السودان في الأمم المتحدة .. محاصرة المنظمات العدلية

السودان في الأمم المتحدة .. محاصرة المنظمات العدلية
تقرير: مجدي العجب
كان من المؤكد إن كتب لانقلاب مليشيات الجنجويد النجاح والسيطرة على الدولة السودانية فهذا أمر في غاية الخطورة لدول الجوار وربما تستخدم المليشيا مثلما استخدمت في تدمير بعض المدن السودانية فمن المؤكد أيضا أن تزحف هذه المليشيات بهمجيتها التى شاهدها العالم اجمع نحو دول الجوار فهي لا تملك قرارها بل تنفذ ما يمليه عليها كفيلها الاقليمي الذي يمسك بكل شيء حتى وان أراد تغيير قادتها وقيادتها ولكن بعد دحرها وما تلقته من هزائم وانكسارات بأيدي الجيش السوداني والقوات النظامية الاخرى ومن المستنفرين من الشعب السوداني حتى تم حصارها غربا ولكن مازال الخطر قائما ولو انه أصبح اقل او خف على دول الجوار ولكن هذه المليشيات ودون شك فهي تهدد السلم والامن الدوليين خاصة وان المنطقة موبوءة بالمليشيات وتعاني من هشاشة في كل شيء خاصة الأمنية ولازالت كذلك تفرخ يوما بعض يوم لمليشيات اخرى مما قد يدخل المنطقة عموما في أزمات أمنية يصعب حلها مستقبلا. وهذا ما عبر عنه دعوى مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس حيث طالب بإضافة شخصيات وعناصر من دول خارجية سواء من دول الجوار أو الإقليم بما فيهم كبار الاقليميين واضافتهم إلى قائمة التحقيق لما لهم من دور في التحريض على مواصلة الحرب.
+ دعوى للجنائية
وطالب السفير الحارث إدريس، المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة، مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، بإضافة شخصيات وعناصر من دول خارجية، سواء من دول الجوار السوداني أو من الإقليم الأفريقي، بما في ذلك كبار الرعاة الإقليميين، إلى قائمة التحقيق، لدورهم في التحريض على مواصلة الحرب، وتقديم الدعم اللوجستي، وتهريب السلاح، وتوفير المؤن والطائرات المسيّرة لمليشيا الدعم السريع، بما مكّنها من احتلال أجزاء من الإقليم السوداني، بالاستعانة بمرتزقة أجانب، بهدف إنشاء حكومة موازية.
وأضاف السفير الحارث، في مداخلته أمام جلسة مجلس الأمن، ردًا على تقرير المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، أن ما جرى يمثل “جريمة عدوان” جديدة، ينبغي التصدي لها عبر إدراج هذه العناصر في التحقيق، بما يضع حدًا لحالة الإفلات من العقاب التي تفاقمت مؤخرًا، ضمن سلسلة الفظائع التي شهدها العالم.
وأشار إلى أن السودان يناشد المجتمع الدولي تقديم الدعم المالي واللوجستي والسياسي الكافي، لتمكين المحكمة الجنائية الدولية من الاضطلاع بولايتها في التحقيق بشأن الجرائم الجسيمة المرتكبة حاليًا في دارفور، مبينًا أن استمرار إفلات الجناة من العقاب لا يهدد السلم والأمن في دارفور فحسب، بل يقوّض جهود العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية في السودان بأسره.
+ زوايا سياسية واستراتيجية
ويقول الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور حسن الشايب ان هذا الموضوع يقرأ من زاويتين سياسية واستراتيجية. واوضح في حديثه لألوان: أرى من الزاوية الاستراتيجية أنه يمكن النظر إلى هذا الموقف بطلب السفير الحارث على أنه يعمل لترجيح ميزان الشرعية الدولية لصالح الحكومة الانتقالية وهذا يدل على أن هنالك من يفكر بعمق لحكومة كامل ادريس ليمهد لها نقطة البداية خارجياً من خلال إضفاء طابع قانوني دولي على اتهام مليشيا الدعم السريع بالجرائم المنهجية التي ارتكبتها وتوسيع دائرة المسؤولية لتشمل كل من ساهم و مول وساند تلك الانتهاكات. وزاد: كما أنها تمثل مؤشر على اتجاه الحكومة لتدعيم موقفها السياسي بالأدوات القانونية الدولية بما في ذلك المحكمة الجنائية رغم الحساسية التاريخية التي رافقت علاقة البلاد بها في السنوات الماضية. وذهب الشايب في حديثه لنا قائلا: من الزاوية السياسية أجد أن تصريح السفير الحارث أمام مجلس الأمن يحمل دلالات سياسية وقانونية عميقة و البلاد تشهد متغيرات كبيرة وتداخل إقليمي متزايد في الشؤون الداخلية فمسألة إدراج أطراف إقليمية ضمن قائمة تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية أعتقد أنه تطور نوعي في الخطاب الدبلوماسي المرحلي فما يدور في البلاد هي حرب بالوكالة تتغذى من أطراف خارجية لها مصالح استراتيجية في إطالة أمد الحرب وإعادة تشكيل موازين القوى داخل السودان لذا من الطبيعي أن يحمل السودان بعض دول الجوار والمحيط الإقليمي مسؤولية دعم مليشيا الدعم السريع عبر توفير الأسلحة والطائرات المسيرة والمؤن اللوجستية يمثل تهديداً للأمن الانساني والقومي السوداني كما يعمل على زعزعة الاستقرار السياسي في الاقليم. وقال: مثل هذه المطالبات تضيق الخناق على المجتمع الدولي بضرورة إتخاذ قرارات تعمل على الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين التي تجئ على رأس أهداف كل المنظمات الدولية والإقليمية.
+ تهديد الاقليم
فيما لفت الصحافي والمحلل السياسي عاصم البلال الطيب الى أن حركة الحارث إدريس مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة تاتي في إطار محاصرة القوى التى تدعم مليشيا الدعم السريع لوجستيا. وقال البلال في حديثه لألوان: هنالك جهات تعمل على زعزعة السودان واطالة أمد الحرب في البلاد دون ان تعي ان الامر لن يتوقف عند السودان فحسب فإنما سوف يمتد ويتمدد الى كل الإقليم وزاد ما يقوم به الحارث والحكومة السودانية هي لفت نظر للمؤسسات العدلية والرقابية الدولية حتى تستوعب حجم المؤامرة او خطورة الامر الذي ان نخرج من الأيدي فلا اعتقد ان عودة الامن والسلم في كل المنطقة امر يسير لذلك يحاول السفير الحارث ان يوضح للعالم حجم الخطر ولا اعتقد ان حديثه يمكن ان يمر دون الوقوف عنده.
+ العلاج الناجع
ومن هنا فقد حدد مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس مكان الوجع والداء وعلى المؤسسات الدولية ان تضع العلاج الناجع حتى لا يخرج الأمر عن السيطرة ويدخل العالم ومؤسساته في مأزق. لذلك يرى مراقبون أن السفير الحارث قدم الوصفة الكاملة للعالم.