آمنة وحكمات وسمرقندية .. أغنيات وأشعار خالدة

آمنة وحكمات وسمرقندية .. أغنيات وأشعار خالدة

بقلم: أمير أحمد حمد
كان غناء البنات في غالبيته العظمى مجهول النسب، فتخرج الأغنية دون أن تنسب إلى إحداهن تحسبًا للعادات والتقاليد آنذاك، وبالذات في المجال العاطفي. ولكن في سبعينيات القرن الماضي ظهرت مجموعة من الشاعرات اللائي كتبن الشعر الغنائي بصدق المشاعر وجميل الكلام، وعلى رأسهن آمنة خيري وحكمات محمد يس وسمرقندية المحتسب. هذا الثلاثي قدم لمكتبة الغناء السوداني أغنيات أقل ما يقال عنها أنها كتبت بصدق، فكان لهن الخلود في وجدان الشعب السوداني. وفي المساحة التالية نستعرض بعض من أشعارهن التي ملأت الدنيا وشغلت الناس.

 

+ آمنة خيري

قصة الريد القديمة كم هيجت أشجان المحبين، وكانت ملاذًا لكل من فشل في حياته العاطفية ولم يتم لها النجاح، وذلك في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينات من القرن الماضي. كلمات في قمة الشجن الممزوج بصدق المشاعر الدفاقة ولاغرابة في ذلك لأنها نابعة من أعماق إمرأة وما أصدق المشاعر عندما تعشق المرأة بصدق فتجد الغدر وعدم الوفاء ممن أحبته بصد. وهاهي قريحة شاعرتنا المجيدة الأستاذة آمنة خيري تجود علينا بهذه الكلمات الرائعات:

قصة الريد القديمة بسألوني عليها ديمة
كلما حاولت أنسى صحوا ذكراها الأليمة
أيه تقول بالله فكر حبيبي لو سألوك إنت
كيف بعد قمة هنانا هان الريد عليك وهنت
ماغريبة حتقول علي إني غدار وإني خنت
وبرضو ما بتقدر تصدق إنت في أعماقي كنت

تركت لنا آمنة ذكراها الأليمة ومضت إلى ربها وتركت لنا ذكرى أشد ألمًا برحيلها الأبدي قبل شهور قليلة.

+ سمرقندية المحتسب

 

شغل القليب بالشوق علي زولًا يحن
طبع الفراق الجوة احساسو الدفين صورة شجن
زاد الألم سبب الفراق البينا كان غدر الزمن

من منكم لم ترسخ هذه الأغنية في وجدانه عندما استمع لها بصوت الرائع عبد الله محمد، وأعاد ترديدها الفنان محمود عبد العزيز، فهي من كلمات سمرقندية المحتسب ومن تلحين الشاعر عوض جبريل. ولسمرقندية أغنيات أخرى تغنت بإحداها الفنانة زينب خليفة (الخميل والصي) والفنان ودالبكري (هاجر أم درمان). ولحن لها الراحل عثمان حسين أغنية رأس السنة، كما لحن لها الموسيقار محمد وردي أغنية قسوة الأيام.

+ حكمات محمد يس

أما حكمات محمد يس فقد كانت أشدهن تعرضًا لرياح الغدر وعدم الوفاء فكانت غليظة المفردات في الرد على المحبوب:

صدقني ما بقدر أعيد
قصة غرام بالشوق مضت
ورحلة عذاب دابا انتهت
كيف تاني أرجع من جديد
وصدقني ما بقدر أعيد

وأكدت بقوة مرة أخرى على عدم عودتها للتجربة على لسان محمود تاور عندما غنى:

أنساك ومن ذاكرتي بمحاكا
لوتاني الحنين والشوق أطراكا
بقاوم كل أشواقي ومن ذاكرتي بمحاكا

أما أعمق جراحها فقد سالت دماؤها على حنجرة عبد الوهاب الصادق حينما رشق المستمعين به في أغنية:

الجرح جرحي براي منو البقاسي معاي
مرات أقول كلمات إمكن تخفف قساي

رحم الله الشاعرة آمنة خيري وحكمات محمد يس، وأمد الله في عمر سمرقندية.