مصطفى سند وصلاح مصطفى .. الشاعر والمغني

مصطفى سند وصلاح مصطفى .. الشاعر والمغني
بقلم: صلاح الدين عبد الحفيظ
لا يفصل بينهما كثير عمر وربما كان الفارق عاماً واحداً أو عامين. وهو فارق سن ليس بالكثير وهو ما جعلهما يلتقيان داخل أروقة مصلحة المواصلات السلكية واللا سلكية في منتصف خمسينيات القرن الماضي.
يشترك الاثنان في مشتركات خمسة وهي ما جعلت منهما شخصيتين من شخصيات الفن الغنائي والنظم الشعري والإبداع المتواصل في سنوات مرت على الغناء والشعر السوداني.
أول مشتركاتهما هي خروجهما من منزلين من منازل السودان العريق العتيق.. فمصطفى سند عاش داخل منزل والده الموظف بالدولة منذ سنوات أوائل الثلاثينيات وهو من الشخصيات التي لم تجد حظها من الانتشار في سنوات وجوده حياً بين الناس. وذلك بوصفه أحد الشعراء الأفذاذ في النظم للشعر التقليدي وهو ما أنتج قبل وفاته الديوان المخطوط «ملذات الخلود» وهو شعر صوفي بحت.
رأى مصطفى سند بأم عينيه فطاحلة الشعراء من الرعيل الأول من شعراء الوطنية والمعلمين والموظفين الوطنيين داخل منزل والده. وذلك بندوة والده الأسبوعية بحي الركابية بأم درمان ومن هؤلاء الشعراء أحمد عثمان القاضي ويوسف مصطفى التني والمعلم أحمد إبراهيم والد الشاعر المعروف صلاح أحمد إبراهيم.
أما صلاح مصطفى فقد كان من حظه أن ترعرع داخل أسرة صوفية في المقام الأول، فجده محمد حسين السبحي هو من مشاهير التصوف في مجتمع السودان وأم درمان في عقود الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات، وفي هذا فقد كان والده عازفاً للأكورديون الهوائي بفرقة حي الاسبتالية برفقة الموسيقيين وهبة الموسيقار الأشهر في فترة الحقيبة، وعازف الكمان الأول بالسودان السر عبد الله وأولاد دكة الذين أسسوا فرقة موسيقية في سنوات الأربعينيات.
سمع أصوات الغناء المنبعثة من منزل أولاد دكة، فكان الفتى صلاح مصطفى يمني نفسه أن يكون ذا شأن في عالم الغناء وهو ما تحقق له. وبل تحقق فيما بعد ليصبح واحداً من أساطين الغناء في السودان.
ثاني المشتركات هي عملهما بمصلحة الاتصالات السلكية واللا سلكية وتنقلهما في عدد من مدن البلاد زائداً وصولهما لمراقي متقدمة داخل السلم الوظيفي بها.
ثالث المشتركات اهتمامهما بالشعر والألحان والموسيقى، فمصطفى سند اهتم بموسيقى الألحان للدرجة التي جعلت منه شاعراً ذا أسلوب موسيقي في كتابة الشعر. ومن ذلك كنموذج قصيدته الأيقونة البحر القديم التي احتشدت بموسيقى الشعر.
أما صلاح مصطفى فقد تمكن من الوصول بفضل الموهبة التي حباها به المولى عز وجل من تلحين جميع أغنياته بنفسه. وزاد على ذلك بأن أعطى عدداً من الفنانين عدداً من هذه الألحان. وهم عبيد الطيب أغنية «سلام وكلام» وصلاح محمد عيسى «عشان كدة أنا حبيتو» وثنائي العاصمة وعثمان مصطفى.