فنجان جبنة في شمالو

كتب: محرر ألوان
فنجان جبنة في شمالو
قال الشاهد:
الكثير من عواصم الدنيا في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا القصوى وأوربا وأمريكا رغم ثرائها وجبروتها وأمريكا الجنوبية وأستراليا.
كل هذه البلدان تعج بالحروب والأزمات والجرائم والتعديات على حقوق الإنسان وأمن البشر، بلدان تصادم البيئة والمناخ والطبيعة وما عليها من ناس ودواب، والسودان بطبيعة الحال ليس إستثناء من ذلك.
حيثما تجولت الكاميرا فلن تقع أعينها السحرية إلا على مشاهد الحزن والأسف والهجرة والجوع والدمار وكل آثام الحرب بعد النكبة التاريخية التي تعرضت لها هذه البلاد المتواضعة والموطأة الأكناف للناس والآخرين، وقد نال هذا الشعب من هذه المأساة ما لا يستحقه وما لم يكن يتوقعه..
نعم إن السودان في مأساته يطابق مآسي الآخرين وقع الحافر بالحافر، ودائماً يتساءل المراقبون: ترى هل بقي للكاميرا السودانية من لقطة فارقة لا نشابه فيها الآخرون؟؟ ..
ومن اللقطات المثيرة للإنتباه والإشادة، لقطة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، حيث جلس في ركن قصي في مقهى شعبي ببورتسودان يحتسي فنجان قهوة وسط حماية المواطنين بلا ضجة ولا طوارئ ولا صافرات إنذار ولا جنود.
إن هذا المنظر يشابه الرئيس في شجاعته وجرأته المعهودة، ويشبه هذا الشعب في تلقائيته ونبله وسلامه رغم تهديد الحرب وخيانة المسيرات ..
إنه مشهد عجيب لم يمارسه ولن يمارسه رئيس في أي بلد آخر، وبمثل هذه القيم سوف ينهض السودان القادم الجديد.
ليت صاحب المقهى أدار في تلك اللحظة مسجله العتيق وانطلقت أغنية الشرق الحبيبة (فنجان جبنة في شمالو يساوي الدنيا بي حالو).