ما بينهما .. د. أحمد الطيب أحمد والفكي عبد الرحمن

ما بينهما

د. أحمد الطيب أحمد والفكي عبد الرحمن

بقلم: صلاح الدين عبد الحفيظ

بينهما علاقة الأستاذ بتلميذه وبينهما مساجلات شفاهية في الدراما وكذلك كانت حياتهما سلسلة من المعارف والثقافة والحكايات. يبرز د. أحمد الطيب أحمد كأحد الذين أشعلوا جذوة الدراما في السودان عبر دراسته المستفيضة حول أصول هذا العلم.. وكان أن طوَّر هذا العلم ليصبح أطروحة جامعية لنيل درجة الدكتوراه من جامعة لندن هو المسرح العربي. حيث إنه بنيله هذه الدرجة العلمية أصبح أول إفريقي وعربي ينالها.
أما الفكي عبد الرحمن فقد كان من أبكار الجيل الثاني إن لم يكن هو الأول من المبتعثين لنيل درجات عليا في الدراما.
في مشتركات ما يجمع الاثنين تتنامى لديهما صفة المعرفة الجيدة باللغة العربية وكذلك الكيفية التي تُصاغ بها المقالات الأدبية مروراً بالصياغة الجيدة للغة الحوار المسرحي وانتهاءً بتوظيف هذه اللغة الجيدة في عملية ترجمة المسرحيات التي قاما بترجمتها. ومنها بالطبع مسرحيات شكسبير (العاصفة) و(ماكيتر) (عطيل) (وحلم منتصف ليلة صيف).
الاثنان عملا بالمسرح تمثيلاً وإخراجاً وكتابة وفي ذلك فقد كان مسرح بخت الرضا من أوائل المسارح التي قدمت على خشبتها مسرحيات رصينة وهادفة والفضل يعود إليهما.
في مجال ما يجمع بينهما تبرز حالة القلق والتوتر حين بدء عملية الكتابة الإبداعية وفي هذا فقد كان أحمد الطيب لا يكلم الناس إلا حين الانتهاء من الكتابة.
أما الفكي عبد الرحمن فهو أحد الذين كانوا يقومون بطقوس خاصة للكتابة وهي إغلاق الغرفة وشرب القهوة ومن ثم صلاة ركعتين شكراً لله وهو ما أكده عددٌ من معاصريه.
تلقى الفكي عبد الرحمن الدرس على يد الدكتور أحمد الطيب ببخت الرضا فكان نعم الطالب الذي يجلس للعالم الأديب.
الاثنان من شخصيات السودان الأدبية والدرامية والأكاديمية فيكفي أن د. أحمد الطيب كان أول من تم اقتراح اسمه ليكون مديراً لمعهد المعلمين العالي في العام 1961م.
أما الفكي عبد الرحمن فكان أول مدير لأول مؤسسة مسرحية بالسودان وهي المسرح القومي.
ومن عجب أن فارق وفاتهما كان أربعين عاماً فأحمد الطيب توفي في فبراير 1962م بينما توفي الفكي عبد الرحمن في منتصف العام 2002م.