مليشيا الدعم السريع .. مخطط التمدد في أفريقيا

مليشيا الدعم السريع .. مخطط التمدد في أفريقيا

أمدرمان: الهضيبي يس
أدان مجلس الأمن الدولي الهجوم الذي نفذته عناصر تتبع لمليشيا الدعم السريع خلال هذا الأسبوع على بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا)، والذي أدى إلى مقتل أحد عناصر حفظ السلام من زامبيا، وأعرب أعضاء مجلس الأمن عن قلقهم العميق إزاء تزايد عدد الهجمات ضد قوات حفظ السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى، وذكّروا بأن هذا الهجوم المميت هو الثالث من نوعه على دوريات البعثة الأممية منذ بداية العام. كما أعربوا عن قلقهم بشكل خاص إزاء التقارير التي تفيد بوجود شبكات تهريب غير مشروعة عابرة للحدود بهدف تواصل تمويل وتزويد الجماعات المسلحة في البلاد، وشددوا على ضرورة مواصلة التحقيق في هذا التهديد ومكافحته. كما أعرب أعضاء المجلس عن قلقهم إزاء تأثير الأزمة في السودان على الوضع الإنساني والأمني، لا سيما في المنطقة الحدودية، بما في ذلك توغلات مليشيا الدعم السريع في أراضي أفريقيا الوسطى وتعاونها مع الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون هناك.

+ تمدد المليشيا عسكريًا

ويتخوف مراقبون في منطقة غرب أفريقيا بأن تفاقم الحرب في السودان الأوضاع بدول غرب (الصحراء) حيث تسعى مليشيا الدعم السريع لإستغلال الواقع الأمني والتركيبة الاجتماعية والهشاشة الاقتصادية هناك لصالح مشروعه بالتوسع والتمدد عسكريًا بإقامة تحالفات مع مجموعات خارجة عن القانون مع بعض الجماعات المسلحة، باعتبار الإتساق سويًا في تنفيذ جرائم ذات طابع مشترك على شاكلة النهب والسلب والقتل. بينما تنحصر مهددات هذه الجماعات المسلحة في أنها تتلقى مساعدات وتسهيلات من الدعم السريع الخارج عن القانون في السودان ويسعى لبسط سيطرته على إقليم دارفور بالكامل وهو ما يسهم في تدفق السلاح لدول الجوار، وأيضًا إثارة الفوضى وتوسعة دائرة المجموعات المصنفة إرهابيًا مع ازدياد نشاط عمليات الهجرة غير الشرعية من غرب أفريقيا إلى شمالها، مرورًا بأوروبا عن طريق دول تونس، ليبيا، الجزائر.

+ إعادة التموضع

ويوضح الكاتب الصحفي محمد محي الدين بأن مشروع مليشيا الدعم السريع وحلفائها إقليميًا هو إعادة التموضع في منطقة دول غرب أفريقيا، بمعنى صنع أنظمة سياسية عسكرية في دول النيجر، أفريقيا الوسطى، تشاد موالية لها وتعمل على تمرير سياستها المرسومة سلفًا بمقابل وعود بتحويل تلك الدول متى ما تحالفت معه في إشارة للدعم السريع ستقوم بتحويلها من دول حبيسة لبلدان صاحبة منافذ مائية أثر سيطرتها على الدولة ككل. ويضيف محي الدين أن توفير خاصية الإنسياب والتدفق والحركة نحو السودان فضلًا عن ممارسة الأنشطة الاقتصادية وهو مايتيح فرصة أحداث التغيير الديمغرافي على المدى البعيد للدولة مما سيكون له تأثير بالغ على هوية السودان الثقافية والإجتماعية معًا.

 

+ دوامة الفوضى

ويشير المحلل السياسي عبدالقادر كاوير إلى أن لحلفاء الدعم السريع هدف استراتيجي في تحييد تلك الدول وهو صاحب بعد اقتصادي بحت. فهذه الدول تمتلك موارد خام ومستودعات ضخمة من الذهب، الفحم الحجري، النفط وقوة بشرية بالإمكان الإستفادة منها لتحقيق طفرة صناعية. وزاد كاوير: ولكن هناك أيضًا معارضة سياسية /عسكرية تحمل مشاريع خاصة وندرك بأن حلفاء الدعم السريع وأصحاب الرأسمالية في المنطقة يرغبون في تحويلهم لرافعة هدفها الوصول بها لهدف خطط له بشكل مسبق، لهذا سوف يسعون لخلق أطراف جدد سياسيون، وقوة عسكرية في دول تحالف منطقة غرب أفريقيا بغرض عرقلة أي تمدد لجماعة معارضة لا تتسق مع مشاريعهم. ولكن يظل التعويل على شعوب تلك البلدان التي بدت تستشعر المسؤولية وكذا تسخير الأدوات الجديدة من التكنولوجيا لزيادة الوعي والمعرفة وتعريف المجتمعات بما يجري وضرورة التصدي والتحرك تجاه مايحدث مخافة دخول بلدانهم في دوامة الفوضى.