتطعوا ثلثه دولة نصرانية تضاف لإمبراطورية الفاتيكان ونصارى الكاثوليك والبروتستانت. وأقاموا في سوريا نظاما نصيري بأقلية مستبدة وأخضعوها وشردوا نصف شعبها وما زالوا يقصفون.
وها هي اليمن الجريحة قسموها وأصبحت من هواياتهم المفضلة إحراقها ليل نهار.
أما فلسطين فقد صادروا حقها في الحياة والتحرير باتفاقية أوسلو الزائفة والمذابح في الضفة الغربية والإبادة في غزة الصامدة الصابرة. أما لبنان فحدِّث ولا حرج الإبادة المصورة الملونة والتدمير الرمادي وإحراق الناس والحياة.
ومما تسرب سر السيناريو الكذوب المدخر لضرب إحدى العواصم العربية النفطية الشهيرة فقد قال الشاهد: إن كاتب القصة المؤامرة اقترح الحكاية الآتية:
(اكتشفت المخابرات العربية والأوروبية والآسيوية والأمريكية بأن السبب الحقيقي لتنامي مجموعات الإرهاب في المنطقة والعالم يعود إلى مجموعة شريرة تدس أسلحتها وتخفي حركتها داخل ثياب النساء المحجبات وذوات النقاب والبراقع. وهي مجموعات تحتال لتجنيد النساء والرجال وتخفي نفسها تحت هذا الزي الأسود الساتر المخيف).
ومن هنا تبدأ الحملة وتمتن الحبكة بسلسلة من الدعاية السوداء وخبر من هنا وخبر من هناك، وفيلم توثيقي واعتقالات واعترافات وتهديدات ونقاشات في مؤتمرات محلية وعالمية لمكافحة هذا الخطر الداهم. وتلتمع القنوات ومنصات الإنترنت بمقاطع التدليس الباهر الملون ثم يحال الأمر إلى هيئة الأمم ومحكمة الجنايات ومجلس الأمن، ثم يُصدر القرار والتهديد الملزم التالي:
(تم توجيه أممي لهذه الدولة المستترة بأن تصدر قرارًا حاسمًا ومضمنًا في القانون، يحرم ارتداء الحجاب والنقاب والذي صار مدخلًا لممارسة القتل والترويع والإرهاب).
ومثلما فعل أتاتورك ورحمانوف يصدر الشيخ الكسير قراره المذل وينتهي الفيلم بالمشهد المثير للشفقة والسخرية والأسف، حيث تظهر مجموعة من الفتيات العربيات حاسرات سافرات يتجولن عند العتبات المقدسة والمقامات الحرام بلباس البحر والتنورات الفاضحة بالسيقان العارية (وكل شيء فيهن موقع حتى لفتة الجيد واهتزاز النهود).
وقريبًا سوف يخرج هذا السيناريو إلى الواقع فيلما جديدًا بكل لغات العالم، وتتوالى مسيرة الإذلال والمهانة والسقوط وليس بعد هذا الحديث من بقية.
+++++++++