تأسيس .. تحالف القتلة

تأسيس .. تحالف القتلة
تقرير: مجدي العجب
أعلن أمس الأول ما يسمى ما يسمى بـ (تحالف السودان التأسيسي) المشار إليه اختصارًا بـ (تأسيس) إجازة نظامه الأساسي وتشكيل هيئة قيادية من 31 عضوًا على رأسها قائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو، ورئيس الحركة الشعبية شمال عبدالعزيز الحلو نائبًا له. فالأمر الذي يؤكد أن هذا التحالف هو عبارة عن إحدى أدوات الكفيل الإقليمي فقد جمع الأضداد والمتناقضات في حفرة واحدة، بيد أن الأمر برمته لا يعدو أن يكون سوى إحدى محاولات الزعزعة للدولة والشعب السوداني كذلك. ولكن الشاهد الذي يؤكد أن هذا الجسم الحديث والخبيث يحمل بذرة فنائه داخله بحيث أنه يحاول أن يجمع بين المشرق والمغرب في تحالف بدأ هشًا في فكرته وتماسكه ومشروعه الفكري والسياسي. هذا إذا سلمنا جدلًا بأن لمليشيات الجنجويد مشروع سياسي أو فكري غير قتل وسحل وتشريد الشعب السوداني، كما زعم قائد الدعم السريع الذي يترنح حتى في قراءة إسمه.
+ خيط العنكبوت
وما بين العلمانية المشروع الذي يرفعه رئيس الحركة الشعبية شمال عبدالعزيز الحلو وكثرة حديث قائد المليشيا عن الدين الإسلامي أو مشروع العدالة الإسلامية يصبح الحلو بعيدًا عن أشواق جبال النوبة. وبالتالي فإن الدين في غرب السودان هو مصدر حياة الناس اليومية لذلك هذا التحالف سوف يرفضه مجتمع دارفور جملة وتفصيلًا .لذلك نجد أن الهدف لكلا الفريقين هو مختلف عن الآخر مما يثبت فشل الكفيل في هذا التخطيط بجمع تناقضات في كل شيء يحاول الربط بينهما بخيط العنكبوت.
+ زعماء الملايش
وتساءل المحلل السياسي أبو القاسم الزبير: كيف لزعماء الملايش وسماسرة المرتزقة المستجلبة أن يبنوا دولة وأن يحققوا أحلام وآمال الشعب السوداني في دولة العدالة والسلام والنهضة !!؟ ومضي الزبير في حديثه لـ (ألوان) قائلًا : لا يخفى على عاقل أن شلة التأسيس مخلب قط المستعمر ومعول المتآمر لهدم السودان شعباً ومؤسسات، وأنها ارتكبت في حق الشعب ما لم يخطر على بال، واليوم تخرج علينا هذه الشُلة بلا حياء تحدث عن أسس العدالة وحفظ الحقوق . ثم يختم حديثه بأن هذه المحاولات البائسة ستذهب بأصحابها إلى غياهب النسيان ومزالق الخزلان قريباً بإذن الله.
+ جلبة لا قيمة لها
ويقول الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور محي الدين محمد محى الدين بأن تأسيس نفسها تعتقد أن كل ذلك لا قيمة سياسية له، خاصة بعد الهزائم التي تلقتها مليشيا الدعم السريع وأذرعها الساسية في الآونة الأخيرة. وهي تحاول أن تقول للعالم نحن هنا ويضيف محي الدين في حديث لـ (ألوان): الكفيل نفسه قد يدرك أن هذه الجلبة لا قيمة لها ولكن بعد فوات الأوان علمًا بأن ما يهم الكفيل هو السيطرة على بعض الموارد في دارفور لذلك لا يهمه خسارة هذه الملايش للشعب السوداني. وزاد برغم الجلبة التى حدثت ولكن تحالف الجنجويد والحركة الشعبية وحتى الذراع السياسي لهذا التحالف وضح جليًا أنه جسم غير متماسك. أما شتات السياسيين الذين يتقدمون التحالف فهم أصلًا مجموعات منتحرة سياسيًا ولا مبدأ لها تستند عليه. وذهب دكتور محي الدين في حديثه لنا قائلاً: استمعت لخطاب الناطق الرسمي لتأسيس وهو يعلن عن الهيكلة فلاحظت الاضطراب الواضح في الحديث، فواضح أن هنالك خلافات كبيرة لم يتم تجاوزها ولا تخفى على أحد. وختم حديثه بأن تولي محمد حمدان دقلو رئاسة التحالف فهذا يعني الخسارة منذ البداية فهو قائد المليشيات التى أصبحت مكروهة ومنبوذة عند الشعب السوداني لما ارتكبته من جرائم القتل والسحل والاغتصاب والتشريد في حق الشعب. إذًا الأمر كله يتعلق بالكفيل ويريد الكفيل أن يرسل رسائله أن هو موجود .
ومن ذات المنطلق يصبح تحالف تأسيس بعيد عن الشعب السوداني وأشواقه، بل ينظر إليه بأنه أشبه بالجيفة ولا يمكن أن يكن له مستقبل سياسي أو اجتماعي، وربما في القريب العاجل يتشظى ويتشتت لغياب الفكرة والمشروع والمشروعية، وإن غدًا لناظره قريب.