اعلان الحكومة .. التأخير سيد الموقف

توقعات بتشكيل من 16 حقيبة وزارية
اعلان الحكومة .. التأخير سيد الموقف
أمدرمان: الهضيبي يس
بدأ الرأي العام يضغط على رئيس الوزراء المعين حديثًا كامل إدريس للتعجيل بتشكيل الحكومة من أجل معالجة عده قضايا طال انتظارها. ولكن حسب تقديرات خبراء لتطورات الأوضاع، فإن المشهد معقد بعض الشيئ من حيث التشكيل وليس كما يعتقد البعض. وأبرز تلك التعقيدات تعدد أجنحة الأطراف الحكومية نفسها من مدنية (تنظيمات سياسية) وعسكرية (حركات مسلح، وفصائل تقاتل مع الجيش) ناهيك عن مجموعات وطوائف دينية وعشائرية. وهو ماقد يجعل مسألة تكوين الحكومة ما بعد حرب 15 من شهر أبريل لعام 2023 ليس بالأمر الهين ولا البسيط ويتطلب قدرًا كبيرًا من التمحيص والرؤية.
ويقول الكاتب الصحفي النور أحمد النور أنه في حكومة رئيس الوزراء كامل إدريس يستوجب التركيز على السياسات بدلًا عن الأشخاص، نسبة لقضايا البلاد التي تولدت ما بعد الحرب وباتت في تفاقم بشكل يومي. ويضيف النور: أتوقع أن تحتفظ الحركات المسلحة بحصتها وفقًا لما جاء في إتفاقية سلام جوبا بواقع 30%، بينما سينال كل من شرق، وشمال ووسط والتنظيمات المهنية بقية حصة الحكومة. وزاد: وعن التنظيمات السياسية (الأحزاب) فإن الحظ الأوفر لها سيكون مابعد الفترة الإنتقالية أي بعد مرور 39 شهرًا التي حددتها الوثيقة الدستورية تعديل العام 2024 والتي بموجبها نقل رئيس مجلس السيادة الانتقالي كافة صلاحيات الوزارات إلى رئيس الوزراء من حيث الإشراف والتعيين.
وطالب النور بالتركيز على السياسات وتوفير الموارد لمعالجة قضايا تحمل فيها المواطنون السودانيون الفاتورة طوال الفترة الماضية سواء الصحة، التعليم، مياه الشرب، الطاقة، وإعادة صياغة دوران عجلة الحياة على مستوى العاصمة القومية وتوفير مدخلات الإنتاج للزراعة.
بالمقابل يشير الكاتب الصحفي عاصم عمر إلى ضرورة تفادي بعض الأخطاء التي وقع فيها رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك من حيث عدم تعيين وزراء غير قادرين على التماهي والتعاطي مع بيئة احتياجات المواطن السوداني. كذلك من التحديات التي تواجه رئيس الوزراء كامل إدريس جملة التعقيدات الاجتماعية داخل كابينة مجلس السيادة وما يحمله من توصيف له أبعاد عشائرية وإثنية تستوجب المراعاة وبشكل دقيق.
ويضيف عاصم: أيضًا ظهور مجموعات “عسكرية” تقاتل مع الجيش تحمل هي الأخرى فلسفة أيدلوجية، وتبحث عن استحقاقات مناطقية عبر التطلع للحصول على حصة بالحكومة القادمة. وجميع ماسبق قد يجعل تكوين حكومة رئيس الوزراء كامل إدريس يطول بعض الشيئ وربما يمتد حتى مطلع شهر أغسطس القادم.
ويقول عاصم عمر: يجب أن لا ننسى أنها حكومة لمجابهة متطلبات الحرب، بمعنى أنها حكومة “طوارئ” تظل تحتكم لمجموعة مطالب أساسية حتى يستطيع الجيش الاستمرار في تأدية مهمة القضاء على التمرد. وهو ما يستدعي عدم الاستعجال والتريث وعدم تعبئة الرأي العام بصورة مضادة واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لبث رسائل سالبة تجاه رئيس الوزراء باعتبار أن تأخر الاعلان عن تشكيلة الحكومة عقب حلها بأيام يدخل البلاد في تعقيدات جديدة.