جنوب السودان .. هشاشة الدولة تلقي بظلالها على دول الجوار

جنوب السودان .. هشاشة الدولة تلقي بظلالها على دول الجوار

أمدرمان: الهضيبي يس

تشهد دولة جنوب السودان اضطرابات سياسية مصحوبة بفشل اقتصادي نتيجة لتخطي التضخم حاجز 400% وفقًا لتقديرات البنك المركزي الجنوب سوداني، وهو مافاقم من الأوضاع الإنسانية والأمنية، إذ تشير التوقعات أن تدهور الأوضاع تلك قد تلقي بظلال سالبة على عدد من دول الجوار للجنوب أولها “السودان” نتيجة لتدفق ألاف اللاجئين عن طريق البوابة الجنوبية عند منطقة الجبلين بولاية النيل الأبيض.

 

وعاشت جوبا قبل نحو شهرين من الآن اضطرابات سياسية /عسكرية أسفرت عن اعتقال نائب رئيس البلاد د. رياك مشار ووضعه قيد الإقامة الجبرية أثر خلافات نشبت بينه والرئيس سلفاكير وسرعان ماتطورت الأوضاع لمواجهات عسكرية بين الفصائل المسلحة التي تتبع لكل طرف. بينما يعزي مراقبون هشاشة الأوضاع في دولة جنوب السودان منذ منتصف العام 201‪3 الى عدم وجود سياسات واضحة لإدارة شأن الدولة بصورة سياسية وخارجية، كذلك من الملاحظ لجوء الحكومة للتغيير بشكل دائم على مستوى الطاقم الوزاري والعسكري، مايؤكد عدم وجود معايير للاختيار مصحوبة بإنعدام الثقة مما يترتب عليها نتائج عسكرية تنم عن حالة الاضطراب.
بالمقابل تظل هناك جملة من التأثيرات الواقعة على مايجري في الدولة الوليده، أبرزها نمو وظهور الجماعات الحاملة للسلاح تحت غطاء سياسي، أيضًا انتشار السلاح وسط تلك الجماعات مما يشكل مهددًا على دول الجوار، وإقامة تلك المجموعات المسلحة لتحالفات مع بعض المليشيات المسلحة وهو ماظهر جليًا ما بين الدعم السريع وبعض الجماعات الخارجة عن القانون بجنوب السودان.
ويشير الكاتب الصحفي عبدالجواد علي إلى أن عدم وجود سياسات واضحة لإدارة شأن جنوب السودان خلال الـ 15 عامًا الماضية أي مابعد إقرار الانفصال عن السودان تعود لتحكم عنصر القبيلة في شؤون الدولة البحتة. وهو ما أثر على إشاعة روح التعايش الاجتماعي بين مكونات الدولة بصورتها الإثنيه، والعشائرية فضلًا عن إنعدام نظام لإدارة المؤسسات وموارد الدولة مما ضاعف الأوضاع المعيشية وعمل على انهيار قطاع الخدمات الأساسية.
وزاد عبد الجواد: َتظل أهم ماتعرضت له جمهورية جنَوب السودان هو طبيعة المؤسسات الدولية والإقليمية مع الدولة نفسها سواء في تمويل مجموعة من المشروعات، أو ضخ استثمارات تحمل الطابع الاقتصادي وعلية فإن جنوب السودان موعود بمزيد من الإضطرابات التي سيكون لها تأثير بالغ الأثر على دول مثل السودان، يوغندا، كينيا، مالم تغير من نهج سياستها.
ويوضح المحلل السياسي داود بوب بأن هناك أزمة في بنية الدولة بشكلها السياسي، بمعنى أن للحركة الشعبية مشروع منذ وقت مبكر تقوده بعض النخب الجنوبية التي تستعصم بالقبيلة، بينما بات ظهور وصعود بعض الجماعات السياسية من خارج الجغرافيا الجنوبية والتي تعمد لاستغلال ماتمر به جوبا من هشاشة مما جعل الصدام جائزًا، وهو ما حدث بالفعل عندما قام سلفاكير باعتقال رياك مشار.
ويضيف بوب: تنصل المجتمع وعدم الايفاء بتعهداته التي بنى عليها جنوب السودان خططه وبرامجة منذ الوهلة الأولى للانفصال كان بمثابة قاصمة ظهر بالنسبة لهم، هذا ويعتبر مسألة عدم تطوير للموارد بما فيها العنصر البشري الذي كان له الأثر السالب بشكل كبير.