د. نجلاء حسين المكابرابي تكتب: تأثير الحرب الإسرائيلية الإيرانية على السودان

مسارات

د. نجلاء حسين المكابرابي

تأثير الحرب الإسرائيلية الإيرانية على السودان

في فجر السبت الموافق ١٤ يونيو ٢٠٢٥م اندلعت شرارة الحرب الإسرائيلية الإيرانية وهو حدث هز أركان الدول العالمية لاسيما العربية والغربية منها والذين أعربوا عن قلقهم من تصعيد التوترات في المنطقة التي سيكون تاثيرها كبيرًا وبالغًا ومتنوعًا متمثلًا في التهديدات الأمنية، بالأخص على دول الخليج العربي والتي لديها حدود مشتركة مع إيران أو الدول التي بها قواعد عسكرية أمريكية قد تكون أهدافًا محتملة وأيضًا يمكن أن تؤثر على الإقتصاد العالمي، خاصة إذا تم استهداف المنشآت النفطية أو تعطيل حركة الملاحة البحرية في الخليج العربي، هذا قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط وتأثيرات سلبية على اقتصادات الدول العربية . ولذلك نجد كثير من التحركات الدبلوماسية لتهدئة الأوضاع .
وهذه الحرب ستقلب كل الموازين الدولية لما تحدثه من تأثيرات ذكرنا بعضها وبعضها متوقعة إن زادت التوترات وستكون هنالك حرب عالمية ثالثة ستشارك بها الدول العظمى والدول المتضررة من العدو الصهيوني المتجبر ومحركته أمريكا العجوز. وهنا تظهر في الأفق الدول العربية التي لم تطبع وتنحني لإسرائيل مثل اليمن السعيد التي أول من أطلقت مسيرة نحو تل أبيب وغيرها لتعلن استعدادها العسكري وتتأهب لإعلان الجهاد الحق ضد اليهود والصهاينة وتقف مع الدولة الإسلامية الإيرانية التي لن تتوقف عن رد العدوان الإسرائيلي السافر وستقتص لفلسطين وغزة وأحمد يس ولن تجدي معارك الأسود كما أسموها اليهود لتكون معارك الجرذان والفئران.
وهنا يستوقفني وطني الحبيب السودان وأين هو من هذه التداعيات الأمنية العالمية ومما يدور الآن؟.
السودان كغيره من الدول العربية والأفريقية التي يمكن أن تؤثر عليه هذه الحرب الإسرائيلية الإيرانية المغيرة للخارطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية العالمية قد تؤثر في استقراره وهنا يجد نفسه مضطرًا لتعزيز قدراته الدفاعية أو البحث عن تحالفات إقليمية لمواجهة التهديدات الأمنية المحتملة وأيضًا التداعي الاقتصادي الذي ذكرناه سابقًا سيؤثر على الاقتصاد السوداني الذي يعتمد على الواردات النفطية. وأهم هذه التأثيرات هي التأثير على العلاقات الخارجية خاصة مع الدول التي لها مصالح في المنطقة لذلك نجد أنه يضطر لإعادة علاقاته مع إسرائيل وإيران والدول الأخرى في المنطقة.
وحينما نتحدث عن رد الفعل السوداني المتوقع نجد أنه في اعتقادنا يجب أن يقف مع إيران لعلاقاته الدبلوماسية معها في الفترات الماضية وعليه أن يتعاون مع الدول الأخرى في تهدئة الأوضاع في المنطقة مثل المشاركة في المبادرات الدبلوماسية المشتركة لتعزيز الاستقرار الإقليمي.
من خلال ذلك يأتي السؤال المهم هل الحرب الإسرائيلية الإيرانية ستشكل ضغوطًا على الأوضاع الإنسانية في السودان؟.
يمكن أن تشكل ضغوطًا من خلال التأثير على الدعم الخارجي خاصة إذا كانت الدول التي تدعم السودان متأثرة بالحرب أو لديها مصالح في المنطقة مما يؤدي إلى تاثيرات سلبية على قدرة السودان على التعامل مع التحديات الداخلية في ظل مجلس وزراء لم يعين حكومته بعد وهنالك بعد إنساني آخر وهو زيادة تدفقات اللاجئين في المنطقة والسودان مازالت حربه مستمرة .
ولمواجهة هذه التحديات يجب على السودان البحث عن دعم دولي وتعزيز الجهود الإنسانية وتقديم الدعم للمتضررين من الحرب .