أبوبكر عبد الرازق: مشروع المؤامرة على السودان فشل

القيادي بالمؤتمر الشعبي أبوبكر عبد الرازق لـ (ألوان) (2):
مشروع المؤامرة على السودان فشل
الجنجويد لن يعودوا قوة نظامية مرة أخرى
كامل إدريس يجب أن يكون على مسافة واحدة من الجميع
الذين أعطوا التعليمات بالانقلاب والحرب هم الرباعية
حوار: مجدي العجب
واصل القيادي بالمؤتمر الشعبي أبوبكر عبد الرازق في إفاداته لـ (ألوان) وتحدث في هذا الجزء عن عدم عودة الدعم السريع كقوة نظامية أو للحياة السياسية مرة أخرى. وطالب رئيس الوزراء كامل إدريس بأن يكون على مسافة واحدة من الجميع، واصفًا إياه بأنه رجل مستقل ليس له انتماء سياسي لذلك وقوفه على مسافة واحدة من الجميع يمكنه من أن يدير الدولة في الفترة الانتقالية حتى الوصول إلى انتخابات. وكثير جدًا من الإفادات التى قدمها عبدالرازق داخل هذا الجزء من الحوار فإلى تفاصيها:
أستاذ أبوبكر .. قانونيًا ارتكب الجنجويد جرائم لم تحدث على مر التاريخ لذلك معها يصعب عودتهم للحياة السياسية بعد أو قبل المحاكمة؟
طبعًا عندما نتحدث قانونيًا، هنا نتحدث عن مسارين هنالك مسار متعلق بالحق العام وهذا يهم الدولة وهو موقف يصبح للاعفاء من المسؤولية وفقًا للترتيبات التى يتم التوصل إليها من بعد حوار وتفاوض ومآلات ذلك الحوار والتفاوض. أما فيما يتعلق بالجرائم الشخصية التي تقوم على ارتكاب الجرم الخاص فذلك متروك لشخص محدد فهو متروك للمجني عليه أو أولياء دمه أو من ينوب عنه أو من يقع في إطار مسؤوليته ليتخذ إجراءاته القانونية وفقًا للمادة 34 من قانون الإجراءات الجنائية منها يفتح البلاغ وتتخذ الإجراءات وتبدأ التحريات ومن ثم توجه التهمة ويحال البلاغ إلى المحاكمة فهذا فيما يتعلق بالمسائل الشخصية.
ولكن ما هو موقف الدولة من الجرائم التي ارتكبها الجنجويد كمجموعة؟
الجرائم التي ارتكبها كمجموعة فهذه تخضع في الجزء الأول لقضايا الحق العام وأنا في تقديري وتحليلي فإن الجنجويد لن يعودوا قوة نظامية مرة أخرى. يمكن أن يعود بعض مشاركيه للعمل السياسي العام إذا كان عبر حزب جديد أو أحزاب موجودة أو كأفراد، ولكن الدعم السريع حتى إذا وضعت الحرب أوزارها وتم التوصل إلى تفاوض وسلام فهي ستدمج في القوات المسلحة وتوزع على كل حامياتها وفرقها عبر السودان ويأخذ أفرادها نمرًا عسكرية بصفاتهم الشخصية، وبالتالي لا سبيل لعودة الدعم السريع كقوة نظامية ولا أظن أنه يتحدث عن عودته مرة أخرى جهارًا، ربما يكون ذلك في النوايا.
ولكن الدعم السريع آخر ما وقع عليه في الاتفاق الإطاري أنه يريد أن يندمج في القوات المسلحة وماذا عن المجتمع الذي ارتكبت في حقه كل الجرائم؟
قد تكون هنالك آثار اجتماعية بسبب هذه الجرائم بالطبع هذه يرفضها الشعب السوداني من دخول البيوت وانتهاك الحرمات ونهب أموال الناس تحت تهديد السلاح. وأنا أتحدث عن تجارب أسرية، ففي بداية الحرب دخلت قوة منهم على أسرة شقيقتي وهدد زوجها بالسلاح ونهب منهم تلفوناتهم المحمولة وأعتقل إبنهم لمدة سويعات وهم لا علاقة لهم بالقوات المسلحة. وكذلك دخلوا على أشقائي ونهب منهم كثير من الأموال وسيارات وأنعام، وتم اعتقال أحد أخوتي وضربه وإهانته. فبرغم أننا كحزب سياسي ولكننا نرفض أي انتهاكات للقانون أو على الأفراد أو الجماعات أو مقدرات الدولة العامة. وحتى إن تجاوزت عنه الدولة فبالطبع يكون قد أحدث شرخًا اجتماعيًا في نفوس الناس وغبائن كثيرة وظلامات.
ربما رئيس الوزراء جاء في وقت حرج، فما هي التحديات والعقبات التي تواجه حكومته؟
أفتكر أولى العقبات التى تواجه كامل إدريس أو التحدي الأول أن يكون على مسافة واحدة من الجميع كما شخصيته كشخصية مستقلة من غير ذوي الانتماء السياسي وأن يعمل بحياد ونزاهة وأن يكون مرنًا وحاسمًا في نفس الوقت فيما يتعلق بحق الناس وقضايا الفساد وضبط أجهزة الدولة. أما التحدي الثاني أن يلتزم بإتفاقية سلام جوبا كما هي دون أن يحدث شرخًا جديدًا لأننا ملزمين بأن نفي بتعهداتنا الدولية والمحلية وأن نفي بالعهد والميثاق، فالبلد لا تحتمل أكثر مما أحتملت والتحدي الثالث هو أن يستشعر الشعب بأنه شخصية ناجحة في العمل الإداري والتنفيذي وأنه شخصية عملية تزاوج بين النظرية والتطبيق لأن هنالك مسافة بين النظرية والتطبيق وكذلك المثال والواقع وأن يستشعر كل أهل السودان عبر ولاياتهم المختلفة أنه مصوب النظر نحوها من احداث التنمية في كل الولايات، وأن يجتهد أن توصل التنمية إلى الولايات التى يتعذر الوصول إليها. ولابد له من التواصل مع الجميع حتى يتمكن من أن يكون على مسافة سياسية واحدة من كل القوى السياسية وأن يدير فترة انتقالية بنزاهة كاملة من أجل الوصول إلى انتخابات.
هل فشل مشروع الرباعية ومن خلفها مشروع إسرائيل في السودان؟
الذين أعطوا التعليمات بالحرب والانقلاب على السلطة في البلاد هم الرباعية حتى الآن نستطيع أن نقول أن المشروع قد فشل، ولكننا لا نستطيع أن نتحدث عن المآلات إلا إذا وصلنا إلى سلام عادل يتم بموجبه دمج ما تبقى من الدعم السريع في القوات المسلحة أو واصلت القوات المسلحة انتصاراتها في مسارح العمليات. لذلك فالحديث مبكرًا عن مشروع الرباعية والمؤامرة الدولية على السودان. ولكن نستطيع أن نقول إن القوات المسلحة أحدثت مفاجآت قلبت المعادلة تمامًا على المستوى العسكري والسياسي والإداري في الدولة، لذلك يجب على رئيس مجلس السيادة أن يكون قدر التحدي ويقود فترة انتقالية قصيرة تقود إلى انتخابات ويقود تقدمات عسكرية كما الحال الآن.