د. عمر كابو يكتب: كامل إدريس .. الخبرة والكفاءة العالية..

ويبقى الود

د. عمر كابو

كامل إدريس .. الخبرة والكفاءة العالية..

** واحدة من الأخطاء الكارثية التي وقع فيها سيء الذكر (آدم حمدوك) أنه تمهل أكثر من اللازم في إعلان حكومته وخطة عملها..
** لشعب يمل طول الانتظار ويرفض حالة الكمون والاسترخاء والاستبطاء..
** ذاك في وضعه الطبيعي العادي فكيف به وهو يعيش أسوأ الظروف وأحلك المراحل وأقسى المعيشة..
** أعتقد أن المدة الزمنية لتشكيل الحكومة أصبحت مناسبة وكافية لإعلانها حتى تقوم بتوفير ضرورات الحياة من خدمات أساسية ليست من الترف في شيء..
** هنا يجب أن نذكر دائمًا وأبدًا أنه ما من كفاءة وطنية غض النظر عن انتمائها الحزبي أو لونها السياسي إلا وشاركت في الإنقاذ..
** فترة الإنقاذ التي امتدت ثلاثة عقود منحت معظم الكفاءات الوطنية العالية سانحة المشاركة بعيدًا عن أي حسابات سياسية أو جهوية..
** من هنا يصبح من الخطل والخطأ الكبير أن يتم رفض أو استيعاب خبراتنا الوطنية لمجرد أنهم كانوا قد شاركوا في حكومة الإنقاذ الوطني..
** بالعكس فإن السودان في حاجة ماسة خاصة في مرحلة البناء والاعمار هذي إلي كفاءات وطنية صقلتها التجربة العملية ورفدتها بخبرة تراكمية طويلة ممتدة..
** لن تنسى الذاكرة الوطنية كيف أن الشعب السوداني سخر من حكومة قحط (الله يكرم السامعين) يوم قامت بتشريد وفصل مهندسي مصفاة الجيلي..
** حتى إذا فشلت في تشغيله استعانت بشركة صينية والتي بدورها كانت قد استوعبت تلك الخبرات الوطنية لتأتي بهم لاصلاح تلك الأعطال..
** المفارقة أنها قامت بسداد كلفة تلك الإصلاحات (بالدولار) مما جعلها مادة للتندر والسخرية والازدراء..
** ذات الذاكرة الوطنية تذكر للرئيس جعفر نميري أنه ذات حكومة كان قد اعتمد منهج الكفاءة المهنية عنصر اختيار لوزرائه فإذا به يختار أكثر من ثلاثة عشر وزير من قبيلة واحدة دون قصد منه..
** عليه فإن على السيد الرئيس كامل إدريس إن أراد اختيار حكومة تلبي متطلبات المرحلة أن يبعد نفسه تمامًا عن أي محاصصة حزبية أو ولاء سياسي أو عصبية جهوية أو انتماء قبلي..
** فإن ذلك ما أقعد بالسودان وجعله في تراجع مستمر لم يستثمر التنوع والاختلاف لصالح الممارسة توظيفا لإيجابياتها..
** فقد تحولت داءًا عضالًا فتك بجسد الأمة وهتك ستر وحدتها ومزقها شر ممزق..
** بدت موجة من القلق والتوتر عظيمة لدى الرأي العام أن الرجل بصدد استبعاد التيار الإسلامي الوطني العريض ترضية للخارج..
** فإن فعل ذلك فسيكون قد جنى على الوطن واختار الطريق الخطأ والمنهج الضلال..
** من الانصاف وإحقاق الحق التأكيد على أن التيار الإسلامي اكتسب تجربة عملية ضخمة حرام ألا يسمح للوطن من الاستفادة منها لدواع سياسية محضة..
** أجزم أن الرجل سيفشل فشلا كبيرا إن اختار منهج الكبت والعزل السياسي لجهات بعينها..
** وسينجح نجاحا كبيرا إن التزم الحياد وثبت على خطابه الأول تأكيدا على أنه سيقف في مسافة واحدة من الجميع..
** من الآخر ليس من حق أي جهة فرض حظر سياسي على تيار هو الأشمخ والأفعل والأصلح لقيادة هذه المرحلة..
** إنهم أهل (بصارة) في بلد يحتاج (لمباصرة ومصابرة)