حكومة الأمل .. كفاءات وتحديات

تعيين (3) وزراء جدد

حكومة الأمل .. كفاءات وتحديات

تقرير: مجدي العجب
ربما الواقع الذي تعيشه البلاد قد أجبر رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس أن يسير في طريق ترتيب بيته وتعيين طاقمه بخطوات بطيئة تفادياً للعثرات والمنعرجات. فالطريق لم يكن ولن يكن سهلًا وإنما يحتاج السير فيه أن يمهد الأرض ويختار السهل منه حتى يتمكن من العبور بسلام ويخرج بالبلاد إلى بر السلام الآمن. فالخطوات البطيئة لا تعني بأي حال من الأحوال التلكوء أو إطالة الأمر، ولكن الواقع يجعل من رئيس الوزراء يتفادى العجلة، فالأمر حساباته معقدة جدًا في ظل هذه الحرب التى شنتها مليشيات الجنجويد ودمرت فيها البنى التحتية. والذي يؤكد إدراك رئيس الوزراء للمشكل والتعقيدات جعله يبحث في سيرة الرجال عميقًا دون كلل أو ملل ويخرج بما ينفع الناس أو يأتي برجال قدر التحدى ولهم دراية بمآلات الحال والأحوال.

+ كفاءات

وأمس الأول أتى إدريس بـ (3) رجال من الكفاءات السودانية ذات السيرة الشهيرة في المحافل الدولية والإقليمية وإنتاج وفير من المعرفة كل في مجاله ليصل العدد إلى (5) وزراء تم تعيينهم حتى الآن في حكومة الأمل المرجوة. فبعد تعيين وزيري الداخلية والدفاع الأسبوع الماضي أصدر رئيس الوزراء د. كامل إدريس قرارًا بتعيين كل من دكتور المعز عمر بخيت وزيرًا للصحة. بالإضافة للبروفيسور عصمت قرشي عبدالله وزيرًا للزراعة والري والبروفيسور أحمد مضوي موسى وزيرًا للتعليم العالي والبحث العلمي .وبذلك يكون رئيس الوزراء قد وضع (5) وزارات في مسارها الصحيح وفي انتظار تعيين البقية حتى تكتمل الحكومة بـ (22) وزيرًا وفقًا لما هو معلن.

+ ركائز حيوية

ويقول الأكاديمي والمحلل السياسي دكتور حسن الشايب: أعتقد أن هذه الوزارات الثلاث تشكل الركائز الحيوية لأي مشروع وطني للنهوض وهي مفاصل ترتبط مباشرة بصحة الإنسان وبناء عقله وضمان أمنه الغذائي. ويضيف الشايب في حديث لـ (ألوان): في وزارة الصحة التحديات كبيرة للغاية في ظل واقع مأزوم يفرض الحاجة إلى رؤية متكاملة لبناء نظام صحي يلبي احتياجات انسان الغرب والشرق والجنوب والشمال والخروج من نمطية تركيز الخدمات الصحية في العاصمة. من وجهة نظري المنظومة الصحية تحتاج إلى تخطيط إستراتيجي كامل وليس قرارات وإعادة هيكلة قطاع الخدمات الطبية وفق أولويات المرحلة. وزاد في حديثه لنا: أما التعليم العالي والبحث العلمي فإن استنهاضه بات شرطاً ضرورياً للانتقال إلى دولة المعرفة والإنتاج وتحرير الجامعات من قبضة التسييس والجمود المؤسسي وأن تكون بمثابة العقل الاستراتيجي للدولة الذي تفكر وتخطط به عبر روافدها من مراكز البحث العلمي الذي لم يجد الاهتمام والانصاف في الحقب الماضية.

+ تأمين الأمن الغذائي

وبشأن وزارة الزراعة يقول حسن الشائب: وزارة الزراعة أعتبرها من أهم الوزارات لأن من أهم أهدافها تأمين الأمن الغذائي والزراعة هي مورد البلاد الحقيقي الذي لا ينضب. ولفت إلى أنه بسبب غياب الرؤية حدثت تقاطعات كثيرة في هذا الملف لعدم وجود خارطة طريق واضحة وأنها دائماً ما تكون ضحية لمحاصصات اتفاقيات السلام أي ترضيات سياسية من غير منظور إستراتيجي، فالإصلاح الزراعي أصبح اليوم ضرورة استراتيجية وليس خياراً. وختم حديثه قائلًا: آمل أن يتم إخضاع كل الوزراء الذين تم تعيينهم لبرنامج تأهيلي عن الأمن القومي السوداني لكي يتعرفوا على مهدداته وفرصه ونقاط قوته وضعفه وكيفية وضع لبِنات عناصر قوى الدولة الشاملة لكي لا يقعوا في أخطاء إستراتيجية تكلف البلاد الكثير.

 

+ بشريات للشعب السوداني

فيما يرى الصحافي والمحلل السياسي عاصم البلال الطيب أن تعيين (3) كفاءات معروفة ومشهود لها بالكفاءة داخليًا وخارجيًا أمر فيه من البشريات للشعب السوداني. وأضاف البلال في حديثه لـ (ألوان): من الملفت أن رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس عاكف بتأني لاختيار طاقم حكومته التنفيذية التي أسماها حكومة الأمل لذلك من الواضح أنه يدرس الكفاءات وسيرتها الذاتية ويغوص في تفاصيلها الشخصية حتى يطمئن على أمر البلاد والعباد، ويطمئن كذلك على سيره في الطريق الصحيح. ويمضي البلال: برغم الصعوبات والحرب التى مازالت تدور في البلاد ولكن حتى الآن الأسماء التي وقع الاختيار عليها هي كفاءات وقدرات عالية يمكن أن يعول عليها في الوقت الحالي .

+ تطور البلاد

إذاً (3) وزراء بمستوى أكاديمي وفكري وكذلك تنفيذي عالي جداً يمكن أن تساهم مساهمة كبيرة جدًا في إنجاز كثير من المهام المتعلقة بالدولة السودانية والشعب السوداني. ويمكن أن تساهم في تطور البلاد كل في مجاله وتحدث تنمية مشهودة في الفترة القادمة. فهي كفاءات قدر التحدي وبحجم الوطن. ويبقى أن ملامح الحكومة التنفيذية الآن أصبحت واضحة للعيان ومشحونة بالأمل، كما أطلق عليها رئيس الوزراء وأسماها بحكومة الأمل.