زيارات البرهان الخارجية .. رسائل في بريد العالم

زيارات البرهان الخارجية .. رسائل في بريد العالم

تقرير: مجدي العجب
وضح جليًا من خلال الخطاب الذي قدمه رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان خلال مؤتمر التنمية بأسبانيا، والإشارات القوية التى دعا فيها لإصلاح المؤسسات الدولية، فقد وضحت وبانت نجاحات هذه الزيارة، فقد استطاع رئيس مجلس السيادة أن يرسل رسائله للعالم من خلال مؤتمر جامع بعد أن شاهد العالم كله الظلم الذي وقع على السودان حيث استخدمت دول اقليمية ودولية مليشيا حاولت الاستيلاء على السلطة وبعد فشلها دمرت البنى التحتية للدولة. لذلك يمكن أن نقرأ نجاح الزيارة من خلال الخطاب المتماسك الذي قدمه رئيس مجلس السيادة خلال المؤتمر .

 

+ زيارة مصر

الأمر الآخر من حراك البرهان الخارجي والذي يتطلب تسليط الضوء عليه هو الزيارة التي قام بها لمصر في طريق عودته من أسبانيا، ولقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الاول بمدينة العلمين ومناقشة القضايا المشتركة بين البلدين. وبين مصر والسودان تظل الهموم مشتركة خاصة في ما يتعلق بالأمن القومي لكلا البلدين بعد سيطرة مليشيا الدعم السريع على منطقة المثلث الحدودية وهي نقطة ارتكاز مشتركة تظل همًا مشتركًا للبلدين الشقيقين.

+ مشروعية الحكومة والدولة

ووصف الصحافي والمحلل السياسي أحمد عمر خوجلي مشاركة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في مؤتمر تمويل التنمية بأسبانيا بالمهمة. مضيفًا في تصريحه لـ (ألوان) بأن الزيارة لها فوائد مهمة، أولها التأكيد على مشروعية الحكومة الحالية والتعامل الدولي معها خصوصًا في ظل أوضاع العدوان الحالية والحملة التي يتعرض لها السودان الآن. وزاد: الدعوة الأسبانية مهمة وتمثل اختراقًا للدبلوماسية السودانية للإتحاد الأوربي وفتح مجالات التعامل مع دولة مهمة تعتمد على التنمية ولها موقف واضح من الصرف على الحرب كما حدث في اجتماع النيتو الأخير، فقد كانت الرافض الوحيد لإقرار رفع معدل الصرف على الإنتاج الحربي لخمسة في المائة من الدخل القومي. وأضاف أحمد: كما أن مشاركة وفد السودان برئاسة الفريق البرهان له فوائد أخرى من الحصول على فرص الفعالية وما يمكن أن يتحصل عليه السودان من فوائد اقتصادية، يمكن أن تضاف إلى الجهود الدولية والإقليمية الساعية لتقديم الدعم والسند للسودان والسودانيين والبحث عن سبل إعادة إعمار البلاد بعد عدوان المليشيا والتدمير الكبير الذي طال البنية التحتية.

+ لقاء البرهان والسيسي

 

وفي ما يتعلق بلقاء البرهان والسيسي قال أحمد خوجلي أن لقاء الرئيسين السوداني والمصري فوائده لا تنفصل عما جرى في أسبانيا وإن كان بالنسبة لمصر هو تأكيد الوقوف إلى جانب السودان ودعم الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لاستعادة السلام والاستقرار. وأن الرئيس السيسي قد أكد خلال اللقاء على ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة السودان وسيادته وأمنه وتكثيف المساعي الرامية إلى تقديم الدعم والمساندة للشعب السوداني في ظل ما يعانيه من ظروف إنسانية قاسية جراء النزاع الدائر. وأشار خوجلي إلى أن من أبرز مخرجات اللقاء بين الرئيس المصري ورئيس مجلس السيادة هو التأكيد على تطابق رؤى البلدين إزاء الأولويات المتعلقة بالأمن القومي وحرصهما على مواصلة التنسيق والعمل المشترك لحماية الأمن المائي ورفض الإجراءات الأحادية في حوض النيل الأزرق مع التأكيد على ضرورة احترام قواعد القانون الدولي. وتأتي أهمية الملف المائي بأنه يقود إلى تمسك مصر بالوقوف إلى جانب الحكومة السودانية والدولة حفاظًا على المصالح الاستراتيجية المشتركة.

 

+ الإصلاحات الدولية

 

ويقول الأكاديمي والمحلل السياسي دكتور محمد تورشين أن مشاركة السيد عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في ملتقى التنمية هي مشاركة مهمة جدًا ورمزية. وأضاف في حديث لـ (ألوان) أن الخطاب الذي قدمه يعتبر خطابًا مهمًا جدًا حيث سلط فيه الضوء على كثير من القضايا وضرورة أن تتم معالجة واصلاحات لكل المؤسسات الدولية حتى يكون للدول النامية، أو كما سماها بدول الجنوب للإستفادة من هذه الإصلاحات باعتبار أن النظام الدولي الآن مختل وفيه عدد من الإشكالات التي لا تسمح بشكل جذري للإستفادة من الإمكانيات. وأضاف تورشين أن حديث البرهان بشكل مباشر عن الدعوة التي قدمت له، لذلك كان خطابًا مهمًا قدم فيه رئيس مجلس السيادة مرافعات مهمة جدًا وفيما يتعلق بلقاء رئيس مجلس السيادة بالرئيس المصري السيسي قال تورشين: هو لقاء مهم ولكن لا أعتقد بأي حال من الأحوال أن تشارك مصر أو تكون فاعلة في هذا الأمر. مشيرًا إلى أن هنالك بعض الجهات قدمت لها ضمانات بأن لا يمس الأمن المصري بأي حال من الأحوال في المثلث الحدودي. وأستدرك قائلًا: لكن مصر لا تتهاون في أمنها المصري ولن تسمح لأحد أن يعبث به.
وفي تقدير بعض المحللين والمراقبين السياسيين فإن زيارة أسبانيا تعد أحد أهم الزيارات الخارجية والتي ثبتت أمر مشروعية الدولة السودانية ولم تكن زيارة عابرة، بل فيها منافع للعباد والبلاد .