قوات مينوسكا تغلق مخيم بيراو للاجئين السودانيين بأفريقيا الوسطى

بيراو: ألوان
فرضت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى “مينوسكا” حظرًا شاملًا على الدخول والخروج من مخيم بيراو الحدودي، الذي يأوي آلاف اللاجئين السودانيين، وذلك عقب تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة إثر حادثة مميتة راح ضحيتها خمسة أشخاص، بينهم سودانيون ومواطنون من أفريقيا الوسطى.
وبحسب إفادات قيادي أهلي داخل المخيم، فإن قرار الحظر جاء استجابة لتدهور الوضع الأمني بعد عملية مطاردة مسلحة – فزع – استهدفت مجموعة من الجناة المتهمين بسرقة دراجة نارية من مطار بيراو، حيث وُجهت الاتهامات إلى رعاة سودانيين. وأسفرت المطاردة عن كمين في بلدة “الصفراء”، أدى إلى مقتل ثلاثة من مواطني أفريقيا الوسطى، بينهم شرطي، بالإضافة إلى اثنين من السودانيين المتهمين بالسرقة، ما فاقم من حدة التوترات في المنطقة الحدودية.
وتأتي هذه التطورات بعد فترة وجيزة من عودة الهدوء النسبي إلى الحدود بين السودان وأفريقيا الوسطى، والتي شهدت في وقت سابق اشتباكات دامية بين قبيلتي “الكارا” و”التعايشة”، أسفرت عن مقتل نحو 13 مدنيًا من الطرفين، وأثارت مخاوف من تجدد النزاع الأهلي في المناطق الحدودية.
ويُعد مخيم بيراو من أبرز نقاط تجمع اللاجئين السودانيين الفارين من النزاع المسلح في إقليم دارفور، حيث يتنقل آلاف الرعاة سنويًا إلى مناطق المصيف داخل أفريقيا الوسطى بحثًا عن الكلأ والمياه، قبل أن يعودوا إلى السودان خلال موسم الأمطار. وتشير تقديرات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن أكثر من 38 ألف سوداني لجأوا إلى أفريقيا الوسطى منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، من بين أكثر من 4.1 ملايين شخص فرّوا إلى دول الجوار.
وتُثير هذه الحوادث الأمنية المتكررة قلقًا متزايدًا لدى المنظمات الإنسانية، خاصة في ظل هشاشة الوضع داخل المخيمات، وغياب آليات فعالة لحماية المدنيين، وسط تحذيرات من أن استمرار التوترات قد يُهدد استقرار المنطقة ويُعيق جهود الإغاثة.