يا اللوري عليك الرسول بوري..

يا اللوري عليك الرسول بوري..

بقلم: عصام جعفر
* كباشي – ود باقير – صابر جيرا – البلوم .
* هذه أسماء رجال خلدهم الخيال الشعبي وتغنى الناس بأسمائهم وهم ليس زعماء ولا قيادات ..
* هم سائقو اللواري السفرية في زمن من أزمان السودان الخضراء عندما كان اللوري رسول السلام يحمل أشواق الناس قبل متاعهم ويربط القرى والأرياف والمدن بالحب والتواصل .
* كباشي سائق لوري شهير معروف في مناطق شمال كردفان ـ وود باقير من أهالي العيلفون كان يقود العربة الفورد التي يملكها شيخ الجيلي. أما (صابر جيرا) من الولاية الشمالية أشتهر بقيادة اللوري النيسان ويشترك معه السائق (البلوم) في قيادة هذا النوع من اللواري وهو من منطقة شندي قرية القليعة ..
فنانو شمال كردفان عندما وفدوا للعاصمة في السبعينيات كلهم تغنوا للوري نسبة للأثر الذي تركه في وجدان الناس هناك ..
عبد الرحمن عبد الله (بلوم الغرب) تغنى لكباشي سائق اللوري …
= كباشي كان يرضى ..
= وصلني ود بندا ..
= زولاً سرب سربا ..
= وختا الجبال غربا..
الليموني
* أما الفنان صديق عباس البلبل الغريد فقد غنى ..
= أنا بركب اللواري ..
= وأتابع القماري..
= وأزور الحاج اللين ..
= عشان الشاغل بالي ..
والحاج اللين رجل صالح في شمال كردفان كان يزار تبركاً …
* أما أشهر الأغنيات التي جاء بها فنانو كردفان فهي اللوري لعبد القادر سالم …
= اللوري حل بي ..
= ودلاني أنا في الودي..
= وداني للبرضا..
= العمري ما بنسا..
= حبيبي سيد الناس.
= يبقى لي وناس ..
* وغنى فنانو كردفان لكل أنواع اللواري حتى القديمة منها حيث غنى إبراهيم موسى أبا :
= نركب أم كركابة ..
= ندلى في أم روابة..
= ما دوامة الدنيا ما دوامة ..
وأم كركابة هي اللوري القديم والدنيا ما دوامة …
* (ود باقير) سائق قدير وشهير من أهالي العيلفون كما سبق أن عرفناه وقد خلدته أغنية شهيرة صدح بها الفنان المبدع نجم الدين الفاضل والتي تقول :
= ليالي الأنس لذاذ بالحيل..
= رتوع الساحة الخاتية رحيل..
= يا ود باقير ما قلت خبير..
= وين السلمة ودرب البير ..
* وقد كان ود باقير خبير بدروب ومسالك البطانة ..
* أما (البلوم) وهذا لقبه الذي حل محل اسمه الحقيقي فقد جاء ذكره في الأغنية الشعبية الشهيرة التي بعثها من جديد الفنان الشاب حسين الصادق:
= ثلاثة نيسانات ..
= شايلات خدار ماشات ..
= يا حليل البلوم ..
* وقد عرف (صابر جيرا) في الولاية الشمالية كسائق لوري نيسان ماهر وحريف ورسول محبة عبر الوديان والوهاد فتغنوا له :
= الليلة يا صابر جيرا ..
= سرعة النيسان كملا..
* اللوري دخل السودان عام ١٩١٨ م كما ورد في كتاب (حياتي) لبابكر بدري وقال أن الجنود والضباط جاءوا على ظهر هذه الشاحنة التي تسمى (Lorry) بالانجليزي وعربها السودانيين إلى لوري ..
* وكان أول اللواري التي دخلت السودان هو (بدفورد) نسبة إلى شركة “بدفورد فايكلس ” التي أنتجت أول لوري عام ١٩٣١م.
* من أشهر أنواع اللواري بدفورد الذي يطلق عليه السودانيين السفنجة وتيمس وأوستن وكلها إنجليزية ودخلت أخيراً أنواع أخرى مثل النيسان والهينو وهي صناعة يابانية ..
* رغم تنوع مواعين النقل وكبر حجمها إلا أن اللوري لازال يحتل مكانه في وجدان السودانيين وكما قال الفنان البجاوي آدم شاش :
= يا اللوري عليك الرسول بوري .