بروفايل .. الشاعر محمد المهدي المجذوب

بروفايل
الشاعر محمد المهدي المجذوب
بقلم: صلاح الدين عبد الحفيظ
بالدامر وفي العام 1919 وداخل أسرة عرفت بالصلاح والتقوى ودراسة وتدريس العلوم الدينية ولد الشاعر الفذ محمد المهدي المجذوب لوالده المعلم والشاعر والفقيه.
داخل هذا البيت تشرب المجذوب روح الأصالة والمعاصرة علمًا دينيًا وعلمًا معاصرًا، فكان للقرآن الكريم دارس وقارئ لمعانيه وبل حافظًا لأجزاء منه داخل خلوة جده الشيخ جلال الدين.
إلتحق بالتعليم النظامي بالدامر التي انطلق منها نحو مجد شعري شاهق في معناه ومحتواه وبل ريادته للشعر الحديث في زمان غلب على شعراء السودان كتابة الشعر التقليدي.
إلتحق بكلية غردون التذكارية في مجموعة كان من حظها أن افتتحت المدارس العليا داخلها أثناء دراسته بها فتخصص في المحاسبة والأرقام المالية .
حين تخرجه من الكلية في العام 1940 عمل محاسبًا بجبال النوبة والأبيض ومنها إلى جنوب السودان فاحتشدت قصائده بصور الطبيعة بتلك المناطق . اشتهر بمعاني شعره الضاجة بالتصاوير الحياتية ومنها (بائعة الكسرة، ليلة الصحاب، نزهة، نهار المتعبين) وهي قصائد تصور معاناة الإنسان السوداني في سعيه لرزقه .
انضم لتجمعات المثقفين في العاصمة فكان عضوًا وسكرتيرًا للندوة الأدبية بأمدرمان وداخل المجلس القومي للثقافة والفنون.
كتب مقالات في النقد الأدبي بمجلات مثل الاذاعة هنا أمدرمان ومجلة الشباب والرياضة ومجلتي لوتس والآداب البيروتية .
رغمًا عن عمله كمحاسب بدوواين الدولة إلا أن روح الآداب والشعر كانت غالبة على حياته ويظهر ذلك في حياته التي كرسها للشعر والكتابة عنه.
صدرت له خمسة دواوين شعرية (الشرافة والهجرة، نار المجاذيب، نار ودخان، الأعمال الكاملة، ليالي).
قضى عشرون عامًا من حياته العملية محاسبًا بوزارة الخارجية وهي الوظيفة التي أتاحت له صداقات واسعة مع الدبلوماسيين ونجوم المجتمع . في مارس 1982 رحل الشاعر العظيم تاركًا إرثًا شعريًا باقيًا