المليشيا .. إنهيار عسكري وسياسي

المليشيا .. إنهيار عسكري وسياسي
أمدرمان: الهضيبي يس
ما تزال أقدام مليشيا الدعم السريع تغوص في الرمال يومًا بعد يوم وهي تقاتل بإقليم دارفور وكردفان وفقًا لمسوغ أثنى، ووسط محاولة لتحشيد أبناء القبائل. بالمقابل نجدها قد فقدت أهم عوامل الاستقطاب السابقة سواء المادية أو العينية، أو حتى الامتيازات السياسية. فشح الموارد التي باتت تعيش فيها مليشيا “الدعم السريع” أدخلها أيضًا في خلافات تحمل الطابع الاثني نظرًا لمساعي قيادات بعض العشائر الاستحواذ على امتيازات اقتصادية وعسكرية.
+ خلافات مستمرة
أيضًا ضعف المرتبات وتأخر عمليات الصرف وفقًا لعناصر لم تتوان عن التعبير بصورة من السخط والاستياء جراء ما يحدث بل والذهاب إلى تهديد بالانسلاخ وقيادة تمرد داخل الدعم السريع نظرًا للأوضاع التي يعيش فيها آلاف الجنود المنتسبين للمليشيا. وسياسيًا دبت خلافات داخل تحالف “تأسيس” الموالي للدعم السريع ما بين قيادات يتبعون للتحالف ومجموعة شرق السودان أسامة سعيد، ومبروك مبارك سليم حول توزيع أنصبة مقاعد الحقائب الوزارية مما زاد من حجم مؤشرات تعرض التحالف لأزمات قادمة مع مرور الوقت.
+ فخاخ الجيش
بدوره قام الجيش بنصب فخاخ عسكرية في كل من مدن الفاشر بولاية شمال دارفور، و”الخوي” بغرب كردفان، والشتول بولاية جنوب كردفان كبد خلالها مليشيا الدعم السريع خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات خلال الأيام الماضية. وعزا عدد من الخبراء العسكريون الأمر إلى انعدام القيادة وسط الدعم السريع ودخول فصل الخريف في تلك المناطق، كذلك غياب التكتيك العسكري في إدارة المعارك على مستوى المناطق المفتوحة.
+ مخلب القط
ويؤكد الكاتب الصحفي نزار حسين، ما تتعرض له مليشيا الدعم السريع من اضطرابات سياسية وعسكرية أمرًا ليس بوليد اللحظة إنما هو منذ فشل الاستيلاء على السلطة ومحاولة دخول الأحياء المدنية في العاصمة الخرطوم ومن ثم خوض معارك المدن ونهب وسلب ممتلكات المواطنين. ويعزو “نزار” الاضطراب إلى فشل مشروع مخلب القط الذي سعى من خلاله الدعم السريع لإعادة التموضع داخليًا بدعم من بعض الأطراف الإقليمية والدولية تحت غطاء التأسيس لحكم مدني ديمقراطي. لكنه قام بانتهاك حقوق المواطنين وممارسة القتل والنهب بحقهم.
+ عوامل الانهيار
ويشير المحلل السياسي أشرف إبراهيم إلى أن ما تتعرض له مليشيا الدعم السريع من انهيار متسارع يعود لعدة عوامل رئيسية بدأت من عدم وجود قوى سياسية تؤيد ما تقوم به عسكريًا وصاحبة تأثير وسط السودانيين. وثانيًا انسحاب وتراجع بعض الأطراف الإقليميين الذين كانوا على تحالف سابق مع مليشيا الدعم السريع، متوقعًا تراجع كل من الدور الليبي للمشير خليفة حفتر، ودولة إثيوبيا في توفير الدعم والمساعدة لمليشيا الدعم السريع كما كان في السابق. وعزا أشرف كل ذلك للتحركات المصرية الأخيرة إثر ما حدث من معارك عسكرية بين ليبيا، والسودان بمنطقة الحدود المشتركة بين الدول الثلاث ولقاء البرهان، وحفتر بقصر العلمين قبل أيام بمصر. بالإضافة إلى عدم رغبة “أديس أبابا” الدخول في معارك عسكرية مع السودان وإنما استخدام أسلوب التكامل وتبادل المصالح خاصة وهي تستعد لخوض جولة جديدة من معاركها المؤجلة مع مصر على خلفية قيام سد النهضة.