دموع الجواهري في ثرى طهران وثريا كربلاء

كتب: محرر ألوان

قصيدتان كان يبكي فيهما الشاعر العراقي الكبير الراحل محمد المهدي الجواهري، الأولى في بغداد، وهو يرثي زوجته الراحلة مناهل التي رحلت وهي في العشرينات، أم فرات وفلاح، والتي يقول مطلعها:
في ذمةِ اللهِ ما ألقى وما أجدُ
أهذهِ صخرةٌ أم هذهِ كبدُ؟
قد يقتلُ الحزنُ من أحبابُه بَعُدوا
عنهُ، فكيفَ بمن أحبابُه فُقدوا!
والقصيدة الثانية التي يبكي فيها ويبكي الحضور، في طهران الباسلة الصامدة، هي قصيدته في رثاء شهيد كربلاء الحسين بن علي، التي يقول فيها:
شَمَمْتُ ثَرَاكَ فَهَبَّ النَّسِيمُ
نَسِيمُ الكَرَامَةِ مِنْ بَلْقَعِ
وعَفَّرْتُ خَدِّي بحيثُ استراحَ
خَدٌّ تَفَرَّى ولم يَضـْرَعِ
وحيثُ سنابِكُ خيلِ الطُّغَاةِ
جالتْ عليهِ ولم يَخْشَعِ
وَخِلْتُ وقد طارتِ الذكرياتُ
بِروحي إلى عَالَمٍ أرْفَعِ
وطُفْتُ بقبرِكَ طَوْفَ الخَيَالِ
بصومعةِ المُلْهَمِ المُبْدِعِ

ترى، ماذا كان الجواهري سوف يقول شعرًا لو رأى اليوم طهران الحسين، وهي تدافع بشجاعة وبطولة عن شرف الأمة وأمجاد العقيدة والتوحيد، وتُذلُّ بكبريائها صلف الصهاينة والصليبيين وأتباعهم من رعاع الأمم وسَواقط الحضارات؟
الصورة: في أواخر الثلاثينات، للجواهري مع زوجته الراحلة مناهل وطفليه فرات وفلاح.