الحرب الإيرانية الإسرائيلية .. المالآت على الشرق الأوسط وأمن البحر الأحمر

الرئيس الأمريكي أعلن نهاية حرب الـ (12) يومًا ولكن …
الحرب الإيرانية الإسرائيلية .. المالآت على الشرق الأوسط وأمن البحر الأحمر
تقرير: مجدي العجب
المتتبع للحرب الإيرانية الإسرائيلية منذ أن بدأت وحتى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توقفها خلال ساعات، نجد أن إسرائيل بادرت بالهجوم على إيران بل وضربت كثير من المنشآت واغتالت بعض من قيادات الصف الأول العسكرية، الأمر الذي أجبر إيران على الرد بعنف. والمخيف في الأمر كله أن الحرب الإيرانية الإسرائيلية في طريقها للتمدد أكثر وربما تصبح نارًا تحرق كل الشرق الأوسط، خاصة وأن إيران بدأت تضرب القواعد الأمريكية في المنطقة بحسابات أن أمريكا هي رأس الحية فإن ضرب إيران للقواعد الأمريكية في العراق وقطر برغم أن قطر إحدى حلفاء المحور الإيراني يجعل القراءة للمآلات أكثر تعقيدًا. وقد لا تتوقف إيران عند قطر والعراق وربما تزحف نحو القواعد الأخرى في المنطقة وعندها قد تجد إسرائيل المدعومة أمريكيًا ضالتها أيضًا وتذهب في طريق توسعة دائرة الحرب وهذا أمر تبحث عنه دولة الكيان الصهيوني منذ عشرات السنين.
+ السودان تحت نظر إسرائيل
ويعتبر السودان من الدول التي ترمي عليها إسرائيل عينيها، وبالوقائع نجدها قد ساهمت كثيرًا في إشعال الحروب في السودان منذ حرب الجنوب مرورًا بحرب دارفور وحتى تمرد حميدتي الأخير ومحاولته لإبتلاع الدولة السودانية وهو السيناريو الذي ساهمت فيه تل أبيب ولكنه فشل بحسابات كثيرة. لذلك يصبح تهديد أمن البحر الأحمر أمرًا واردًا إن لم تقف الحرب هذه، لأن إسرائيل تنظر لمعظم دول البحر الأحمر كأعداء، لذا كل السيناريوهات واردة بالإضافة إلى أن معظم المحللين يرون أن إسرائيل لن تلتزم إذا ذهب سيناريو التفاوض إلى وقف الحرب الآن لأنها لم تلب طموحاتها التي أشعلت من أجلها الحرب.
+ لم تفلح إسرائيل
ويقول مستشار حملة سودان المستقبل عادل عبدالعاطي: إسرائيل حققت اثنين من أهدافها الرئيسية من الحرب وهو ضرب أو تعطيل البرنامج النووي الإيراني وضرب البرنامج الصاروخي الإيراني، وقد تم إحداث خسائر هائلة بالبرنامجين، ويحتاج اعادة بناءهما لما لا يقل عن ٢٠ عامًا واستثمارات بعشرات أو مئات مليارات الدولارات. وأضاف عبد العاطي في حديث لـ (ألوان): لم تفلح إسرائيل في الإطاحة بالنظام الإيراني وهو هدفها الثالث. مشيرًا إلى أن إسرائيل لن تلتزم بوقف اطلاق النار وستواصل العمليات ضد أهداف عسكرية وكوادر في النظام الإيراني ترى أنها لا تزال تشكل عليها خطورة أو لم تستطع ضربها خلال الفترة السابقة. وفي رده على سؤال ماذا يعني استهداف قطر والكويت وتحذير العراق من إنشاء قواعد عسكرية قال عبد العاطي : استهداف قطر كان جزءً من سيناريو لحفظ ماء الوجه للنظام الإيراني أمام شعبه وجمهوره الخارجي. والهجوم تم اعتراضه ولم يحدث أي أضرار . أما العراق فهي في وضع صعب حيث هناك قوى شعبية وحزبية بل ومسلحة كثيرة موالية لإيران ولكنه لا يستطيع دعمها مباشرة لذلك يكتفي بهذه التصريحات والاحتجاجات على انتهاك مجاله الجوي. وذهب عادل في حديثه قائلًا: أي قاعدة أجنبية في السودان على البحر الأحمر تشكل خطرًا على الأمن القومي السوداني، لأنها تدخله في صراعات المحاور والاستقطابات، فوق أنها تخرق إتفاق الرياض للدول المطلة على البحر الأحمر والذي يمنع قيام مثل هذه القواعد الأجنبية. ونبه على السودان أن يلغي أي اتفاق في هذا الإطار ويقلص إن لم يقطع علاقته كلية بإيران، لأن الفترة القادمة ستشهد استهداف حلفاء إيران في المنطقة (الحوثي، حزب الله، الحشد الشعبي، الخ).
+ الشرق الأوسط لن يهدأ
وفي قراءته لما يحدث في الشرق الأوسط أشار عادل عبد العاطي إلى أن الشرق الأوسط لن يهدأ في ظل وجود هذه الحكومة اليمينية في إسرائيل والتي تحظى بدعم كامل من الولايات المتحدة وبسكوت أغلب العالم والتي تمارس الحرب للإستمرار في السلطة ولتحقيق أهدافها الإستراتيجية في إضعاف كل جيرانها. وعلينا في السودان أن ننحني للعاصفة ونبتعد عن التمحور ونبذل كل الجهود لإنهاء التمرد، ومن ثم بناء الوطن وفقاً لمباديء عدم الإنحياز والتعاون مع كل الكتل الدولية وخصوصًا دول الجنوب الكبير (الصين، الهند، البرازيل، الأرجنتين، أفريقيا) لإعادة البناء والتعمير.
+ عناوين مختلفة
وتعليقًا على هذه الأحداث والتطورات قال الصحافي والمحلل السياسي عاصم البلال الطيب: تحبس الحرب الإسرائيلية الأمريكية المشتركة ضد إيران أنفاس العالم وقد بلغت إستهداف قواعد أمريكية فى الأراضي القطرية، ولن يريح الأنفاس تصريحًا لترامب عن مجريات الحرب يوحي بالتوقف، ذلك أن استمرار الحرب وتجددها ولو متقطعة مرة وكل حين هو الأقرب. وأضاف البلال في حديث لـ (ألوان): التداعيات تنسحب على الدنيا والعالمين إزاء فوضى تضرب بأطنابها فى عالم يحكمه متهورون، ولم يستبعد تأثيرات الحرب الإيرانية الإسرائيلية على السودان حيث قال السودان ليس استثناء من تداعيات الحرب الإسرائيلية الأمريكية الإيرانية وضررها يحيق بالكل وقطعًا سيفاقم من مخاطر الحرب على السودان ودومًا الأصابع تشير بالإتهام لإسرائيل لدى كل إستهداف ضد السودان. وأشار بأنه سبق للصهاينة أن قاموا بضرب العمق السوداني في بورتسودان في أحداث معلومة ، واستمرار الحرب الثلاثية والشرسة حال استمرارها لرباعية وخماسية وووو … سيحدث فوضى عارمة تتدفق معها الأسلحة يمنة ويسرى وبحرًا وبرًا وجوًا، وتتيح أجواء مثالية للحركات المسلحة غير النظامية بكل تسمياتها وتصنيفاتها لتعيث فى الأرض كما تشاء، والسودان حتى في حالة السلم مهدد بغير ما خطر فما البال والحال حرب، خلاصته ليس من حرب إيجابية على أطراف المواجهة المباشرة ولا غيرها في عالم الحرب فيه بلا اشتباك وبسواقط مجهولة ومثار جدل حتى حال الثبوت..
وزاد الاستهداف الإسرائيلى محتمل لكل الدول بمساندة أمريكا وتبقى دول القواعد العسكرية للقوى العظمى هدفًا مباشرًا لإيران وغيرها وهذه رسالة عن خطر وجودها فى الدول المستضعفة عنوة والمطالبة بتضافر الجهود حال استتب أمرها لبناء قواعدها دفاعًا عن النفس وهذا ما يستلزم تغييرًا فى النظام العالمي السائد منذ الأربعينات تحت عناوين مختلفة.
إذاً هنالك قراءة أخرى ومن المحتمل أو على الأرجح هي الأقرب بحيث أن إيران مكرهة على خوض هذه الحرب لأنها تدرك تمامًا مالآتها على المنطقة أو ربما أنها أمام خصم كان في الاستعداد للحرب قبل عشرات السنين لذلك نرى أن إيران مررت كثير من التصريحات الدبلوماسية التى تخاطب بها الولايات المتحدة الأمريكية وهي تخوض الحرب ولكن عينها على التفاوض.