تأسيس والمليشيا والحلو .. خلافات عاصفة

قتلوا كليب بناقة ونسفوا تحالفهم بجُرة
تأسيس والمليشيا والحلو .. خلافات عاصفة
تقرير: مجدي العجب
ولأن تحالف قحت ـ صمود ـ تأسيس مع الجنجويد بالإضافة لإنضمام الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، تحالف بنيته هشة كلحم الخاصرة وكنتروله قائمًا على المال السياسي الحرام الذي تدفعه محاور معلومة، لذا فإن أساسه منذ البداية كان مهلهلًا، ولا يرتكز على أي قوائم أو أعمدة وطنية أو أخلاقية، وإنما قائم على البيع والشراء، فقد أصبح هؤلاء الساسة الذين يقفون بجانب الجنجويد يعرضون مواقفهم في سوق السياسة الخارجي، يفترشونها على الأرض وينادون على من يدفع أكثر مثلهم مثل (الفريشة) في شوارع الخرطوم القديمة.
+ موجة خلافات
وبالأمس ضربتهم موجة من الخلافات أولها موقف الحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو الذي شن فيه هجومًا على حليفه (الجنجويدي) بعد أن أطلت مجموعة من قادة مليشيا الجنجويد وهي تهاجم أماكن الخمور وآخرها الخلافات التي ضربت ذات الجسم بعد ترشيح قيادة الجنجويد لحذيفة أبو نوبة أحد قياداتها المدنية والعسكرية حيث قدمته مرشحًا لرئاسة الوزراء في الحكومة المزعومة .وبحسب مصادر “الشرق” ضربت الخلافات تحالف تأسيس بعد ترشيح المليشيا حذيفة ابو نوبة لرئاسة الوزراء في الحكومة الموازية .وهنا يبين الخيط الأسود من الأبيض، وبرغم المال السياسي الإماراتي الذي بيعت به مجموعة تأسيس ولكنها مع ذلك تظن أن يقدم لها الجنجويد السلطة معتذرًا على التأخير أو يشاركها بأن لها النصيب الأكبر، فهذه الأجسام لا يمكن أن تجتمع على حق طالما أنها لا تدرك وتظن غير ذلك.
+ التركيبة الإثنية
ويقول مستشار حملة سودان المستقبل عادل عبد العاطي لـ (ألوان) أن الخلافات بين المكونات المتشاققة في (تأسيس) ترجع إلى أكثر من الاختلاف على شخص رئيس الوزراء. وأضاف عبد العاطي بأن هذه الخلافات طابعها أيدلوجي حيث أن الحركة الشعبية ذات توجه يساري علماني واضح، بينما توجه الدعم السريع هو إسلاموعروبي على النسق القذافي، وقد ظهر ذلك على المستوى الإقليمي في تحالفهم مع الحركة السلفية المدخلية في السودان وليبيا، وهو أمر لا يعرفه الكثيرون، أو في حملة الرائد شيراز على الخمور البلدية التي ووجهت بغضب شديد من كوادر الحركة الشعبية ومن بينهم خالد كودي وعمار نجم الدين وآخرين. وزاد عبد العاطي: ثاني الخلافات ذات طابع سياسي حيث تطرح الحركة السودان الجديد كطرح مبدئي مع توجه أفريقي وتقارب مع جنوب السودان، بينما تطرح المليشيا مشروع إمارة خاصة بآل دقلو ومتوجهة نحو الساحل وعمادها البدو الصحراويين أو ما يطلق عليهم عرب الشتات. وذهب في حديثه قائلًا: هناك خلاف ناتج من التركيبة الإثنية، ففي حين تعتمد الحركة الشعبية على قومية النوبة والشعوب الأفريقية، وتعتمد المليشيا على المكون الإثني العربي، ولا تحترم المكون الأفريقي الذين تراهم كـ (فلنقايات وأمبايات)، وهذا ظهر كثيرًا في خطابها السياسي والاعلامي. أضف لكل ذلك الحساسيات التاريخية والتي ولدتها مشاركة المليشيا سابقًا في الحرب ضد الحركة الشعبية والقوات المعارضة الأخرى في جبال النوبة ودارفور طوال عقدين. وأضاف عادل عبد العاطي: أما الأمر الثاني الذي يعطل التفاهم هو احساس كل من التنظيمين بتفوقه على الآخر، مما لا يعطي مساحة للتنازل. فالحركة الشعبية تقول أنها التنظيم الأقوى والأكثر انضباطًا والأوسع تقبلًا من المجتمعات المحلية، وصاحبة الكوادر المدربة، بينما تقول مليشيا الدعم السريع أنها الأكبر حجماً والأفضل تسليحاً وتمويلاً. وفي ظني أن الصراع ليس حول منصب رئيس الوزراء وإنما على قيادة تحالف تأسيس نفسه، والذي ولد ميتاً، وعلى رئاسة الدولة الجديدة المزعومة، وهل يقودها عبد العزيز الحلو أم عبد الرحيم دقلو، في ظل الغياب الغامض لحميدتي.
+ تحالف بلا قيم
أما الأكاديمي والمحلل السياسي أبو القاسم الزبير فهو يرى أن مجموعة تأسيس لا تملك الحد الأدنى من البرامج السياسية والاقتصادية، فهي مجبولة على أن تقف خلف الجنجويد .وأوضح أبو القاسم في حديثه لـ (ألوان) أن ما يحدث في وسط تحالف تأسيس ليس بالأمر الغريب على تحالف لم يتأسس على قيم ولم يجتمعوا على أُسس موضوعية ، مشيرًا إلى أن هذه المجموعات غير المتجانسة لن تصمد كثيراً وستظل في حال انقسام وتشطي حتى تطوى في عالم النسيان ولن يبقى منها غير إرث العمالة والإرتزاق. وزاد: عاصفة الاختلاف التي ضربتهم مؤخراً بسبب ترشيح مليشيا الدعم السريع للمدعو حذيفة أبونوبة لمنصب رئيس وزراء حكومة الخيانة، يبرهن على هشاشة هذا التحالف الذي أُسس على دماء وأشلاء وآلام الشعب السوداني.
+ بدلوا جلودهم
وجاء في حديث القيادي بحزب الأمة القومي اسماعيل كتر لـ (ألوان) أنه ليس هنالك ما يسمى تأسيس وإنما هي مجموعات قحت الاإطارية. وهي مجموعات كلها تجري خلف أشواق، وتبدل جلودها كل يوم، وقد بنوا أحلامهم على رمال متحركة وتشتتوا أيدي سبأ بضربات القوات المسلحة والشعب السوداني. وسوف يقضوا ما تبقى من أعمارهم في منافيهم المختلفة، ولكنهم آذوا الشعب السوداني أذية بالغة لن يسامحهم عليها. وأضاف كتر: (خلافاتهم هذه شيء طبيعي طالما تسوقهم أشواق غير مشروعة).