استمرار موجات النزوح من الفاشر ومخيم أبو شوك

الفاشر: ألوان

أعلنت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة عن استمرار موجات النزوح من مدينة الفاشر ومخيم أبو شوك بولاية شمال دارفور، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية الناتجة عن الحصار العسكري المفروض على المدينة منذ أبريل 2024. وأوضحت المنظمة في بيان رسمي أن الفترة من 26 يونيو إلى 6 يوليو الجاري شهدت نزوح 647 أسرة، انتقلت إلى مواقع داخل محلية الفاشر، إضافة إلى مناطق في محليات السريف وطويلة والطينة.

ويأتي هذا النزوح في سياق تصاعد الأزمة الإنسانية في الفاشر، حيث تعاني المدينة من نقص حاد في الغذاء والدواء، نتيجة الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع، والذي تم تشديده مؤخرًا عبر حفر خنادق عميقة حول المدينة، ما أدى إلى عزلها عن محيطها الجغرافي ومنع دخول المساعدات الإنسانية.

وبحسب بيانات المنظمة، بلغ إجمالي عدد النازحين من محلية الفاشر نحو 1,014,748 شخصًا، بينهم قرابة 782 ألفًا نزحوا من مدينة الفاشر ومخيم زمزم، في واحدة من أكبر موجات النزوح المسجلة في إقليم دارفور منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023. وتشير التقديرات إلى أن 75% من سكان مخيم زمزم قد فرّوا إلى مناطق في محلية طويلة، بينما توجّه آخرون إلى محليات مجاورة أو عبروا الحدود إلى تشاد.

وتواصل قوات الدعم السريع منذ 10 مايو 2024 شنّ هجمات متكررة على مدينة الفاشر، في محاولة للسيطرة على آخر معقل للجيش السوداني في إقليم دارفور، في حين تواصل القوات المسلحة والقوة المشتركة المتحالفة معها الدفاع عن المدينة وسط اشتباكات عنيفة. وتُحكم قوات الدعم السريع سيطرتها على أجزاء واسعة من الأحياء الشرقية وبعض الأحياء الجنوبية، بينما يحتفظ الجيش بوجوده في الأحياء الغربية والشمالية ووسط المدينة، إضافة إلى جزء من الأحياء الجنوبية.

وتسببت المعارك المستمرة في انهيار الخدمات الأساسية، حيث بات معظم سكان المدينة يعتمدون على “الأمباز” – بقايا الفول السوداني بعد استخلاص زيته – كمصدر رئيسي للغذاء، في ظل غياب الإمدادات الغذائية وانهيار الأسواق المحلية. كما حذّرت الأمم المتحدة من أن استمرار الحصار قد يؤدي إلى مجاعة واسعة النطاق، خاصة مع دخول موسم الأمطار الذي يُهدد بقطع الطرق ويُعيق وصول المساعدات الإنسانية