د. عمر كابو يكتب: المحولات الكهربائية .. فأل حسن

ويبقى الود

د. عمر كابو

المحولات الكهربائية .. فأل حسن

** حين كاد الليل (بقى تلت أخير) كما غنى العملاق أحمد الجابري كانت الجرارات الضخمة قبل يومين تتوسط شوارع أم درمان تحمل محولات كهربائية ضخمة تم استيرادها من الخارج..
** وصولها يحكي عظمة واصرار وإرادة الشعب السوداني الصابر المحتسب الذي أثبت انتماءه لوطنه وارتباطه الوجداني الوثيق بأحيائه ومجتمعه وجيرانه..
** وصلت إلى أم درمان بقعة النضال الوطني وقلعة المواجهة الصارمة والاستشهاد ومهبط الإبداع والروائع والجمال..
** وصلت لتؤكد أن والي الخرطوم وحكومته اختاروا فلسفة العمل بصمت دون ضجيج أو إعلام أو أضواء فجناب الله أوسع وأبرك بلسان مقال يردد الأية الكريمة: (وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).
** أما لماذا أم درمان فلأن معظم منازلها قد عاد إليها أصحابها ذاك سر الهوى الذي يجمع بينهما لم يتخلى أحدهما عن الآخر فلا الأرض رحبت بالأجنبي ولا المواطن استلذ الغربة..
** نهج سارت عليه حكومة ولاية الخرطوم بأن تبذل قصارى جهدها لأي منطقة آهلة بالسكان في إعادة الخدمات إليها بأيسر ما تعجل..
** على ذات الخطى سيعود التيار الكهربائي إلي بحري التي بدأت تدب الحياة في أوصالها شراكة مجتمعية ذكية بدأها الأهالي بحفر الآبار وتركيب الطاقة الشمسية التي سرعان ما جعلت المواطنون يعودون إلى منازلهم في معظم الأحياء..
** ليبقى التحدى تحدى الخرطوم قائمًا في ظل الخراب والدمار الكثيف الذي لحق بها وبمؤسساتها الرسمية التي تحتاج إلى جهد شعبي خالص يقابله جهد رسمي مواز..
** وأول الجهد عودة المواطنين إلي منازلهم فإن في ذلك شارة أمان ومؤشر على استدعاء الخدمات الصحية والأكاديمية وإعادة شبكات المياه والكهرباء ورصف الطرق..
** فلا أحد يخاطر بتأهيل مدارس ولا مستشفيات لأحياء خالية من السكان ذاك منطق معيب مريب..
** عودة سكان الخرطوم شرط جوهري يستفز الحكومة وتجعلها تواصل الليل بالصباح لأجل توفير ضرورات الحياة..
** حيث لا يعقل ربط شبكة مياه لمنازل خالية من السكان ما يجعل نعمة المياه نغمة ربما هدمت أو ألحقت أضرارا وخرابا بها يصعب معالجته..
** حسنًا فعل وزير الداخلية وهو يصل الخرطوم متفقدًا أقسام الشرطة وليته أعلن قراره التاريخي بعدم مغادرة الخرطوم متخذًا منها مكتبًا وإقامة..
** ذاك أول قرار كنت أتوقعه من الجهات الرسمية بالعودة إلى الخرطوم وزارات ومؤسسات..
** على قرار ما فعلت ولاية الخرطوم يوم شاهدناها تجتمع فيها وهم يفترشون الأرض في اجتماع رسمي تأمينًا وترتيبًا وتنسيقًا لاستقبال المواطنين..
** صحيح أن كثيرًا من الأحياء قد عاد إليها مواطنوها ولكن المحك الحقيقي هو عودة جميع السكان حتى يتمكن والي الخرطوم من تشغيل المياه وتركيب المحولات وصيانة ما يحتاج من صيانة ضمانًا لإعادة تشغيل الكهرباء..
** فهل يفعل أهل الخرطوم ما صنعه أهل أم درمان أم يصطلون بنار (البعد والغربة) فتخرب مساكنهم وتتعرض إلي مزيد خراب ودمار؟!
** ذاك تحد يظل قائمًا لا محالة منه ولو (طال السفر).