
أزرق طويل الباع
أزرق طويل الباع
بقلم: محمد الواثق أبوزيد
والأزرق بلهجتنا السودانية هو وصف للأسمر وهو ما اشتهر عنا بتوصيف بشرة الغالبية التي سكنت هذه الأرض والتي تكونت عبر الهجرات بجانب اهل البلاد الذين أطلقت صفتهم على المكان .. فبلاد السودان التي امتدت حتى مالي غربا اتخذت من لون بشرة ساكنيها اسماً..
والأزرق في القضارف علم.. ينبئك عن المكان وهو الحي الذي يمكن أن يدلك عليه كل اهل البلد مقرونا بوصف يكمل لك دلالاته ( الصوفي الأزرق)
فهم سلالة بيت دين وعلم وأدب
المدينة تعج بالخير والنشاط يغشاها الزراع في صعيدها وسافلها والتجار وتتلاقي فيها الاعراق كما تتلاقى الأعمال… واعظم الأعمال فيها بذل العلم..
لو لم تكن تكني (بقضروف ود سعد) لكانت قضروف الأزرق…
بيت العلم والدين الذي مازال ينير الدروب
فالمكتبة في السوق الكبير من نصيب آل الأزرق وحلقة العلم في المسجد الكبير من نصيبهم ورحم الله شيخ (مجذوب حاج علي) منارة الحلقات ودروس الفقه المالكي…
وقد سميت الدامر (بدامر المجذوب) لأنها قامت علي خلوة جدهم وأهلهم المجاذيب هناك.. حيث تخرج ابكار العلماء والادباء والشعراء رحم الله إمام اللغة العربية عبدالله الطيب وإمام الشعراء المحدثين محمد المهدي المجذوب
ومعظم بقاع أرض السودان قامت علي منارات التدين والقرآن..
من هناك خرج الاديب الأريب السفير عبدالله الأزرق.. مثقفا وأديبا تتشرف به الاماكن والوظائف دبلوماسياً بدرجة فارس.. لم تغير طباعة السنين ولم تبدله الليالي، جال بلاد الدنيا قصور الملوك والحكام والأمراء ولم تخدش عِزه نفسه فقد كان أميراً في اهله متصوفا لا تخدعه بهارج الدنيا .. صادق الكلمة رصين العبارة غير هياب
لم يخشى يوما أن يقول رأياً حتى في قضايا السياسة التي يتجنبها من يمتهنون العمل الدبلوماسي..
نظم القصيد فاجزل وعمل لهذه البلاد بمحبة وحتى حينما اقعده المرض لم يكن يهنأ براحة فقد كان يسهر الليل يقرأ ويكتب ويتواصل ويدعم مجموعات الشباب العاملين لغد أفضل…
كانت داره في الخرطوم وإسطنبول ولندن من قبل مجلس للطلاب وملتقي للأنس والتثاقف.. يحب أن يستقبل الناس بإبتسامه عريضة وضحكته العالية المحببه التي يتردد صداها في كل تلك الأماكن التي اعتاد أصدقاءه وأحبابه ان يستقبلهم في رحابها الا أن الاقدار جعلت أواخر أيامه بالقاهرة وهو يعاني مع الاسقام اوجاع ما آلت اليه أحوال البلاد ..
رحل ابواحمد وفي قلبه ايمان قوي بأقدار الله التي نفر منها وإليها
اشبعته بكل تلك الفراسة التي تتناقلها اشعار البطانة واتبرا
غرار العبوس دار الكمال ونقاص
دوبة حليل ابوي اللي العلوم دراس
أو كما قال دفع الله ود فريجون
خالص تعازينا لاستاذنا بروف حسن حاج على الأزرق وكل آل الأزرق ولابنائه وسليلة الأكرمين مها فريجون ولكل أصدقاءه وأحبابه
اللهم تقبل عبدك عبدالله الأزرق وأكرم مثواه