
إسحق أحمد فضل الله يكتب: (قالت الأحداث في الزمان كله)
مع إسحق
(قالت الأحداث في الزمان كله)
معليش… لكن المواجع تجعلنا نتتبع انتقام الله ممن يطربهم أذى المسلمين
وننقل… حتى لا يُقال إننا نؤلف.
والملك فيصل (آخر ملوك العراق) حين يُحاصر الجيش قصره، يخرج ومن حوله خاله ونساء وأطفال الأسرة.
وجدته تمشي وراءه وهي تنشر مصحفًا فوق رأسه.
قال من يقص الحكاية…
كان العبوسي ضابطًا في الجيش.. ولما حدث الانقلاب العبوسي لم يكن مشاركًا فيه، لكن العبوسي، الذي كان شديد الكراهية لبعض الجهات، يحمل رشاشًا وينطلق إلى قصر الملك. وهناك يجد الملك وأسرته يخرجون.
والعبوسي/ وآخر معه/ يرسلان مطر الرصاص على الملك ومن معه.
قال الراوي:
بعد سنوات يتصل بي العبوسي ويدعوني. أصل لأراه في حال سيئة…
قال يسألني:
– كم بيننا وأيام الانقلاب؟
قلت: اثنا عشر عامًا.
قال: وفي كل عام 360 يومًا…
وأنا في الأيام هذه لم أذق نومًا في ليل… كنت إذا اتجهت إلى النوم أجد جرسًا عنيفًا يَصَلْصِل عند الباب. أفتح… ولا أحد… ثم أسمع طرقًا على النوافذ. أفتح… ولا أحد… وطرقًا على السطوح. والبيت من طابق واحد. أذهب إلى السطح… ولا أحد.
قال الراوي:
وما يعرفه الناس هو أن العبوسي… انتحر.
ومن فعلوا بالمسلمين الأفاعيل… كثير. وما كلهم يقع له هذا… لكن التفسير ليس بعيدًا…
ولا النماذج قليلة.
وابن خلدون وآخرون يقولون إن بعض أزمان القلق تكثر فيها الخوارق…
والبحث عن معنى للحياة تكثر فيه الشواهد المستحيلة…
والشواهد ترسم البحث الخارق عن معنى للوجود.
والفرنسي دومينيك بوبي يُصاب بالشلل، ويبقى ولا يتحرك منه إلا جفن عينه اليسرى،
لكن الرجل… وبالجفن هذا… يُملي كتابًا.
وبوبي، سكرتيرته تعرض عليه لوحة عليها الحروف، وتشير إلى حرف بعد حرف. وعند الحرف المطلوب، الرجل يحرّك جفنه.
وفي ستة أشهر، الرجل يُملي رواية (بدلة الغوص)، والرواية تُطبع وتُنشر قبل موته بأسبوع…
بحث الإنسان / كل إنسان / عن معنى لوجوده يصنع حكايات لا تنتهي…
وحكايات البطولات… والعبقريات… و… كلها تظل تلهث ولا تصل إلى شيء.
وحكاية صغيرة قديمة تشرح وتسخر… تسخر من تصور الناس للموت وللآخرة.
وفي الحكاية… التلميذ يجلده المعلّم بعنف.
والتلميذ… وبعقل الطفل الموجوع العاجز، يتصور أنه يموت من الجلد هذا… وأن أهل قريته يجتمعون حول جثته ساخطين على المعلم… والمعلم يجثو باكيًا نادمًا…
وأن الناس يحملون جثمان الطفل… وأنه / الطفل / يرقد على النعش مستمتعًا غاية الاستمتاع.
التصور هذا هو ذاته تصور أهل الغرب / وأمثالهم / للبطولة، وللموت من أجل الوطن، ومن أجل الزعيم، ومن أجل الحزب…
وكل موت ليس لله… هو هذا.
(4) بريد
أستاذ عثمان…
الفقرة أعلاه هي جوابنا على سؤالك عن موت بعض الناس، وعن تصورهم للموت… والآخرة… والدين… و… عمن غدروا بالمؤتمر الوطني.
والغدر شيء بغيض.
ووزرا دارا… حين يغدرون به ويسلمونه للإسكندر، يأمر الإسكندر بسلخ جلودهم.
ويا عثمان… ترى كم جزارًا نحتاجهم للسلخ؟