أمريكا أو الست شربات

ولألوان كلمة
حسين خوجلي
أمريكا أو الست شربات
لكل حقل من حقول السياسة والاقتصاد والاجتماع والمهن والاهتمامات ثقافته الخاصة، ولغته المتخصصة ومفارقاته ولطائفه ونكاته. ومن هذه الحكايات المتداولة بين طالبات سودانيات، أنه في مدرسة ثانوية للبنات كانت هنالك معلمة صارمة عابسة الوجه غليظة التعامل، وكانت مشهورة بكنيتها، وقد سماها أهلها وأصدقاء صباها بإسم (شربات)، والمعروف أن الشربات هو الإسم الذي يطلقه السودانيون على العصير والمشروبات المخلوطة بالفاكهة.
وكانت المعلمة تتحرج جداً من هذا الإسم وتعاقب أي طالبة تناديها به، وعندما تغادر الطالبات المشاغبات بوابة المدرسة يطلقن أصواتهن بطريقة ساخرة، حيث تبادر إحداهن صائحة: كوب من الماء، وتصيح الأخرى: برتقالة، وتصيح الثالثة: سكينة، وتجيبها الأخرى: قطعة سكر، وتصيح الأخيرة بصوت ساخر: ملعقة، فترد عليهن المعلمة شربات بصوت حاد وغاضب: (الناجحة فيكَن التسوطا) بمعنى أتحدى أي واحدة منكن أن تحرك المقادير بالملعقة.
قد ذكرتني هذه الطرفة موقف أمريكا الحالي، المضطرب والمحرج، وهي ترى هذا الاعتداء القاتل والمريع على الشعب الإيراني، وقد أذل نتنياهو كبيرهم الرئيس الأمريكي والسلطة الأمريكية باعتداءه الصادم متحدياً جولات التفاوض بين واشنطن وطهران.
والعاقلون والعارفون بالمؤامرة والأكاذيب التي بنيت عليها هذه الحضارة المادية الشريرة يعلم أن كل الذي يجري تمثيلية سيئة الإخراج وغطاء دموي من أمريكا لصالح الصهاينة لكي يقوموا بجريمتهم العالمية البشعة وبراءة الذئاب في أعينهم، إن كان للذئاب الغُبر من براءة.
فقد صاحت الطالبات الأمميات بلغات مختلفة في إحدى مظاهرات الإدانة:
1 ـ المقاتلات الأمريكية الباطشة.
2 ـ الدعم المادي والهبات الفياضة لإسرائيل ليل نهار.
3 ـ الفيتو المعترض على الحقوق العادلة للشعوب والمثال على ذلك حق الشعب الفلسطيني في الحياة، والحامي في صلف لاستدامة التجويع والمذبحة والإبادة.
4 ـ الحكومة الخفية داخل أمريكا التي أحالت الولايات المتحدة لعصا غليظة لصالح الكيان الصهيوني وإخافة البلدان والشعوب الخارجة عن طوع الإذلال.
5 ـ ويظل الرئيس الأمريكي الديمقراطي أو الجمهوري لا فرق مجرد دُمية ووزير ثانوي في كبينة نتنياهو وإن بعدت الشُقة جغرافياً وطال السفر.
6 ـ فتح كل أقبية المعلومات السرية والنشاط التخابري أمنياً وعسكرياً لصالح إسرائيل.
7 ـ وأخيراً تجبر أمريكا الناتو والإتحاد الأوروبي ووكلاء المنطقة وأجواء وامكانات بلدان المنطقة محض شركات رخيصة للمناولة والخدمات المجانية لصالح الشيطان الأكبر.
وبعد اعداد كل هذه (المقادير) هل تستطيع أي عاصمة من عواصم الدنيا تحريك ملعقة (الخلطة) وتصيح بعد إنتهاء المهمة في وجه كل العالم:
(هذه هي الست شربات الأمريكية في ثوبها القبيح القديم الجديد منذ هورشيما مروراً بمجازر الأفغان ومذابح العراق وغزة وتدمير إيران الصامدة التي ترفع راية لاااااا العصية في وجه الإخضاع العالمي والإهانة التي طالت كل الشعوب والحضارات المستكينة).
وأخيراً جداً:
من يستطيع تسويق طرفة الست شربات الشريرة؟ ومن يجرؤ على الكلام؟