البنسلين يا تمرجي

كتب: محرر ألوان
قال الشاهد:
منذ أن أعلن اسم البروفيسور المعز عمر بخيت، وزيراً للصحة، صار الرجل الأمدرماني، العالم والشاعر والطبيب، مثار حديث كل المواقع الإلكترونية والمنتديات ومجالس الأنس، قادحين ومادحين، وهي من علامات الصيت والشهرة، وقديماً كانت العرب تقول: (كان فلان ثرياً لكنه كان خامل الذكر).
وبهذه الحملة بإيجابياتها وسلبياتها يمكننا أن نقول بمنتهى الثقة بأن دكتور المعز كان عالماً وشاعراً وكان ذائع الصيت.
ومن ابتلاءات دكتور المعز أنه وقع ما بين مطرقة الإسلاميين وسندان القحاتة، ويا لها من مطرقة ويا له من سندان.
صحيح أن دكتور معز بعد ديسمبر وتنحي الإنقاذ (شالتو الهاشمية)، التي شالت الكثيرين حتى بعض الإسلاميين الثقاة، فهاجم كل تلك الفترة بما فيها العسكريين نثراً وشعراً، ولكن وللتأريخ فإن الرجل قد توازن بعدها وأصبح أكثر واقعية ومعقولية خاصة بعد أن اجتاح هذا الجراد الغاصب بلادنا من عصابات الشتات.
ومن المعلوم أن التكنوقراط السودانيين وخاصة المبدعين منهم يمتازون بلونين البمبي وهي درجة فكرية ما بين الأحمر القاني والأصفر الفاقع، والرمادي وهي درجة مابين الأبيض الناصع والأسود الحالك.
وقد أفرزت هذه الحالات تيار المستقلين والمحايدين في الجامعات، وهي طائفة طارئة لكنها مؤثرة، بدأت منذ اتحاد اسماعيل حاج موسى في الستينات وتبخرت مثل كل أنواع (التركيب).
وإن كان لنا نصيحة نزجيها لدكتور المعز، فهي أن يتدثر بالفعل السوداني الأصيل: (أركز، الليلة جاتك تارة)، والنصيحة الأخرى عليه أن يتذكر أن الكرسي الذي سيجلس عليه تحمله سواعد الآلاف من الشهداء والمجاهدين والمبدئيين من الجيش والمقاومة الشعبية، ولذلك يبقى الكثير والمثير والخطير ينتظر الرجل، أقصاها أن تعود مشافينا عامرة وواثقة مثلما كانت قديماً تكفينا وتكفي دول الجوار، وأدناها أمنيات بنات أمدرمان في أغنيات الأعراس التي غابت طويلاً طويلاً: (البنسلين يا تمرجي، نادوا الحكيم يا تمرجي).