
الحاج الشكري يكتب: هل يقبل مناوي وجبريل بالخيانة والارتزاق؟
نقطة وسطر جديد
الحاج الشكري
هل يقبل مناوي وجبريل بالخيانة والارتزاق؟
من باب الإنصاف لابد أن نقول أن غضبة السيد مني أركو مناوي في اليومين الماضيين كانت على حق لأن تسريب تصريحات غير رسمية وتمت بعفوية في اجتماع مغلق إلى الفضاء العام بما فيه من اعداء للوطن اعتقد ان في ذلك جريمة يجب أن يحاسب فاعلها خاصة ونحن في حالة حرب ليكون عبرة للآخرين.
انني أدعو جميع القوى السياسية والمجتمعية وكل قوى المجتمع الحية دون استثناء لتفويت الفرصة على المتربصين وأعداء الوطن والطامعين والحاسدين أدعوهم جميعا للالتفاف حول معركة الكرامة حتى القضاء على آخر جنجويدي في الضعين وخور برنقا فكلها أراضي سودانية مغتصبة في يد المرتزقة واللصوص وتهم أهل همشكوريب والبطانة وبربر بقدر ما تهم أهل الجنينة وكادقلي والدبيبات.
نعم إنني أدعو الجميع ولكن أخص بالتحديد قادة الحركات المسلحة السادة مني أركو مناوي ود. جبريل ابراهيم ومصطفى تمبور وبقية الإخوة الكرام فمن حقكم المشاركة في سلطة بلادكم وفي هذا ليس منة أو منحة من احد فهذه بلادكم وانتم اسيادها ولكم في حمايتها والدفاع عنها عرق ودم ولكن ليس كل مايتمناه المرء يدركه والذي تريده كله تفقده كله ولهذا عليكم القبول بالحل الوسط وبتنفيذ رغبة رئيس الوزراء والذي نأمل ايضا أن يكون حله وسطا. ودعوتي لكم بالنزول لرغبة رئيس الوزراء ليس تحيزا له ولكنه هو الرجل المسؤول الأول عن نجاح وفشل المرحلة القادمة.
هؤلاء الإخوة الكرام اذا تنازلوا للحل الوسط سنحافظ على وطننا جميعا وبعدها لايحق لأحد أن يتهم هذه الحركات بالسلبية والتمرد والسعي للسلطة بأي ثمن حتى على أشلاء الوطن وغيرها من التهم التي لم تعد تقنع الشعب السوداني خاصة بعد خروج هذه الحركات من دائرة الحياد والانخراط في معركة الكرامة بكل قواتها وقدمت في سبيل ذلك المهج والأرواح الأمر الذي يحتم على رئيس الوزراء أن يحترمها ويتوصل معها لحل وسط يرضي كل اهل السودان ويغيظ الأعداء والعملاء الذين يتمنون توسيع دائرة الخلاف ليتحقق لهم مرادهم بالسيطرة على هذه البلاد العزيزة. ثم يجلسوا بعدها على جثثنا وسبي نسائنا واسترقاق ابنائنا ولكن هذا ما لايرضاه قادة الحركات ولم ولن يتحقق إلا ونحن ونسائنا وابنائنا تحت التراب.
انني اجدد الدعوة الف مرة ومرة لقادة الحركات المسلحة اجددها ليس باسم السياسيين لان أكثرهم منافقين وغير صادقين ولكن أقدمها لهم باسم الملايين الذين شردتهم المليشيا وباسم الالاف الذين سحقتهم ونهبتهم واغتصبت حرائرهم باسم الزملاء وباسم كل طبقات المجتمع المختلفة باسم الغبش البسطاء المسحوقين في مراكز الإيواء وهوامش الأسواق باسهم جميعا ادعو قادة الحركات ان يفوتوا الفرصة على اعداء الوطن والتي من المؤكد ان استخباراتهم في هذا الظرف تحاول أن تمد يدها ومالها لإشعال الحريق من تحت اقدامنا فهل يقبل مني وجبريل بالخيانة والارتزاق بعد مواقفهم الوطنية المشرفة؟ لا والف لا لن يقبلوا بذلك لما لمسناه منهم من مواقف وطنية ورجالة سودانية في اللحظات التي سبقت تمرد اولاد دقلو. فهولاء القادة للأمانة والتاريخ كان موقفهم مناقض تماما لموقف الخونة والعملاء ولم يغريهم المال الإماراتي ولم يخيفهم اليانكي الأمريكي ولهذا ظننا فيهم جميلاً بأن يكونوا أكثر من الآخرين حرصا على جمع الصف الوطني وان يبقوا الرماة فوق الجبل فالمعركة لم تنتهي بعد والغنائم لم يحن وقت تقسيمها وان فعلوا ذلك سيرتكبوا خيانة تاريخية سيعاقبهم رب الكون كما عاقب من هم أفضل واطهر منهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما خالفوا تعليمات رسول الله صلى الله عليه وسلم وغادروا الجبل بحثا عن الغنائم قبل أن تنتهي المعركة فكانت النتيجة المعروفة للجميع وما حدثت مثل هذه المواقف إلا ليستفاد منها عبر التاريخ.
لابد من تكوين لجنة من حكماء ووطنيين ومشهود لهم بالنزاهة والقبول لحل هذا الخلاف وستنجح بإذن الله تعالى خاصة ونحن في السودان أهل جودية وامة وسطية لهذا دائما الحل الوسط هو نهج الجودية ولكن إذا خرج احد الأطراف عن الوسطية ورغبة الجودية يكون هو الشخص الباغي والظالم الذي يجب محاربته بأمر الله تعالى ورسوله الكريم.
ان كل القوى السياسية والحركات المسلحة التي تتنازل عن رغبتها اوتقلل من شهوتها في السلطة من أجل وحدة الصف الوطني في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ بلادنا يجب أن تسجل في قائمة الشرف والتي من المؤكد سيحترمها هذا الشعب إلى الأبد وظننا جميل في قادة الحركات ان لا يخرجوا أنفسهم من هذه القائمة الوطنية التاريخية ونأمل ان لا يخذوا هذا الوطن العظيم فإنه يتطلع اليهم.