ديات وتعويضات تُعيد فتح معبر الرقيبات الحدودي

الرقيبات: ألوان

أعلنت لجنة السلام المشتركة بين قبيلتي الرزيقات ودينكا ملوال عن إعادة فتح معبر “الرقيبات” الحدودي بين السودان وجنوب السودان، بعد ثلاثة أيام من الإغلاق الذي أعقب حادثة نهب مسلح أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم اثنان من رعايا جنوب السودان ومواطن سوداني. ويُعد المعبر من أبرز نقاط العبور الحيوية بين البلدين، لما له من أهمية إنسانية واقتصادية في ظل تصاعد النزاع المسلح داخل السودان.

وبحسب تصريحات عبد الله سليمان، عضو اللجنة المشتركة، فإن إعادة فتح المعبر جاءت عقب تفاهمات بين الطرفين تضمنت دفع ديات للضحايا، وتعويضات مالية بلغت 25 مليون جنيه عن المسروقات، إلى جانب الاتفاق على إجراءات أمنية جديدة لضبط المنطقة ومنع تكرار الحوادث.

وتتكوّن اللجنة المشتركة من 14 عضوًا يمثلون الطرفين، وقد تم تشكيلها ضمن فعاليات مؤتمر التعايش السلمي الذي يُعقد سنويًا في مدينة جوبا، ويهدف إلى تعزيز الاستقرار على طول الحدود المشتركة بين السودان وجنوب السودان.

وتقع منطقة الرقيبات على بعد نحو 240 كيلومترًا جنوب مدينة الضعين بولاية شرق دارفور، وتشهد حركة نشطة للنازحين السودانيين الفارين من مناطق القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما يجعل المعبر شريانًا إنسانيًا بالغ الأهمية، إضافة إلى دوره في تمرير المواد الغذائية والبترولية إلى ولايات غرب السودان.

وفي إطار تعزيز الأمن، قامت قوات الدعم السريع بتسيير دوريات مكثفة في المنطقة، وألغت جميع البوابات العشوائية، مع اعتماد بوابتين رئيسيتين فقط لضبط حركة المرور. ويُتوقع أن تُسهم هذه الإجراءات في تخفيف التوترات الأمنية التي صاحبت إغلاق المعبر، والتي أدت إلى توقف الحركة اليومية وتكدّس أكثر من مئة شاحنة، وتعطيل مصالح المواطنين والتجار على جانبي الحدود.

وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه السودان أزمة إنسانية متفاقمة، حيث يُعد معبر الرقيبات أحد المنافذ القليلة المتاحة أمام المدنيين للفرار من مناطق النزاع، ما يُضفي على إعادة فتحه أهمية بالغة في تخفيف معاناة السكان وتعزيز جهود الإغاثة.