
الحاج الشكري يكتب: مؤسسات وطنية حقيقية وأخرى مزيفة
نقطة وسطر جديد
الحاج الشكري
مؤسسات وطنية حقيقية وأخرى مزيفة
ان كان من حسنة واحدة في هذه الحرب فإنها غسلت وجوه المؤسسات والمنظمات والشخصيات فظهرت وجوه الزيف والبخل والخداع والادعاء الكاذب والذي للأسف شطفت به خزينة الدولة لسنوات بحجة أن هذه مؤسسات ومنظمات وطنية يجب أن تدعم من الخزينة العامة بملايين الدولارات كل عام ولكن بعد هذه الحرب عرف الشعب من هي المؤسسات والمنظمات التي وقفت معه ومن هي المؤسسات والمنظمات التي كانت مزيفة ووهمية ومع ذلك ظلت لسنوات َتقتات وتأكل على حساب خبز ولبن وتعليم وصحة أطفال هذا الشعب المطحون بالحروب والكوارث وادعاء المنظمات الكاذب الأمر الذي يجعلني أدعو حكومة د٠ كامل إدريس أن تراجع اللوائح والقوانين التي تمهد الطريق لدعم هذه المنظمات والمؤسسات والتي غابت في لحظات الشعب يحتاج إلى وجودها بجانبه وكيف لا يحتاج إلى ذلك وغالبية السودانيين يعيشون في ظروف غير إنسانية فقر ومرض وبطالة وبعضهم أكل قلوبهم اليأس من هول ما رأوا في حرب آل دقلو الإرهابيين. انني لا استطيع ان اتصور حال الناس لولا وجود المؤسسة التعاونية الوطنية وجهات أخرى تحسب على أصابع اليد الواحدة وقفت بجانب هذا الشعب الكريم.
مبادرات ودعم المؤسسة التعاونية الوطنية المستمر والمتواصل جعلت الشعب يصل لقناعة راسخة رسوخ الجبال ان مليشيا الدعم السريع هي لقيط لا تنتمي لهذا الشعب باي صلة وان القوات المسلحة هي من لحمه ودمه ورحمه تقاتل بالبندقية لتحميه من الاشرار وتطعمه وتساعده عبر المؤسسة التعاونية الوطنية وكذلك بعد هذه التجربة المريرة تأكد الشعب بأن الشعارات التي رفعت ايام ثورة ديسمبر المصنوعة (معليش معليش ماعندنا جيش) ما هي الا جزء من المؤامرة. الان تأكد للجميع بأن لدينا جيش وطني حقيقي يحمل في قلبه رجالة وكرم ومروءة السودانيين.
هذه الحرب التي عاش أهل السودان مآسيها وشاهدوا فيها كل منغصات الدنيا واكدارها، والدنيا كما هي معروفة متقلبة الأطوار والأحوال فكلما حلت أوحلت وكلما كست أوكست والايام دول رخاء وشدة، يسر وعسر، عافية ومرض، غنى وفقر، ضعف وقوة. ولكن كما قال الشاعر جزى الله المصائب عنا كل خير فهي من تخبرنا من هو الصديق الحقيقي ومن هو المزيف ومن هو العدو ومن هو المنافق المدعي وكثير من المؤسسات والمنظمات ظهرت على حقيقتها في أول امتحان عسير مر على هذا الشعب ولكن هناك مؤسسات ركزت تماما فمن باب الإنصاف واحقاق الحق نقول لها أحسنت ومن هذه المؤسسات المؤسسة التعاونية الوطنية والتي كان لها القدح المعلى في دعم الشعب بمشاريع كثيرة ولضيق المساحة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر انها ظلت تدعم المواطنين وتدعم التكايا ووفرت الغاز وإقامة أسواق البيع المخفض الثابتة المتحركة في كل مكان لتحمي المواطن من جشع التجار واقامت أكثر من مشروع للعودة الطوعية للمواطنين وخلدت ذكرى شهداء معركة الكرامة في كل مكان وعزت اسرهم بخراف الأضاحي وبالدعم العيني المتواصل ووفرت الدعم للقوة المشتركة بولاية الخرطوم لتؤدي دورها في القضاء على اللصوص والمجرمين والمتعاونين وأكرمت المبدعين ليواصوا مسيرة الإبداع ودعمت الجنود والمواطنين في كل مناطق السودان الآمنة من الجنجويد. والآن طرحت مبادرة محاربة الشائعات التي تصنعها غرف المليشيا واتباعها في الداخل والخارج ولشعور قيادة المؤسسة التعاونية الوطنية بخطورة هذه الآفة التي أكلت الوطن وخربت النفوس تطرح مبادرة محاربة الشائعات لمحاصرتها ومحاربتها ثم القضاء عليها.
كل هذه المساهمات الكبيرة تجعلنا نقول بملء الفم شكرا للمؤسسة التعاونية الوطنية. شكرا لمديرها العام الرجل الوطني والإنسان الخلوق سعادة اللواء محاسب عادل العبيد عبد الرحيم. فبعطاءكم وجهدكم الذي تمدد بطول البلاد وعرضها انتم تؤكدون لهذا الشعب بيان بالعمل بأن القوات المسلحة من رحم هذا الشعب لذلك هي معه في السراء والضراء وفوق ذلك انكم تعلمون الآخرين البخلاء الشحيحين والمنافقين والعملاء بأن الأخلاق شيئ ثابت ولايمكن أن تنفصل عن الظروف الاجتماعية والسياسية في الحاضر أو المستقبل. عليه فإن كل من لا يقف مساندا وداعما لمعالجة لهذا الوضع الاجتماعي المتردي لم ولن يجد له مكانا في قلب الشعب ومن الطبيعي لم يكن له مستقبل سياسي في هذه البلاد العزيزة.