د. عمر كابو يكتب: النفط السوداني مثالًا في التجرد

ويبقى الود

د. عمر كابو

النفط السوداني مثالًا في التجرد

** قصة استخراج النفط السوداني والمطبات والعراقيل التي وضعت أمامه للحيلولة دون استخراجه والتنقيب عنه قصة مشوقة يجب أن تروى للأجيال..
** قصة تكشف معدن الإنسان السوداني الذي وما به من تصميم وإرادة واصرار لو تطلع للثريا لنالها..
** أما العراقيل فقد تمثلت في توفير المال الكافي لاستيراد المعدات اللازمة للتنقيب والتشغيل والصيانة..
** ولأن الخزانة العامة للدولة كانت فارغة من عبث حقبة (حكومة الطائفية) وتلاعبها بالمال العام لم يكن أمام حكومة الإنقاذ بد في سنواتها الأولى غير أن تطلب العون من بعض رموز الإسلاميين فتدافعوا في إيثار عجيب للتبرع بكل ما لهم من مال مدخر كان كافيًا لتوفير المطلوب..
** وبذلك استطاعت حل مشكلة المال من جيوب (رموزالحركة الإسلامية) بعد أن رفضت رموز الأحزاب والقوى السياسية والاقتصادية دعم حكومة الإنقاذ بل عمدوا إلي خصومتها في شراسة طاغية..
** ثم كانت المشكلة الثانية هي كيفية استيراد معدات وأصول وآليات التنقيب عن البترول وهي لعمري معضلة كبرى في تلك الفترة..
** حيث تم فرض حصار اقتصادي قاسٍ عليها جعلت كل دولة تسهم في مد يد المساعدة والتعاون مجرمة في نظر (الإمبريالية الأمريكية)..
**هنا تفتقت عبقرية القيادة السياسية الرشيدة للإسلاميين استغلالًا وتوظيفًا رائعًا لعلاقاتهم الخارجية حيث تم شراء وشحن كل المطلوب لتلك العمليات من أمريكا عن طريق بعض أصدقاء الحركة الإسلامية ومن ثم تم شحنها نقلًا لدول صديقة حتى وصلت ميناء بورتسودان في سرية تامة لتكتشف الإدارة الأمريكية أنه قد مورس عليها لعبة ذكاء خارق ومن يومها زادت حدة عداوتها للإسلاميين وجعلت منهم عدوها الأول بعد أن اكتشفت قوة شكيمتهم وصلابة معدنهم..
** ثم كانت المعضلة الأخيرة وهي اختيار كفاءة وطنية نشطة جادة ملتزمة ومتجردة فوقع الاختيار على دكتور عوض أحمد الجاز أعظم وزير سوداني منذ الاستقلال وحتى الآن..
** فقد واصل الرجل الليل بالنهار في الخلاء يعيش في تلك المناطق غير آبه بالمناخات المختلفة غلواء حر أو برودة طقس أو غزارة أمطار أو ثعابين سامة حتى سالت البترول شلالا غزيرًا لا يعرف التوقف بفضل احاطته الادارية والفنية الدقيقة..
** تذكرت ذلك والسيد وكيل وزارة النفط السوداني ـ (وأحد أبرز الذين عملوا منذ وقت طويل في وزارة النفط وخبر دروبها وعرف مكامن قوتها وضعفها) ـ يجتمع أمس الأول مع شركة هواوي الصينية..
** اجتماع دكتور محي الدين نعيم مع شركة هواوي الصينية جاء في وقت عصيب تحتاج البلاد فيه (لتكونقراط) مثله ليس له توجه سياسي مع ذكاء خارق وعزم أكيد لا يعرف الكسل يؤدي واجبه في حيوية وحركة دؤوبة بلا توقف..
** ولأن الرجل كان مديرًا للشؤون الإدارية لفترة طويلة في هذه الوزارة أكسبه ذلك حب وثقة الشركات الصينية الكبرى التي كانت تطمئن له وتثق في عهوده والوفاء بالتزماته..
** من هنا فقد نجح أول البارحة في اقناع شركة (هواوي الصينية) للقيام بتطوير أنظمة البيانات بقطاع النفط السوداني مع التزامها الكامل بتقديم عروض مناسبة لتشييد محطات الطاقة الشمسية بسعات كبيرة..
** هذه الخطوة ربما مثلت نهاية أزمة طاحنة ساهمت في عدم تمكن كثير من الأسر العودة إلى بيوتها ومساكنها انتظارًا لإعادة تشغيل التيار الكهربائي..
** مناسبة يجب التأكيد القاطع على أهمية تكليف الرجل وزيرا للنفط بعيدًا عن أي محاصصة أو موازنات خاصة وأنه لا التزام حزبي له معروف..
** مناشدة خالصة لوجهه الله تعالى أن تكليف محي الدين نعيم بأمر هذه الوزارة ملحة تفرضها مطلوبات المرحلة والحاجة العاجلة لاجراء أعمال الصيانة وابتكار حلول عملية عاجلة تضمن عودة الكهرباء إلي الخرطوم لإخراجها من ظلمتها غير المعهودة..
** أرجو أن تشق هذه المناشدة طريقها إلى قلب السيد رئيس مجلس الوزراء سعادة الدكتور كامل إدريس إن كان جادًا في تسريع خطوات معالجة الكهرباء..
** اللهم هل بلغت اللهم فاشهد..