إسحق أحمد فضل الله يكتب: (الإنس الموجع)

مع إسحق

إسحق أحمد فضل الله

(الإنس الموجع)

وسيرة الشاعر عمر أبو ريشة / حسين خوجلي أمس / تعيد إلينا أبياتًا كتبها عن بعض الأعراب.
وفي القصيدة:
(صاح يا عبد.. فرّق الطيب. واستعر الكأس
وضع المضجع…)
قال: يا حسناء ما شئتِ اطلبِي
فكلانا بالغوالي مولَعُ
أختك الشقراء مدّت كفّها
فاكتسى من كل نجمٍ إصبعُ
…..
وتلاشى الطيب من مخدعه
وتولاه السُّبات الممتع
والخيام الشُّمّ مالت وهَوَتْ
وعَوَتْ في جنباتها الرياح الأربع
هانت الخيل على فرسانها
وانطوت تلك السيوف القطع
هكذا تُقتَحم القدس على غاصبيها
هكذا تُسترجع
…..
وحذفنا أبياتًا…(لأسباب طبيعية)
وإن كنت تظن أن البيت الأخير هجاء، فخذ:
فالكاتب النفيسي بسخريته يقول:
أعلنوا القدس عاصمة للإسلاميين… وفي يومين سوف تغزوها جيوش الدول العربية… كلها.
(2)
والسودان الآن جهات كثيرة فيه تتجه إلى (التنظيف)
ومجموعة تنطلق لإزالة المتفجرات من طُرُقات الخرطوم
وحديث المجموعة هذه / وحديث الركام الذي كان هو الخرطوم / حديث يعيد إلينا المشاهد.
و(كل شيء هادئ في الميدان الغربي) رواية فازت بجائزة نوبل،
وهي رواية عن الدمار والموت والحياة.
والرواية الرائعة على غلافها صورة لركام هائل وبقايا الحيطان التي قضمتها أنياب القذائف… ومن تحت الركام تطل كفّ أحد القتلى… والأصابع متورّمة،
وعلى أحد الأصابع هذه تقف فراشة… صفراء ولها نقاط..
والفراشة تعني: زهور، والزهور تعني زراعة تنبت، وزراعة تنبت تعني الحياة و…
وهذه الأيام، على ركام الخرطوم، تقف فراشة. وفراشات.
ومجموعة مدنية/عسكرية تدعمها الولاية. والمجموعة تتقدّم في حذر… حذر من يعلم أنه يتعامل مع عدوّ غادر يمزّق كل شيء بضربة خاطفة.
وعمل في حجم الفراشة وقوة الفراشة يبدأ… وينجح. قليلاً… ثم ينجح أكثر.
والنجاح يُغري المجموعة هذه بإشراك المواطنين.
والأيام القادمة تحمل أحاديث الناطق باسم اللجنة هذه، وهو أمام الكاميرا يسرد الأحاديث المُشتهاة.
والناس سوف تستمع لأجمل أغنية.
الأغنية التي يقول فنانها:
نظّفنا الصحافة… الخرطوم اتنين. السوق… الوزارات.. الـ… الـ… وحتى الجيلي.
(3)
وعن تعيين وزير غير متفق عليه وزيرًا للصحة، يقول أحدهم:
غلطة… معليش… نمشيها.
ليقول آخر:
مُدهش أن كامل يعيّن وزير خارجية خارج السياق الوطني والمرؤات عن طريق الخطأ،
وبعدها بيومين يعيّن وزير صحة عن طريق الخطأ… و
ولا ندري لماذا لا يعيّن إسلاميًّا واحدًا عن طريق الخطأ…
وشيءٌ يجري… شيءٌ يجري…
وعن الاحتجاج للبرهان قال:
شقي عمك… الما حضر رقيصك.
والمثل معروف..