العودة الطوعية .. مابين دعوة الحكومة وتطلعات المواطنين

أزمة توفير الخدمات أبرز التحديات

العودة الطوعية .. مابين دعوة الحكومة وتطلعات المواطنين

أمدرمان/ الهضيبي يس

دعوة أطلقتها الحكومة لعودة المواطنين إلى منازلهم بالعاصمة القومية الخرطوم بعد إنجلاء الحرب ونهاية المعارك العسكرية وطرد مليشيا الدعم السريع من قبل الجيش. هذه الدعوة جاءت مصحوبة بإنهاء الإجازة الممنوحة للعاملين بولاية الخرطوم للإنتظام في العمل مجددًا بحلول 15 من شهر يونيو الجاري، كذلك كشفت منظمة الهجرة الدولية قبل أيام في تقرير لها عن عودة نحو 2 مليون مواطن سوداني من الخارج استجابة لدعوة العودة الطوعية لمدينة الخرطوم. بالمقابل يرفض البعض ويتحفظ على الدعوة نتيجة لما لحق بالعاصمة من دمار وخراب وخلف حالة من انعدام الخدمات الأساسية وسوء الصحة، التعليم، مياة الشرب النقية، والكهرباء والأمان نفسه الذي ما يزال نسبيًا جراء انتشار العصابات الإجرامية.

 

 

ويقول صديق فريني وهو وزير الرعاية الاجتماعية بولاية الخرطوم إنهم قاموا بوضع خطة اسعافية مداها 3 أشهر بغرض التعامل مع عودة المواطنين لمنازلهم بالولاية، وتتسم هذه الخطة بتوفير الخدمات على رأسها تشغيل 5 مستشفيات على مستوى الطوارئ بمناطق شرق النيل، وجبل أولياء وكذلك مناطق وسط الخرطوم فضلًا عن تشغيل مجموعة من الآبار بمناطق جنوب وغرب أمدرمان خلال أيام. ويضيف فريني: صحيح أن الأوضاع التي خلفتها الحرب نتيجة لفعل المليشيا بالإعتداء على المنشآت الحيوية بالولاية ولكن نظل نعمل بكل طاقتنا لمجابهة مايتولد من تحديات وأهم ما هو أمامنا الآن توفير الكهرباء التي بدأت تعود بصورة تدريجية في بعض مناطق الولاية. مؤكدًا أن عملية إعادة الإعمار تحتاج إلى تمويل. وهنا بدأنا في التواصل مع بعض المنظمات والمؤسسات الداعمة داخل وخارج السودان لتمويل عدة مشاريع خدمية خلال الفترة القادمة ستصب في مصلحة مواطني الولاية.
بينما يوضح رئيس مبادرة سودان (المستقبل) عادل عبدالعاطي أن العودة الطوعية للمواطنين للولايات التي لم يعد بها الدعم السريع تتطلب مجهودًا يعزز ثقة المواطنين في دعوة العودة الطوعية بدءً بالخدمات والاقتصاد سوق (العمل). وهنا لابد من توفير صيغة تشجيعية من قبل الدولة لرجال الأعمال وملاك المصانع بعد تعرضهم لهجمة شرسة ودمار كبير لمرافقهم الاقتصادية، لإعادة تشغيل تلك المصانع التي يتجاوز حجمها في مدينة الخرطوم فقط 10 آلاف مصنع.
وأردف عبد العاطي بالقول: وبشأن هذه الصيغة التشجيعية فقد قمنا بطرح مبادرة من قبل سودان (المستقبل) باعفاء مدخلات الإنتاج لمدة خمس سنوات لرجال الأعمال بما يتيح فرصة إعادة التأسيس والإعمار وتشغيل المصانع والشركات العاملة في الحقل الاقتصادي وقطعًا سينعكس ذلك على آلاف الأسر السودانية. أيضا من أبرز القضايا التي دفعت السودانيين للهجرة هي قضيتي التعليم، والصحة لذا قمنا بوضع برنامج يهدف لدعم برنامج الطوارئ الصحية بالمستشفيات ومواجهة الأوبئة الناجمة عن الحرب بتوفير الأمصال والمحاليل الوريدية .
وبشأن التعليم أكد عبد العاطي أنه وبمطلع شهر يوليو القادم ستنطلق مبادرة لإحياء التعليم بإعادة تأهيل 10 جامعات حكومية، و150 مدرسة على مستوى ولاية الخرطوم بتوفير الإجلاس والطاقة الشمسية لهذه المرافق التعليمية والصحية. لافتًا إلى أن الأمر يحتاج لتكاتف الجهود والعمل على المواطن نفسه باعتبار أن مانتج عن الحرب ليس بالأمر السهل والحوجة كبيرة وقد تمتد لوقت طويل ما لم يتم الوقوف على الخطط و تنفيذها.