صدمة فوردو.. من هناك انتهوا ومن هنا نبدأ..

ولألوان كلمة
حسين خوجلي
صدمة فوردو.. من هناك انتهوا ومن هنا نبدأ..
(1)
شكراً ترامب على تدشينك لقنبلة كربلاء الذرية التي انتظرتها قوى الخير والسلام طويلاً من طنجا إلى جاكارتا.
شكراً ترامب لليقظة التاريخية التي أهديتها للشعب الإيراني المسلم وهو يستعيد أمجاد القادسية المنعطف والشموخ.
شكراً ترامب وأنت تؤذن لأحفاد الخميني وهم يلوحون له شرفاً وعزة (باقٍ وأعمار الطغاة قصارُ) وينشدون لطهران الشامخة:
إن كان مجدِك يال ثارات الحسين
وسهل عشقك كربلاء
فأنا العريق على فداك
وأنا الحريصُ على الولاء
وأنا التسامي في دروب الوجد
أشتاق الفداء
فالموت في تبريز أو طهران
بعض الحب.. بعض العشق .. بعض الكبرياء
– شكراً ترامب وقد جعلت كل مساجد العالم تبدأ صلاة الفجر بالآية الكريمة قال تعالى ۞يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ (51) فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمۡ يَقُولُونَ نَخۡشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٞۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأۡتِيَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرٖ مِّنۡ عِندِهِۦ فَيُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ نَٰدِمِينَ (52)وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَهَٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ أَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُواْ خَٰسِرِينَ (53) يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُبِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُوَٰسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُوَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ (55) وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ (56)
(2)
* حتى لا يظن اليهود أن موسى لهم وحدهم فالقرآن وثق له كما لم يوثق لنبي.. ومن فضل المصطفى صلى الله عليه وسلم عليهم أنه كان الأخير ورغم ذلك فقد صلى بهم في السماء في حديث الاسراء والمعراج.. ومن لطائف موسى عليه السلام أنه قال يوماً يا إلهي أي منازل الجنة أحب إليك؟ قال: حظيرة القدس. قال: ومن يسكنها؟ قال: أصحاب المصائب، قال: يا رب من هم؟ قال: الذين إذا ابتليتهم صبروا وإذا أنعمت عليهم شكروا وإذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون.
(3)
* سألت يوماً الراحل شيخ الطاهر الطيب بدر الخليفة المجاهد العالم، عن مناسبة حديث لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، فأغمض عينيه هنيهة ثم قال بطريقة المحققين، قال ابن العماد المحقق سبب هذا الحديث أن رجلاً ضربه بالسيف فأخطأه، فقال كنت مازحاً، ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم فأخطأه فقال كنت مازحاً، فقتله النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين. ومنها أخذ السودانيون (يا زول أوعك تلعب بالنار) إلى أن جاء زمان أصبحت النار ووقف أطلاق النار ومكر الصهيوني يلعبون بالناس في كل الملل والنِحل.
(4)
* كيف إذا عادت العواصم إلى الجماهير وعاد النفط إلى الأحرار وعادت الأسلحة للجيوش القصية وعادت العروش إلى ضفاف الحريات والشورى وأهل الحل والعقد والعلم والإيمان؟.
كيف إذا عادت الملايين إلى محمد واسلام الشورى والحريات؟ يومها لن يكون الحلم بتحرير فلسطين ولا كسر شوكة أمريكا التي أثبتت كل التجارب والمنعطفات الماثلة أنها لا تملك مفتاحاً للحل بل أنها طرف أصيل في المشكلة والمؤامرة وفوق ذلك فهي لا تملك مشروعاً أخلاقياً في السياسة يحترمه شعبها فكيف بالآخرين غير هذه الشعارات الكواذب والمعايير والأحكام المزدوجة؟
إن هذا هو زمان الحلم الأكبر بعد هذه الزلزلة التي تعقبها بشارة المشيئة بأن ميراث الأرض أبداً للمتقين.
يومها سيكون الحلم اليقيني عودة الأمة الشاهدة لا النجم الساطع ولا الإمام المنتظر ولا مبعوث العناية الإلهية والسيوبر مان، نعم الأمة الشاهدة التي تملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً. وهو وعد الانتظار له والانتظار به يكسب الأنفس الغاضبة والحائرة بعداً من الرضى والطمأنينة والإيمان المحض.
وإذا كانت هناك نصيحة أخيرة تقال لا تحسبوا أن الذي حدث البارحة في فوردو من تفجير أمريكي غادر هو شر لكم بل هو خير إن وعيتم الدرس وعدتم زرافات ووحدان للمحجة البيضاء ليلها كنهارها تلك التي أوصاكم بها المصطفى صلى الله عليه وسلم وليس بعد وصية المصطفى من وصية ونصيحته من نصيحة.